الباقي عندك/ مصطفى الشبول
الباقي عندك في رواية طريفة يرويها الأديب احمد الجندي ابن مدينة السلمية السورية(رحمه الله) والتي جرت معه شخصياً حيث يقول : سافرنا إلى مدينة حمص لتلبية دعوة أحد الأصدقاء وهناك التقيت شاباً تبدو عليه سمات البساطة ، فسألته : إذا كانت المسافة بين الشام وحمص مائتين كيلومتر ، وارتفاع سقف البيت حوالي الثلاثة أمتار وسرعة السفينة في البحر حوالي أربعين عقدة بالساعة ، فكم يكون عمري ؟ … يقول نظر علي الشاب نظرة إشفاق على عقلي ، وقال : عمرك أربعين سنة … وللحقيقة فقد أصاب في الإجابة ، فهذا كان عمري وقتها … فسألته : كلامك صحيح ، كيف عرفت ؟ … قال لي : والله يا أستاذ ابن أختي نص أهبل عمره عشرين سنة والباقي عندك… أبو فلاح طوى صفحة الستين من عمره ، وكما عهد أهل الحي عنه ( أبو فلاح ) رجل ملتزم ومتزن ومن أصحاب المبادئ (واحد زائد واحد يساوي اثنين ، و اخذ حق وأعط حق)… وبعد جهد جهيد من أبناء جيله وأصحابه بالحارة قام بفتح صفحة له على الفيس بك ، بدأ الموضوع بوضع صورته الشخصية أيام الشباب ، وهات أخذ تعليقات و لايكات من اللي بتعجبك، كله من باب رفع المعنوية عند أبو فلاح .. و بلش أبو فلاح يتعلم أول بأول صار يحط لايكات ويعمل مشاركات ويكتب تعليقات للكل … تطورت أموره وصار يشارك بمجموعات وقروبات ما أنزل الله بها من سلطان مثل ( صبايا الشرق ،شباب وصبايا البلد ، طلاب الجامعة الفلانية ….) … وفعلاً من يوم ما أشترك بالفيس صار يروح معظم يومه وهو ماسك التلفون حتى انه صار يتأخر على الصلاة بعد ما كان يدخل المسجد مع الأمام حتى صلاة الفجر صارت تروح عليه بسبب السهر على التلفون … مسكين أبو فلاح بفكر ما حدا بشوف تعليقاته على الصفحات ، وكل ما يشوف صورة لصبية يحط لها تعليق مطنطن مدح وغزل ومشاركة، هذا غير أكتب رقم خمسة بتروح القطة … فصار الكل يلاحظ التغير على أبو فلاح والهوس والتعلق بالفيس والنشاط الكبير على الصفحات … أم فلاح وأولادها لما شافوا هذا الشيء والتهور من أبوهم مباشرة سحبوا التلفون منه وكتبوا على صفحة أبوهم لقد تم اختراق صفحتي الشخصية على الفيس ، وأنا غير مسؤول عن أي نشر ومشاركات وتعليقات سابقة ولاحقة ، وتم حذف الفيس والواتس عن تلفون أبو فلاح وتنزيل لعبة كاندي كراش مشان يتسلى ويضيّع وقت …
التعليقات مغلقة.