التشكيلي العلاونة يحول تفاصيل الحياة للوحات تنبض بالجمال
يستمد الفنان التشكيلي الدكتور حسن العلاونة عناصر وأفكار أعماله الفنية من محيطه المجتمعي، حيث يشكل المجتمع محورا أساسيا في بلورة فكرة العمل الفني واختيار الألوان.
يقدم العلاونة لوحات بأسلوب واقعي متقن تحاكي الحياة اليومية، مما يدفع المتلقي لطرح تساؤلات تحفز خياله.
وينفذ أعماله بمهارة فنية متميزة من خلال تركيب المواد والألوان بأسلوب مبتكر ومتناسق. مستخدما عناصر الفن الأساسية مثل الخطوط، الأشكال، الألوان، النسيج، الظل، والضوء، ليخلق تناغما بصريا.
يبدع في نقل تفاصيل الحياة الواقعية إلى لوحات تنبض بالجمال، فلكل لوحة رسالة تحمل هدفا ومغزى يعبر عنها بوضوح، دون المساس بواقعيتها. وفق حديثه لـ “الغد”.
يقدم العلاونة أعماله بأسلوب يتيح للمشاهد حرية تفسيرها وفق نظرته الخاصة، مع التركيز على استخلاص جوهر الأشياء. ويسعى من خلال فنه إلى تقديم رؤية جديدة للطبيعة والأماكن، مؤمنا بأن الفن يجب أن يكون مساحة للتفاعل المستمر بين الفنان والجمهور، وهو ما يتحقق بوضوح في فن الجداريات.
يرى أن الفن التشكيلي ليس مجرد وسيلة للتعبير عن الأفكار والرؤى، بل هو رسالة تحمل رأيا يتم طرحه من خلال الأعمال الفنية. مؤكدا أن “الفنان المقيد بالوظيفة لا يمكن أن يبدع في مسار عمله الإبداعي”.
ويوضح العلاونة أن الفنان يمكنه استثمار إمكانياته ومهاراته الفنية لإيجاد فرص تدعمه ماديا، دون أن يتحول الفن إلى وظيفة روتينية. ويعتقد أن العديد من الفنانين التشكيليين يتبعون هذا النهج، مستثمرين إبداعهم في خلق أعمال فنية تعكس رؤاهم وتثير اهتمام عشاق الجمال والفن على حد سواء.
الفن بالنسبة للتشكيلي العلاونة، أسلوب حياة، وفلسفته الفنية ترتكز على المعاني الكامنة وراء الأشكال والألوان بتكوين عناصر تحمل بين ألوانها عمق روحي ووجداني مختزل من واقع قضايا إنسانية، مليئة بالعواطف والمشاعر تجذب المتلقي بصرياً وتدفعه للربط بين وحدة العناصر وتحليلها، وتفسيرها، فهي أشبه بعملية تفاعلية بين اللوحة والمتلقي.
لوحات العلاونة تتسم بفكرة واضحة، يمكن التنقل من زاوية إلى أخرى في اللوحة، وأسلوبه هذا هو الذي دفعه إلى أن يأخذ من مفردات الطبيعة وأن يحول مخيلته إلى واقع، ويبين ذلك من خلال التحولات اللونية وحركة الفرشاة، ليؤكد في ذلك أن الواقع هو المانح لقوة ودقة الخط التشكيلي الذي يمارسه ويراهن على أهمية اللون وتطابقه في أعماله الفنية ليبقى التشكيل راسخاً لديه.
ويهتم في إنتاج العمل الفني القائم على الموروث والطبيعة، ومهتم بتطوير الفكر الأكاديمي المدروس في اللون والمضمون فهو يمارس عملية النقل الطبيعي بعيدا عن الاستنساخ لمنح الأبعاد الثلاثة في أعماله التي تعتمد على الواقع الذي يراه، والمتخيل الواقعي تسكن في ذهنية المتلقي وهذا ما يصبو إليه وفق ما ذكر.
ويؤكد العلاونة الحاصل على درجة البكالوريوس في التربية الفنية من جامعة اليرموك ودكتوراه في فلسفة المناهج وأساليب التدريس من الجامعة الأردنية، أن أعماله الفنية تميل للواقعية متنوعة المواضيع ويهتم جدا باختيار وجمع عناصر واقعية في طرح فكرة العمل وتنفيذه على الواقع، داعيا إلى الفنان التشكيلي وكل مهتم بالفنون البصرية الاطلاع والقراءة والثقافة.
يشعر بالفخر بكافة أعماله الفنية التي رسمها من منطلق حبه للعمل الذي له تأثير في نسج لوحات عبر السنين في هذا المجال.
ويرى العلاونة وهو عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، (أقام معرضين شخصيين وشارك في العديد من المعارض الجماعية)، أن الوعي الثقافي والذائقة البصرية هي مسؤولية فردية للشخص نفسه، لذا يجب أن يكون ملما ومطلعا ليرتقي، فثقافة الأمم تعكس رقيها وتقدمها، لأن الفن لغة عالمية موحدة؛ لذلك يجب تطوير هذه اللغة والإهتمام بها على أكمل وجه، فبحسبه الفنان الناجح هو الذي يطوع المادة لإبتكار وولادة عمل فني يعكس حالة شعورية نتيجة تأثر عاطفي بفترة معينة، وكذلك العمل الفني الناجح.
ويختتم التشكيلي العلاونة حديثه بالقول: “من واجب الفنان التشكيلي النهوض بالمجتمع، والعمل على محو الأمية البصرية، والبدء بإشراك جميع شرائح المجتمع في العملية الفنية الإبداعية لرفع الذائقة الفنية”، مركزاً على زيادة التوعية الثقافية لدى الجمهور الذي يساهم في تحقيق نجاحا في المجتمع، وسيكون هناك مزيدا من الاهتمام من مهتمين بمشاهدة واستكشاف الفنون المختلفة، إضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التوعية الفنية إلى تحسين جودة الأعمال الفنية المعروضة، حيث سيصبح الجمهور أكثر قدرة على التمييز بين الأعمال ذات الجودة العالية وتلك التي تفتقر إليها.
الغد