التحديات التنموية في البادية الأردنية// الدكتور عارف الجبور
تواجه البادية الأردنية تحديات كثيرة منها الفقر والبطالة ،وقلة فرص العمل للشباب فيها من حملة المؤهلات العلمية المختلفة (بكالوريوس و ماجستير ودكتوراه) ،وتفتقر ايضا إلى مراكز بناء القدرات ورفع المهارات للدخول إلى فرص العمل، كما تفتقر إلى النوافذ التمويلية والتي تقدم المال اللازم لإقامة المشاريع الغيرة المدرة للدخل ، والتي تساهم في فرص التشغيل الذاتي في مناطق البادية ككل ، مما يجعل مناطق البادية طاردة لفرص الحياة والعمل والتنمية . هذا يجعلنا أن نفكر خارج الصندوق من أجل الارتقاء بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي من خلال إيجاد مجلس اقتصادي اجتماعي تنموي للبادية الأردنية، لإحداث تنمية حقيقية جادة يلمس الجميع أثرها في حياة المجتمعات المحلية ، بعيدا عن اللقاءات الكثيرة والتي غالبا ما تنتهي بالشعارات الواهية والتي لا تتحقق نتائجها وتظل البادية تعاني من التهميش والإقصاء التنموي وعلى كافة الجوانب والصعد. ولولا تدخل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، في حل الكثير من القضايا ، واستحداث الكثير من المرافق الحيوية لأصبحت الأوضاع في البادية صعبة للغاية. إن استحداث هذا المجلس أصبح ضرورة ملحة وطنية ،ورفده بالخبرات من أبناء البادية الأردنية لاطلاق تنمية حقيقية جادة في البادية تساهم مواجهة وحل الكثير من المشاكل والهموم، انطلاقا من رؤى جلالة الملك في حل مشاكل المجتمع الأردني على حد سواء. ويتولى المجلس القيام بعدة أعمال ومهام تتمثل في إجراء البحوث والدراسات من أجل تطوير واستغلال الموارد الطبيعية، وتوجيه هذه البحوث لغايات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية في البادية وتقديم الاستشارات بشأنها، وتدعيم التعاون العلمي في مجالات عمل المجلس مع الجهات الرسمية والمحلية والإقليمية والدولية المعنية بالبادية، وذلك بإجراء البحوث والدراسات المشتركة وعقد اتفاقيات وبرامج تنفيذية وتبادل الباحثين والخبراء. كما أن المجلس يعنى كذلك بتنمية الموارد البشرية في مناطق البادية عن طريق تنظيم دورات دراسية وتدريبية ،وبرامج تأهيل متخصصة للباحثين والعاملين والسكان المحليين والمهتمين في مجالات تنمية وتطوير الأراضي الجافة وشبه الجافة ( البادية)، وإقامة المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية، والحلقات الدراسية والمشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات العلمية والمحلية والدولية المرتبطة بأهدافه. وهنا لا بد أن نشير الى أهمية الدراسات التي يجب ان يقوم بها المجلس وهي تتوزع على المحاور التالية : 1- محور الدراسات السكانية : حيث تتناول البحوث الخصائص الديمغرافية والاجتماعية والصحية والتربوية والبنية التحتية ،والتعليم العالي، وفرص العمل المتاحة ،واتجاهات الخصوبة في البادية الأردنية والتحولات السكانية والتغيرات البيئية 2- محور دراسات المياه : وتتناول دراسات المياه السطحية، والحصاد المائي، والمياة الجوفية ،والطلب على المياه في البادية الأردنية ،ونوعية مياه الشرب ونظم المعلومات الجغرافية .
3- محور دراسات الثروة الحيوانية : وتتناول انتاج وتسويق الصوف وانتاجبة الثروة الحيوانية في البادية الاردنية ، وسبل تطويرها ومشروع تسويق الماشية في البادية، وأمراض الاغنام في البادية الشرقية ،وانتاج الماعز والاغنام في البادية الاردنية والثروة الحيوانية ،ومنتجاتها وتجارة المواشي ،وتربية التحل والسياسات الحكومية على تربية الاغنام في البادية الأردنية ، وردود فعل البدو تجاهها وادارة المراعي والأمراض الحيوانية .
4- محور موارد الارض : وتتناول الموارد المادية ونظام الرعي ،والخرائط الجيومورفولوجية وتطوير الموارد العلفية . 5- محور الجيولوجيا والطاقة : الثروات المعدنية في البادية الأردنية . 6- محور تكنولوجيا المعلومات . 7- محور التنوع الحيوي : وتتناول تحديد معايير التخلص من النفايات المنزلية والخطرة في البادية الأردنية . 8- محور الدراسات الاجتماعية والاقتصادية : وتتناول مشاركة المجتمع المحلي البدوي في خلق مستقبل مستدام ،وسلوكيات المستهلكين نحو الاسواق المحلية في البادية واستعداد السياح للسفر إلى المواقع في البادية . 9- محور الدراسات الأثرية والسياحية : الآثار الإسلامية والتسويق السياحي في البادية الأردنية . ولاشك إن هذه الدراسات تحتاج إلى التنفيذ والتطبيق على أرض الواقع، من أجل الارتقاء بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والسكاني والتنموي والتربوي في البادية الأردنية . إن تحقيق ذلك يحتاج إلى نوع من التكامل والتعاون بين لجنة المبادرات الملكية الديوان الملكي الهاشمي ، ومستشارية العشائر ، والصندوق الهاشمي لتنمية البادية الاردنية ، ومركز بحث وتطوير البادية الأردنية ، وصندوق التعويضات البيئية للبادية الأردنية ، والجامعات الحكومية والخاصة في البادية الأردنية ،ومراكز الحكم المحلي التابعة لوزارة الداخلية في البادية الأردنية .انطلاقا من توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم من أجل الارتقاء بنوعية الحياة للسكان في البادية الأردنية. * أكاديمية الأمير الحسين بن عبد الله للحماية المدنية / لواء الموقر.
التعليقات مغلقة.