“التلفريك” بيومه الأول.. إشادة بالتجربة ومطالب بتخفيض الأسعار
فيما بدت انطباعات الزوار الذين حرصوا على تجربة الركوب بتلفريك عجلون مع أول أيام تشغيله بأنها تجربة رائعة، أثارت أسعار التذاكر وحصر ساعات استقبال الزبائن انتقاد البعض، وسط مطالب بضرورة مراجعة الأسعار وتمديد ساعات استقبال الزوار وكان تلفريك عجلون قد تم تشغيله رسميا يوم الجمعة الماضية، واستقبل خلال اليومين الماضيين قرابة 6 آلاف زائر.
ويقول عامر الزغول إن المشروع يعد نموذجا في الاستثمار الأمثل، وقيمة مضافة للمحافظة، إذ من شأنه أن يساعد في جذب استثمارات كبرى ويشجع أبناء المحافظة على إقامة مشاريع تنموية وسياحية.
وأشاد بحسن الاستقبال والنظام والنظافة في محطتي الانطلاق والوصول، مؤكدا ضرورة أن تواصل الجهات المعنية بالمشروع جهودها في تطويره وتحديثه والإسراع بإقامة الاستثمارات المخطط لها في موقع المشروع.
وتمنى الدكتور سفاح الصبح بأن تكون هناك أسعار خاصة لأبناء محافظة عجلون حتى يتاح لهم خوض التجربة، لافتا إلى أن أي أسرة تحتاج إلى متوسط 25 دينارا لتستقل عربات التلفريك، وهو ما لا يتاح بالتأكيد لكثير من الأسر الفقيرة.
يشار إلى أن سعر التذكرة في تلفريك عجلون حددت بـ 4 دنانير للأردنيين و8 دنانير لغير الأردنيين.
ويذكر أن المشروع يوفر 100 فرصة عمل مباشرة، كما سيجري العمل على طرح فرص استثمارية تخدم التلفريك وتشمل مطاعم ومحال تجارية والتي ستوفر ما لا يقل عن 50 فرصة عمل لأبناء المحافظة.
وكان العمل بدأ بتنفيذ مشروع “تلفريك” عجلون في نهاية شهر أيار 2021، حيث يمتد خط سيره بطول 2.5 كيلو متر هوائيا؛ تبدأ محطته الأولى في القطعة المخصصة للشركة ضمن أراضي منطقة الصوان التنموية في منطقة اشتفينا، فيما تقع المحطة الثانية بالقرب من قلعة عجلون، حيث يشتمل المشروع على 40 عربة قابلة للزيادة، بسعة 8 أشخاص للعربة الواحدة.
ووصف عبدالله القضاة زيارته للمشروع بقوله، إن مشروع التلفريك من المشاريع المهمة في المملكة، ويعد وجهة سياحية شهيرة في المنطقة، حيث يتيح للزوار فرصة الاستمتاع بإطلالات رائعة على المدينة القديمة والمناظر الطبيعية المحيطة؛ ويعتبر الصعود بالتلفريك تجربة ممتعة ومثيرة، ويوفر وسيلة مريحة للاستمتاع بجمال الطبيعة واستكشاف المنطقة.
وزاد أن عجلون حظيت بهذا المشروع، ويتطلع أبناء المحافظة للمزيد من المشاريع السياحية والإنتاجية الصديقة للبيئة والتي توفر فرص عمل لأبناء المحافظة وتسهم في تسويق منتجاتهم الزراعية والحرفية، ما يستدعي تعزيز البنية التحتية وخاصة الطرق الرئيسة التي تربط عجلون بالعاصمة والمحافظات الأخرى من كافة المداخل لتسهيل عملية قدوم المستثمرين والسياح، ويشجع عودة أبناء المحافظة المهاجرين للانخراط بعملية التنمية والتطوير للمحافظة الواعدة.
وأكد أن من أهم المشاهدات في موقع التلفريك التنظيم والنظافة في كافة أرجاء المحطات، قائلا، “ما لفت انتباهي الابتسامة الدائمة والترحيب ممن يديرون الموقع، وتشعر كأنهم خريجو كليات سياحية ودورات متخصصة بفنون التعامل مع الجمهور”.
وتابع “أعتقد أسعار التذاكر مرتفعة جدا، ومن المناسب أن يتم تخفيضها لأبناء المحافظة، وخاصة أن ظروفهم المعيشية غير مريحة، كما أنه من المناسب تخصيص حافلات نقل عمومية من وسط عجلون المدينة لموقع المحطة لتمكين المواطنين الذين لا يمتلكون سيارات خاصة من الوصول للمنطقة”.
