الاحتلال يواصل حصار جباليا والسكان يرفضون أوامر الإخلاء
– يؤدي صمود الفلسطينيين وبقاؤهم في شمال قطاع غزة ورفضهم المغادرة إلى إحباط مخطط الاحتلال بإخلاء المنطقة من سكانها وتهجيرهم نحو الجنوب تمهيداً لضمّها للكيان المُحتل، وسط ارتكاب المجازر الوحشية والقصف الجوي الكثيف خلال الساعات الماضية والتي أسفرت عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
ورفض الفلسطينيون في جباليا، شمال القطاع، طلبات جيش الاحتلال بإخلاء مساكنهم، إلى جانب بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، والتوجه جنوباً، مما يؤدي لإحباط ما يسمى “خطة الجنرالات” الصهيونية الرامية لتهجير سكان شمال غزة وإخلاء المنطقة منهم.
وكثّف جيش الاحتلال، أمس، عمليته العسكرية العدوانية في جباليا، عبر ارتكاب المزيد من المجازر الوحشيّة التي أدت لاستشهاد 49 فلسطينياً، تحت ذريعة “منع حركة “حماس” من استعادة قوتها في المنطقة”، وذلك قبيل ساعات من إطلاق صاروخ المقاومة من الشمال باتجاه الكيان المُحتل، وهي المنطقة التي زعم الاحتلال بإحكام سيطرته عليها.
وهدد الاحتلال بمواصلة عدوانه ضد جباليا لفترة ممتدة لأكثر من بضعة أسابيع، في عملية برية ثالثة مستمرة منذ 6 من الشهر الحالي بعد أن هاجمها برياً في مرتين سابقتين في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، وذلك بسبب إصرار الفلسطينيين على رفض المغادرة جنوباً.
ويواصل جيش الاحتلال لليوم الثامن على التوالي حصار شمال قطاع غزة، وينفذ عملية عسكرية واسعة أدت لاستشهاد العشرات وإصابة المئات حتى اللحظة، إضافة إلى نسف لعشرات المنازل وسط انقطاع كامل للمساعدات الغذائية والطبية.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن القصف الجوي الصهيوني الكثيف في منطقة جباليا أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، وتدمير المنازل بالكامل.
وأصدر جيش الاحتلال، أمس، أوامر إخلاء جديدة، لمناطق في مدينة غزة وشمالها، تضم جباليا البلد والنزلة ومنطقة أبو إسكندر والشيخ رضوان عند الجورة ومحيطها، وسط حصار مشدد حول مدينة جباليا منذ أيام، في مواجهة عشرات الآلاف من سكان غزة الذين يرفضون الإخلاء جنوباً.
ونتيجة لصمود السكان في جباليا ورفضهم طلبات جيش الاحتلال منهم الإخلاء “يُحبط التجربة العملية الأولى لتنفيذ ما تسمى “خطة الجنرالات” الداعية لإخلاء شمال قطاع غزة من السكان، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” بالكيان المُحتل.
وتشكل تلك العملية الآن نسخة أصغر وأولية من مبادرة اللواء الصهيوني (المتقاعد) “غيورا آيلاند”، الذي اقترح نقل ما يقرب من 300 ألف من سكان غزة المتبقين في شمال القطاع، خصوصاً بمدينة غزة إلى جنوب القطاع من خلال التفتيش والفحص في “ممر نتساريم” وسط القطاع.
وتواصل قوات الاحتلال تضييق الخناق وتشدد الحصار على شمالي قطاع غزة لعزله عن مدينة غزة، كما يكثف جيش الاحتلال عملياته لتدمير ما تبقى من منازل ومنشآت وممتلكات للأهالي شمالي القطاع، في حين يبدو أنه يسعى لتوسيع المناطق العازلة التي يعمل عليها منذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة في تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة إن الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات الفلسطينية في القطاع وصل منها للمستشفيات 49 شهيداً و219 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأفادت “الصحة الفلسطينية” بارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال إلى 42175 شهيداً و 98336 إصابة منذ السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
من جانبها؛ أكدت حركة “حماس” “أن مجزرة الاحتلال في جباليا البلد، انتقام من المدنيين العزل، بعد فشله أمام رجال المقاومة، وصمود الشعب الفلسطيني في الشمال، واستمرار لحرب الإبادة بدعم أميركي”.
ونددت الحركة، في تصريح لها أمس، “بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال النازية، والتي استهدفت مربعاً سكنياً بمحيط مسجد العمري في جباليا البلد، شمال قطاع غزة، والتي أوقعت العشرات من الشهداء والمصابين بحق العديد من العائلات الآمنة في بيوتهم، من بينهم الأطفال والنساء والشيوخ”.
وقالت إن المجزرة الوحشيّة “استمرار لحرب الإبادة الصهيونية الإجرامية المستمرة بغطاء أميركي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وشددت “حماس” على أن “مجازر الاحتلال الصهيوني التي تشتد هذه الأيام ضد الأهالي في جباليا، شمال غزة، تهدف لمعاقبتهم على صمودهم على أرضهم ورفضهم كل محاولات التهجير عن أرضهم”.
وأضافت أن “هذه الجرائم الإرهابية النازية التي تتواصل للعام الثاني تؤكد للعالم أن الكيان المارق الفاشي متعطش للدماء والانتقام ولمزيد من الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والشعب اللبناني”.
وشدد على أهمية صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يرفض التخلي عن أرضه ووطنه رغم ما يتعرض له من عدوان همجي.
من جهتها، قالت منظمة “العفو الدولية” “إن إسرائيل تواصل التعتيم على جرائم وانتهاكات حرب الإبادة الجماعية في غزة، عبر منع وصول الصحفيين الأجانب إلى الأراضي الفلسطينية، وخاصة القطاع”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته المنظمة الحقوقية الدولية (فرع تونس) بالعاصمة التونسية، تحت عنوان “صوت فلسطين.. نغمات الحرية ونداء الحقوق الإنسانية”.
إلى ذلك، أعلن برنامج الغذاء العالمي أمس انقطاع خطوط المساعدات الغذائية عن شمال غزة، في حين قالت الأمم المتحدة إن الوضع “وصل إلى نقطة الانهيار في شمال القطاع وجنوبه”.
وأوضح البرنامج الأممي أن نقاط توزيع الأغذية شمال غزة اضطرت للإغلاق بسبب العمليات العسكرية وأوامر الإخلاء، وذلك في الحرب المدمرة المستمرة على القطاع.
وأكد البرنامج أن النيران اندلعت في المخبز الوحيد العامل في جباليا بعد إصابته بذخيرة متفجرة، وأن تصاعد العنف في شمال القطاع له “أثر كارثي” على الأمن الغذائي لآلاف الأسر الفلسطينية.- (وكالات)
التعليقات مغلقة.