التشكيلية تيتيانا تطوع خامات طبيعية بإنتاج مفردات فنية
تجيد الفنانة التشكيلية تيتيانا شيردوا (38 عاما) حرفة الضغط على النحاس، وصناعة اللوحات والديكورات النحاسية؛ لتظهر كتحفة فنية تفيض بعبق الجمال.
واتخذت تيتيانا شيردو التي تنحدر من أصول أوكرانية والحاصلة على درجة البكالوريوس في اللغتين الإسبانية والإنجليزية من جامعة كييف، من الرسم هواية لها منذ الطفولة، وأصبحت تدرس في إحدى المدارس الخاصة بمدينة مادبا اللغة الإنجليزية. وهي الآن تمارس العمل الحرفي اليدوي ليكون نافذة لأعمالها الفنية، وبخاصة الرسم على النحاس وعلى الزجاج وعلى الفخار والفسيفساء، وتصنع سلال النسيج باستخدام أوراق وقشور الموز والحرق على الخشب والكولاج.
ولا تنكر شيردوا وقوف زوجها إلى جانبها وتشجيعها لتنمية مهاراتها الإبداعية في عالم الفن التشكيلي، من خلال تقديم كافة السبل المتاحة في إبراز مواهبها بهذا العالم. تقول، “منذ مجيئي للعيش في مدينة مادبا قبل 11 عاماً، عملت في حقل التدريس في إحدى مدارس المدينة وكان زوجي يؤازرني دوماً ويقف إلى جانبي للتعبير عن مكنوناتي الإبداعية وتطوير مهاراتي الفنية في عالم الفن التشكيلي”.
وتنجذب شيردوا للأعمال اليدوية التي تظهر براعة اليدين وقدرتهما على الصنع والتشكيل، موضحة أنها تجد متعة باستخدام مادة النحاس والرسم عليه، حيث يتم تلوينه بدرجات مختلفة.
وجاءت أعمالها متنوعة بين لوحات وزخارف وبورتريه نحاسي، إضافة إلى لوحات نقوش على القماش وحياكة الصوف، وحرق الخشب وفن الكولاج والفسيفساء، إلا أنها تمكنت من أن تجد من فن الرسم (الأكريليك على القماش) فرصة لتميزها بهذا النوع من الفنون التشكيلية. وذلك من خلال توظيف الألوان والأماكن والشخوص والذكريات والتأملات في أعمالها الفنية.
وتعمل أيضا على تطبيق النحاس مع الخشب الطبيعي المعتق والمعزول، وبطلة لوحاتها المرأة كمصدر للحب والجمال ليظهر ذلك جلياً بمجمل أعمالها.
وبينت شيردوا لـ “الغد”، أن النحاس معدن جذاب “بقدر ما نعطيه من دقة وتعب يكون نتاجه ذا قيمة عالية إضافة إلى كونه صناعة عريقة رغم صعوبة تأمين المادة وغلاء ثمنها، إلا أنها تستطيع تأمينها مع باقي المواد الأخرى من السوق المحلية”.
وتعبر شيردوا عن رغبتها بأن ترسم وتحفر وتنقش خطوط الجمال بسلاسة ضمن ورشاتها بعيداً عن الصخب لترى الوجه المشرق للناس المتمثل بالفن والإبداع وحب الحياة، كما تتناول في مجمل أعمالها الفنية التراث والماضي.
وعلى الرغم من شغفها بجماليات الفن الإسلامي، فإنها تسعى إلى إعادة إنتاجه بطريقة معاصرة فحسب، كما في مرحلة الحروفية، ومستفيدة أيضاً من تجارب الفن المعاصر التي عايشتها في محطات حياتها، وبخاصة الشكل الواقعي الذي تنحاز إليه في معظم أعمالها وتتجلى أغلبها بالبساطة.
وينجذب المشاهد لأعمالها حينما يرى الإيقاع الفسيفسائي الذي يبرز في بعض من لوحاتها.
وشاركت تيتيانا شيردوا في معرض مادبا الفني 2021 المخصص للذكرى المئوية لتأسيس الأردن، حيث استخدمت في لوحاتها تقنية تسمى الوسائط المختلطة. هذا يعني أنه باستثناء دهانات الأكريليك، قامت بتطبيق الجبس، والأنسجة الورقية، وأوراق الموز، والخرز الزخرفي، والخطوط الخارجية المعدنية ومواد أخرى.
تأمل شيردوا في ختام حديثها من الجهات المسؤولة عن الشأن الثقافي والسياحي في مادبا تنظيم المعارض وبشكل دوري لما لها شأن في رفع سوية الفن التشكيلي في المحافظة، وخاصة أن مادبا تمتلك طاقات شبابية مبدعة في هذا الفن العظيم والأزلي، والذي يمثل لغة الشعوب والناقل للحضارات الإنسانية.
أحمد الشوابكة/ الغد
التعليقات مغلقة.