التجربة الحزبية الأردنية على المحك …بين النجاح والفشل / د.رياض خليف الشديفات
=
لا شك أن التجربة الحزبية الأردنية على المحك بين النجاح والفشل بحكم معطيات كثيرة يمكن ملاحظتها بسهولة، ومن هذه المعطيات ما يتعلق بظروف نشأتها وطريقة تعاملها مع معطيات الواقع الأردني، ومنها ما يتعلق بعدد الأحزاب وتزاحمها الذي لا يعد ظاهرة صحية من وجهة نظري المتواضعة في ظل غياب البرامج القابلة للتطبيق بحكم عدم امتلاك أدوات التطبيق على الأقل في هذه المرحلة، وفي ظل ظروف محلية وإقليمية معقدة وفي غاية الحساسية.
وهناك أسئلة كثيرة أظنها مشروعة تتعلق بهذه التجربة الحزبية، ومن هذه الأسئلة: ما الفرق بين القائمة الحزبية والقائمة المحلية ما دام أن كلاهما يعتمد البعد الشخصي للأشخاص المرشحين سواء في القائمة المحلية أو القائمة الحزبية بدليل أن الأحزاب المتزاحمة تحاول تسويق نفسها من نافذه العشائر والمناطق والأشخاص فما الجديد في الأمر؟ وما المبرر للتنافس المحموم بين المرشحين في القوائم الحزبية على الأرقام المتقدمة في ترتيب مرشحيها؟ ولماذا الأحزاب تسابق الزمن ليلاً ونهاراً في إثبات حضورها المجتمعي بطريقة التنظير التي لا تختلف عن سياق الدعايات الانتخابية التي سوف يتوقف صوتها حال انتهاء العملية الانتخابية؟
ومن ضمن الأسئلة الكثيرة التي يطرحها المواطن الأردني غالباً في اللقاءات الفردية هل المواطن الأردني المشغول بهمومه المعيشية مقتنع بما يقال عن الأحزاب وبرامجها وشخوصها خصوصاً الأشخاص الذين خرجوا من عباءة العمل العام النيابي والوظيفي ممن لم يتركوا بصمات ومواقف يذكرها المواطن الأردني؛ بل إن كثيراً من الوجوه الحزبية ساهمت بشكل مؤثر في صياغة الواقع الأردني الحياتي والمعيشي ببحثها عن مصالحها على حساب مصالح المواطن الأردني.
وفي ظل هذه المعطيات وهذه الأسئلة الأحزاب الأردنية أمام تحديات كبيرة وكثيرة لإثبات مدى قدرتها على صياغة ثقافة حزبية ووطنية تتعلق بكيفية تعاملها مع المشهد الأردني المتشبع بثقافة العشيرة والمنطقة والشخص بدلاً من ثقافة الحزب والبرامج والمرجعيات الفكرية والأيدلوجية فهل يمكن للأحزاب أن تتجاوز هذه الإشكالية؟ فالوعي الشعبي الأردني رغم التفاؤل الحذر ما زال يقدم الشخص والعشيرة والمنطقة والمعارف والقدرة المالية على البرامج والأفكار، ولهذا أظن أن العديد من الأحزاب سوف تتلاشى بعد هذه الانتخابات للأسباب الموضوعية المتعلقة بظروف التكوين والأشخاص والبرامج وتعدد الأحزاب وتزاحمها بطريقة تعيق الحركة، وإن غداً لناظره لقريب… والله المستعان.
التعليقات مغلقة.