وتقول مديرة المناطق التنموية المهندسة أروى الحياري إن تلفريك عجلون استقبل مع انتهاء عمل اليوم الأول من تشغيله 4 آلاف زائر، فيما تجاوز في اليوم الثاني زهاء ألفي زائر، مؤكدة أنه لا يمكن الآن تحديد متوسط أعداد زواره شهريا أو سنويا إلا مع مرور الوقت، خصوصا وأن أيام العطل والأعياد ستختلف الأعداد بشكل ملحوظ عن بقية الأيام والذهاب إلى الأعمال.
وزادت أن أسعار التذكر جاءت بعد دراسة متأنية ودقيقة ومقارنتها بأسعار دول كثيرة، مؤكدا أن تخفيض سعر التذكرة للمواطن الأردني جاء بدعم من مؤسسة المناطق الحرة والتنموية التي لا تسعى للربح، بقدر ما هي تستهدف تنمية المحافظة، وجعلها على الخريطة السياحية، وجذب مختلف أشكال الاستثمارات لها، وبما يعود على المجتمع المحلي بالفائدة.
وحول مواعيد استقبال التلفريك للزوار، أكدت الحياري أن موعد بيع التذاكر يستمر حتى الخامسة والنصف مساء، ليستمر بعدها نقل المتواجدين بالعربات حتى الساعة السادسة والنصف، مشيرة إلى أن اختيار هذا الموعد جاء ليتيح لمستقلي عربات التلفريك الاستمتاع بمشاهدة الغابات والجبال والمناظر الطبيعية، وهو ما لا يمكن أن يتاح لهم في ساعات الليل، مؤكدة أن مواصفات المشروع تعد من الأفضل عالميا، وسيبقى بحالة تطوير وتحديث مستمرة.
ويقول رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول إن مشروع التلفريك لا بد أن يكون له الكثير من الإيجابيات إن أحسنت الجهات القائمة عليه صنعا، خاصة وأن هذا المشروع يُعتبر المشروع الأول من نوعه على مستوى الأردن، ويوجد في منطقة سياحية بامتياز مليئة بالغابات وقريبة من قلعة عجلون وعدد من المواقع السياحية الأخرى، مؤكدا أنه من الضروري أن ينعكس تأثيره الايجابي على شريحة لا بأس فيها من أهالي المحافظة.
وبين أن هناك وعودا سابقة من هيئة المناطق التنموية لإيجاد سوق دائم للمنتجات الريفية والحرف اليدوية العجلونية في موقع المشروع، وهذا الأمر من شأنه مساعدة مئات الأسر العجلونية المنتجة على تسويق منتجاتهم الطبيعية بكل يسر وسهولة، خاصة وأن المشروع سيقصده آلاف الزوار يومياً وفي نهاية كل أسبوع، لافتا إلى ضرورة تسهيل مهمة كل من يريد أن يستثمر أمام محطات التلفريك، وفتح المجال ما أمكن أمام الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة، لأن غالبية المستثمرين وخاصة من أبناء المحافظة سيتجهون الى الاستثمارات التي تتناسب مع دخولهم.
وقال إننا ننتظر من مشروع التلفريك أن يساهم مساهمة فعالة بالترويج أيضا للأماكن السياحية والأثرية في المحافظة، متمنياً أن يكون في محطات التلفريك نشرات سياحية توعوية لتعريف زوار التلفريك بالمواقع السياحية والأثرية في المحافظة والتشجيع على زيارتها.
وزاد أنه لا يمكن للمناطق التنموية أن تعمل بمعزل عن وزارة السياحة وهيئة تنشيط قطاع السياحة، فالشراكة مع هذه الجهات ضرورية جداً، وهذه الشراكة سيكون أثرها كبيرا جدا على مشروع التلفريك وعلى المحافظة ككل، مؤكدا أهمية أن ينعكس تأثير مشروع التلفريك على المنشآت السياحية الخاصة في محافظة عجلون، وأن يوفر المشروع فرص عمل جديدة لشباب وشابات المنطقة، مشيرا إلى أن أبرز الملاحظات تتمثل بارتفاع أسعار التذاكر، خاصة من العائلات التي ترغب في حجز عربة كاملة.
عامر خطاطبه/ / الغد
السعر غالي كثير