“التسكع” ظاهرة مؤذية، لكن عن المتسكعين ماذا نعرف؟! // حسان الزغول أبو إلياس
=
بداية سأعرض للقارئ الكريم بعض التفسيرات لمعنى التسكع: يتَسَكع فِي الشَّوَارِعِ بِلاَ هدف، يتلكأُ، يتشَرد، يتِيه، يضلُّ، يتخبَّط، يتمادى فِي ضلاله، لم يهتد لِوجهتِهِ..الخ.
وبعد هذا العرض سأسأل: ماذا نعرف عن هؤلاء المتسكعين؟!. طبعا هذا السؤال بداية منطقية لمناقشة ظاهرة التسكع وبداية منطقية لإقتراح حلول قابلة للتنفيذ للقضاء على هذه الظاهرة.
لا شك أن ظاهرة التسكع تنم عن سلوكيات سلبية وفراغ يعيشه الشباب المراهقون، حيث يفرغونه على أبواب مدارس الفتيات.
ولا شك أن هذه الظاهرة تثير الرعب عند الأهالي، فضلا عن بذيء الكلام وعرقلة السير وتلطيخ الجدران بالكلام البذيء.
ولا شك أن من أهم أسباب هذه الظاهرة يعود لغياب التوعية و محاسبة هؤلاء الشباب على التصرفات الخاطئة التي يقومون بها.
ي
إن الضعف في الضوابط الإجتماعية والأخلاقية – الدين والقانون والآداب العامة والعرف والعادات والتقاليد – في حياة شبابنا اليوم جعل منهم فريسة سهلة للسلوك السلبي ناهيك عن التسكع في مواقع التواصل الإجتماعي بسبب الفراغ جعلهم يقلدون كل شيء دون تفكير ظنا منهم أنهم يستطيعون تطبيق ما يشاهدون هنا في الواقع، لذلك ومع غياب التوعية جعل بينهم وبين تلك الضوابط فجوة في اتساع يوما بعد يوم.
وعليه فإن علينا كأسرة ومدرسة ومجتمع محلي وحكومة الإعتراف الإلتزام بمسؤوليتنا تجاه شبابنا، وأن نتكاتف من أجل نشر الوعي، وبعدها محاسبة كل من يقوم من شبابنا على التصرفات الخاطئة، وأن لا نتهاون في محاسبتهم.
لم أقفز عن الفراغ لأني أعتقد أنه السبب الأساسي وراء كل تسكع، والجمرة الخبيثة في جسد كل متسكع. ومعالجة الفراغ لا تأتي إلا بالإشغال، والجميع يعرف أن البطالة سبب ذلك الفراغ وعليه فإننا أمام مسألة معقدة، وليس من السهل حلها إلا بالثقافة؛ ثقافة التطوع، ثقافة التعلم المستمر، والتخلص من ثقافة العيب، وثقافة جدية تعلم المهن، وثقافة التفاؤل، وثقافة الإنخراط في المجتمع أكثر وأكثر، وثقافة صناعة صداقات للحياة، ثقافة إستغلال الفراغ في عمل الخير والبر.
المتسكعين أبنائنا وفلذات أكبادنا وعماد أمتنا ومستقبلنا والحفاظ عليهم بمساعدتهم لتحديد أهدافهم، وأن نعرفهم أكثر مسؤوليتنا جميعا.
التعليقات مغلقة.