التهاب الغدد العرقية القيحي
تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأربعاء، عن التهاب الغدد العرقية القيحي، متلازمة الالتهاب الذاتي الذي يصيب بصيلات الشعر ويسبب نتوءات مؤلمة تحت الجلد.
وتبين نشرة المعهد الأسباب المحتملة لهذا الالتهاب، وأنواع النمو الجلدي التي يسببها، ومضاعفاته، والفئات الأكثر عرضة للإصابة به، إضافة إلى أنواع العلاجات التي يمكن أن تخفف الألم وتقلل شدة الالتهاب وتمنع المضاعفات.
يُسمى أيضًا حب الشباب العكسي (Acne inversa)، التهاب الغدد العرقية القيحي (HS) هو حالة التهابية مزمنة تسبب نتوءات مؤلمة تحت الجلد في جذور الشعر و/أو بالقرب من بعض الغدد العرقية وتتسبب في تكوين كتل صغيرة مؤلمة تحت الجلد. تتطور الكتل عادةً في المناطق التي يحتك فيها الجلد ببعضه بعض، مثل الإبطين والأرداف والثدي.
تلتئم الكتل ببطء، وتتكرر، ويمكن أن تؤدي إلى تكوين أنفاق تحت الجلد وتندّب. يميل التهاب الغدد العرقية القيحي إلى الظهور بعد البلوغ. يمكن أن يستمر لسنوات عديدة ويزداد سوءًا بمرور الوقت.
بدون علاج التهاب الغدد العرقية المقيّح، يمكن أن تتفاقم حالة الجلد. يمكن أن تتطور الخراجات، وهي جيوب صديد. عندما ينفتح الخراج، يتسرب الدم والقيح، وعندما يشفى الخراج، عادة ما تتطور ندبة مكانها.
قد تصاب بمزيد من الخراجات في نفس المنطقة. إذا استمرت الخراجات والندبات في الظهور، يمكن أن تتكون أنفاق تحت الجلد. تسمى هذه الأنفاق المليئة بالصديد بمسالك جيبية.
ما الذي يسبب التهاب الغدد العرقية القيحي؟
التهاب الغدد العرقية القيحي متلازمة التهاب ذاتي يصيب بصيلات الشعر. هذا يعني أن الجسم يهاجم بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى خراجات والتهاب مزمن وتندب. السبب الدقيق لم يتم فهمه بعد. تشمل العوامل المشاركة في تطور الحالة ما يلي:
– حدوث انسداد في الجريبات (Follicular occlusion).
– وجود ميكروبيوم جلدي أو جُرابي غير طبيعي (الميكروبيوم هو مجموعة من جميع الميكروبات، مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات وجيناتها، التي تعيش بشكل طبيعي على أجسامنا وفي داخلنا).
– إطلاق السيتوكينات المحفزة للالتهابات.
– التهاب يسبب تمزق جدار الجريب وتدمير الغدد الدهنية والقنوات.
ما هي أنواع النمو الجلدي التي يسببها التهاب الغدد العرقية القيحي؟
تشمل الانواع:
– العقيدات (Nodules) : كتل صلبة تحت سطح الجلد.
– الخراجات (Abscesses) : جيوب من القيح يمكن أن تفرغ وتسبب رائحة قوية.
– المسالك الجيبية (Sinus tracts) : القنوات التي تتشكل بين الخراجات وسطح الجلد.
من هو الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي؟
النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الغدد العرقية المقيّح مقارنة بالرجال
تشمل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:
– حالات نمو الشعر الزائد (الشعرانية).
– التاريخ العائلي للإصابة بالتهاب الغدد العرقية المقيّح.
– حالات تقلب الهرمونات الجنسية (الإستروجين والأندروجين)، وهو أمر شائع بعد البلوغ وقبل انقطاع الطمث.
– التدخين.
