البيئة تنأى بنفسها عن حماية الغابات.. من يتحمل المسؤولية؟
تراجعت مساحة الغابات في الأردن، خلال الأعوام الماضية، لتشكل ما نسبته 0.4 % فقط من مجمل المساحة الكلية للمملكة، والتي تتركز بشكل رئيسي في المناطق الشمالية، وفق ما كشفته نتائج تقرير البلاغات الوطني الرابع.
وتتعرض الغابات في المملكة لتحديات عدة من بينها الحرائق، والاعتداءات، والتوسع الحضري، إضافة إلى تداعيات التغيرات المناخية، بحسب ما ورد في التقرير.
فما بين 2009 و2021، سجلت وزارة الزراعة نحو 792 حريقا تسببت بفقدان نحو 29465 دونما، وإحراق حوالي 29011 شجرة، بحسب إحصائيات تعلن لأول مرة، حصلت “الغد” على نسخة منها.
ومقابل 63 حريقاً شهدتها الغابات العام 2022، إلا أنه في العام الماضي لم يسجل سوى 25 حريقا؛ حيث احتلت الحرائق في غابات جرش، وعجلون، وإربد، والعاصمة عمان المراتب الأولى، تلتها البلقاء والكرك، والزرقاء والأغوار الجنوبية بمعدلات متدنية، بحسب الإحصائيات ذاتها.
وفتحت هذه الأرقام باب التساؤلات حول من يتحمل مسؤولية حماية الغابات في المملكة من الحرائق والاعتداءات، في ضوء نأي وزارة البيئة بنفسها عن تحملها، ملقية بها على عاتق وزارة الزراعة، وفق ما أكده مدير مديرية حماية الطبيعة في وزارة البيئة المهندس بلال قطيشات.
ورغم محاولات “الغد” المتكررة التواصل مع وزير البيئة د.معاوية الردايدة، للاستدلال على تفاصيل دور وزارته في شأن التعامل مع ملف حماية الغابات، لكنها لم تتمكن من الحصول على رده، فيما رفض قطيشات منح أي تفاصيل بهذا الصدد.
ومقابل موقف وزارة البيئة هذا جاء رد وزارة الزراعة، على لسان مدير مديرية الحراج فيها المهندس خالد المناصير، الذي أكد “أن ثمة إجراءات عدة اتخذت بهدف زيادة رقعة مساحة الغابات، منها الانتهاء من زراعة مليون غرسة حرجية منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وحتى شهر آذار (مارس) الحالي، ضمن مبادرة زراعة العشرة ملايين شجرة خلال عشر سنوات، التي أطلقت في تموز (يوليو) 2020”.
ومن أجل الإعلان عن تفاصيل هذا الإنجاز، ستعقد وزارة الزراعة اجتماعا مطلع شهر نيسان (إبريل) المقبل، وبحضور أمناء عامين وزارات البيئة، والمياه والري، والتخطيط والتعاون الدولي، والحراج والمراعي، والمشاريع والتنمية الريفية، إلى جانب ممثلين آخرين، لمناقشة الأمور المتعلقة بالإنجازات التراكمية المتحققة في مبادرة زراعة العشرة ملايين شجرة خلال عشر سنوات.
ولفت المناصير لـ”الغد”، إلى أن “الوزارة، وضمن خطتها الزراعية، بدأت العمل على إنشاء غابات مستدامة في مناطق الكورة وجرش وكفرنجة، والتي تتميز بوجود مصادر مائية معالجة”.
وبين “أن نسبة النجاح في هذه المشاريع تتجاوز 95 %، في وقت حددت فيه الوزارة مبالغ مالية يجب توفيرها كمخصصات بهدف زيادة مساحة الغابات”.
وأرجع أسباب النجاح إلى “عدم الاعتماد على مياه الأمطار المتساقطة خلال فصل الشتاء لكونها متذبذبة، ما دفع بالوزارة للبحث عن بدائل وعبر الاتفاق مع الجهات وأصحاب العمل للحصول على المياه الصادرة عن عمليات الإنتاج لديهم، وتجميعها ومعالجتها، واستخدامها لسقاية الغراس الحرجية”.
وبشأن الحد من الاعتداءات على الغابات من قبل من يطلق عليهم “الحطابون”، لفت المناصير الى أن “الوزارة خاطبت المحافظين في المناطق التي تشهد تواجدا كثيفا للغابات، بهدف العمل على ضبط مكرري الاعتداءات، ضماناً لإحالتهم للمحكمة المختصة، وإيقاع أشد العقوبات عليهم”.
وقال المناصير “جرى ضبط حطابين من قبل المحافظين، وتحويلهم للمحكمة المختصة، حيث يقبع مكررو الاعتداءات في السجون حاليا”.
التعليقات مغلقة.