البلقاء: هل تنجح بوابة التدريب بإدخال الشباب لسوق العمل السياحي؟

البلقاء – بدأ 80 شابا وشابة من محافظة البلقاء، سباقا مع الزمن لإيجاد فرص عمل بالقطاع السياحي، بعدما أنهوا قبل أيام مشاركتهم بمشروع التدريب والتأهيل لمزودي الخدمات والعاملين في القطاع السياحي، الذي أطلقته وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني، بهدف تدريب وتأهيل أبناء المجتمع المحلي في المحافظة للعمل في ذلك القطاع.
وخلال الفترات الماضية، برز في محافظة البلقاء مصطلح “سوق العمل السياحي” بشكل لافت، وتحديدا في أعقاب إدراج مدينة السلط على لائحة التراث العالمي (يونيسكو) في شهر تموز (يوليو) من العام 2021، حيث شهدت المحافظة العديد من الاجتماعات التي تضم الجهات ذات العلاقة بالقطاع السياحي وأبناء المجتمع المحلي، لا سيما فئة الشباب والناشطين، لمناقشة تطوير الواقع السياحي واستغلاله في توفير فرص عمل.
عدد من المشاركين والمشاركات في المشروع، أكدوا لـ”الغد” أن مشاركتهم بمثابة انطلاقة حقيقية لهم في سوق العمل بالقطاع السياحي، الذي يشهد تقدما ملموسا ونشاطا لافتا بشكل عام، مؤكدين في الوقت ذاته أنهم بدأوا مرحلة مهمة في حياتهم لإيجاد عمل يحقق لهم دخلا مناسبا ويتيح لهم الاشتراك في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، وكذلك التأمين الصحي.
وتطرقوا إلى أن أهمية مشاريع كهذه سواء في القطاع السياحي أو غيره، تنبع من كونها بمثابة “اليد الممدودة” للشبان والشابات، خصوصا ممن لا يجدون فرص عمل تحقق لهم دخلا، وكذلك من يحتاجون إلى من يساعدهم في تطوير مهاراتهم وخبراتهم، ويفتح لهم أبوابا في مجالات العمل.
وقالوا إنهم وبفضل المشروع باتوا مؤهلين ويمتلكون المهارات اللازمة لينخرطوا بالفعل في سوق العمل، مشيرين إلى أنهم اكتسبوا معرفة نظرية وعملية بدرجة متقدمة، لا سيما فيما يتعلق بإنتاج العديد من أصناف الطعام والشراب، وكذلك إنتاج الخبائز والحلويات والمعجنات.
من جهته، قال مدير سياحة البلقاء، محمود عربيات، إن “البرنامج التدريبي الذي أطلقته وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني، استهدف 80 متدربا من الشبان والشابات في محافظة البلقاء، حيث تم تدريبهم مجانا وتأمينهم ببدل المواصلات ومنحهم شهادات مزاولة بعد الانتهاء من التدريب تؤهلهم للدخول في سوق العمل السياحي”.
وأضاف عربيات، أن المسار الأول هو برنامج التدريب والتأهيل لمزودي الخدمات السياحية واستهدف 45 متدربا ومتدربة من أبناء المجتمع المحلي بواقع 300 ساعة تدريبية لمدة 3 أشهر، لافتا إلى أن “هذا المسار اشتمل على عدة برامج تدريبية منها إنتاج وخدمة الطعام والشراب وإنتاج الخبائز والحلويات والمعجنات وتحضير وصناعة القهوة (الباريستا)”.
أما المسار الثاني، فاشتمل وفق عربيات، على برامج تدريبية لرفع القدرات للعاملين في القطاع السياحي منها دورة وإنتاج الخبائز والحلويات والمعجنات ودورة إنتاج وخدمة الطعام والشراب ودورة مبادئ اللغة الإنجليزية في الضيافة، واستهدف 35 متدربا ومتدربة بواقع 40 ساعة تدريبية.
وأشار إلى أن “هذا البرنامج سيطور خبرات ومهارات العاملين في القطاع السياحي، وسيرفد سوق العمل السياحي في محافظة البلقاء بعمالة مدربة ومؤهلة من الشباب والمجتمع المحلي للعمل في هذا القطاع الحيوي، وبالتالي يساهم ذلك في رفع قدرات العاملين في القطاع السياحي وتوفير فرص العمل للشباب من أبناء المحافظة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للسياح والزوار في مدينة السلط ومحافظة البلقاء”.
وأكد عربيات أهمية العمل التشاركي مع أصحاب العلاقة لبناء القدرات البشرية وتطوير المهارت لتحسين الأداء وتقديم أفضل الخدمات السياحية لمتلقي الخدمة لإثراء تجربة الزيارة لمدينة السلط ومحافظة البلقاء، مثمنا في هذا السياق دور مؤسسة التدريب المهني في إنجاح هذا البرنامج.
وشدد عربيات على أن جهود مديرية سياحة البلقاء لن تتوقف عن إنجاز كل ما يخدم الواقع السياحي في المحافظة ويعمل على تطويره وتجويده، لافتا بهذا الخصوص إلى أهمية الاستثمار في الأفكار والطاقات الشبابية وتمكينها من أن تكون طرفا أساسيا في صناعة المشهد السياحي والتنموي ككل.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة