“البعوض والذباب”.. تحد بيئي يؤرق قطاع السياحة بالبحر الميت
البحر الميت – في الوقت الذي تتجدد فيه معاناة سكان الأغوار والمتنزهين نتيجة انتشار الحشرات كالبعوض والذباب المنزلي، يطالب عدد من مدراء المنتجعات السياحية الجهات المعنية بضرورة تكثيف حملات الرش خلال الفترة الحالية.
ويؤكد المدير الإداري في فندق البحر الميت العلاجي محمد العربيات أن انتشار الحشرات مثل الذباب والبعوض مع بدء فصل الصيف يشكل تحديا كبيرا أمام القطاع السياحي، مشيراً إلى ضرورة إيلاء الموضوع أهمية قصوى من أجل تطوير السياحة الأردنية والنهوض بالقطاع الفندقي السياحي وتمكينه من جذب أكبر عدد من السياح والزوار.
ويبين عدد من الزوار أن انتشار الذباب والبعوض والقوارض بشكل كبير جدا يشكل عامل طرد للسياح والمتنزهين، مؤكدين أن الزائر لهذه المنطقة الفريدة من نوعها بات يهرب منها بسبب الانتشار الكبير للذباب خاصة في المناطق الشاطئية التي تحتاج إلى اهتمام أكبر من مختلف النواحي.
ويبدي عدد من السياح استغرابهم من عدم الاهتمام الرسمي بقضية انتشار الذباب والبعوض خاصة في منطقة البحر الميت، التي تعد وجهة سياحية فريدة بطبيعتها الخلابة وتنوع منتجها السياحي الفريد، مطالبين بالإسراع بتنظيم حملات رش شاملة لكافة شواطئ البحر الميت والمناطق المجاورة له من أجل الحفاظ على بيئة ملائمة سياحيا.
ورغم الجهود التي تبذلها البلديات ومديريات الزراعة في هذا الخصوص والمتمثلة بحملات مكافحة، إلا أن المشكلة ما تزال قائمة، وفق عدد من الأهالي، قالوا لـ “الغد” إن مناطق الأغوار تشهد خلال الفترة الحالية انتشارا كبيرا للحشرات كالذباب والبعوض الأسود الذي يحرمهم النوم ليلا.
ويبين محمد الجعارات أن مناطق الأغوار تعتبر بيئة مناسبة لتكاثر البعوض كونها مناطق زراعية تكثر فيها التجمعات المائية، ويكثر فيها استخدام الأسمدة العضوية، فضلا عن مخلفات السياح وكثرة النفايات والحفر الامتصاصية، مطالبا الجهات المعنية بتكثيف حملات الرش والمكافحة للحد من تكاثر وانتشار هذه الآفات التي باتت تشكل مصدر قلق للأهالي والمتنزهين.
ويقول فايز عليان إن انتشار الحشرات وخاصة البعوض والذباب يهدد الأهالي بنقل الأمراض المعدية، ناهيك عن المعاناة التي يعيشونها نتيجة اللدغ الذي يسبب ألما ويترك بقعا وبثورا حمراء خاصة لدى الأطفال، لافتا إلى أن الانتشار الكبير لهذه الحشرات يفسد عليهم نهارهم وینغص لیلهم.
ویطالب الجهات المعنية بتكثیف حملات الرش والمكافحة للحد من انتشار هذه الآفات، خاصة وأن منطقة الأغوار تعتبر المكان الأنسب للسياحة العائلية في مثل هذا الوقت من العام، لافتا إلى أن الحركة السياحية والمخلفات التي يتركها المتنزهون تعتبر إحدى أهم البؤر المسببة لتكاثر الذباب ما يتطلب العمل على توعية السياح بضرورة جمع النفايات ووضعها في أكياس محكمة الإغلاق والحفاظ على نظافة أماكن التنزه.
من جانبه، يؤكد مدیر زراعة الشونة الجنوبية المهندس خليل العدوان أن كوادر الزراعة تقوم بشكل مستمر بحملات رش ومكافحة وخاصة في المناطق السياحية التي يتم متابعتها بشكل دوري، موضحا أن بعض المسؤولين يرفضون السماح للكوادر بدخول المنتجعات لرش الأشجار والساحات دون إبداء الأسباب، بينما منتجعات أخرى تبدي تعاونا تاما في هذا الموضوع.
ويشير إلى أن وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة تقوم كل عام بحملات مكافحة شاملة لكافة مناطق الأغوار خاصة في الفترة التي تعد مناسبة لتكاثرها وانتشارها، مؤكدا أن نجاح الحملات يتطلب تعاون المواطنین وأصحاب المنشآت لإنجاحها.
وتعتبر الفترة التي تلي أربعينية الشتاء والفترة خلال شهري آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) مع بدء التجهيز للموسم الزراعي هما ذروة موسم ظهور البعوض والذباب في المنطقة.
التعليقات مغلقة.