– الوزن الزائد
المضاعفات:
يمكن أن تتسبب الحالات الشديدة أو غير المعالجة من التهاب الغدد العرقية المقيِّح في حدوث مضاعفات، مثل:
– التندب: يمكن أن تتشكل الندبات حيث تلتئم البثور ثم تعود للظهور مرة أخرى. يمكن أن تتكاثف بمرور الوقت.
– قد تؤدي القروح والندوب المؤلمة إلى تقييد الحركة.
– العدوى
– مشاكل التصريف الليمفاوي: تحدث الندبات عادةً في مناطق الجسم القريبة من العقد الليمفاوية. يمكن أن يؤثر ذلك على التصريف اللمفاوي، مما قد يسبب التورم.
– تغيرات الجلد: قد تصبح مناطق معينة من البشرة داكنة أو تبدو محفورة.
– الاكتئاب: يمكن أن تؤدي تغيرات الجلد والرائحة الكريهة إلى عزلة اجتماعية ذاتية. نتيجة لذلك، قد يصاب بعض الناس بالاكتئاب.
– الناسور(Fistula): يمكن أن تتسبب دورة الشفاء والتندب المرتبطة بالتهاب الغدد العرقية القيحي في تكوين ممرات مجوفة، تُعرف باسم النواسير، داخل الجسم. يمكن أن تكون مؤلمة وقد تتطلب جراحة.
– سرطان الجلد. على الرغم من ندرته الشديدة، فقد طور بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الغدد العرقية المتقدم نوعًا من سرطان الجلد يُعرف باسم سرطان الخلايا الحرشفية، في مناطق الجلد التي تعرضوا فيها لحالات التهاب متكررة وتندب.
العلاج:
على الرغم من عدم وجود علاج لمرض التهاب الغدد العرقية القيحي، إلا أن العلاجات الفعالة متوفرة. يمكن للعلاج أن يحسن الألم، يقلل من شدة الالتهاب، ويمنع المضاعفات: قد يوصي الطبيب بالعلاجات التالية:
– المضادات الحيوية: يمكن للمضادات الحيوية الفموية والموضعية أن تقلل الالتهاب وتعالج العدوى البكتيرية وتوقف انتشار الحبوب الجديدة. قد يصف الطبيب أدوية مثل التتراسكلين أو مزيجًا من الكليندامايسين والريفامبين.
– الادوية البيولوجية: تعمل الأدوية البيولوجية عن طريق التخفيف من استجابة الجهاز المناعي، مثل هذه الادوية دواء يعرف باسم (Adalimumab)
– الكوتيكوستيرويدات: يمكن أن تقلل الستيرويدات عن طريق الفم أو الحقن من الالتهاب وتحسن الأعراض. يمكن وصف جرعات منخفضة من الكورتيكوستيرويدات والستيرويدات الجهازية، مثل بريدنيزون، للأشخاص الذين يعانون من أعراض متوسطة إلى شديدة. قد يؤدي الاستخدام طويل الأمد إلى آثار جانبية.
– أدوية الألم: قد تساعد مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين (تايلينول) والليدوكائين، وهو مخدر موضعي، في تخفيف الانزعاج الناجم عن تشققات الجلد.
– الهرمونات: أظهرت بعض الدراسات أن العلاج الهرموني قد يكون بنفس فعالية المضادات الحيوية للنساء المصابات بالتهاب الغدد العرقية المقيّح. قد ينجح العلاج المضاد للأندروجين لتقليل تأثيرات الهرمونات، مثل التستوستيرون: قد يساعد دواء السكري ميتفورمين (جلوكوفاج) الأشخاص الذين يعانون أيضًا من متلازمة التمثيل الغذائي.
– الريتينويد: يتم تطوير هذه الأدوية، التي توصف غالبًا لعلاج حب الشباب، من فيتامين أ ويمكن تناولها عن طريق الفم أو موضعيًا.
– غسول حب الشباب أو الأدوية الموضعي: في حين أن هذه المنتجات قد لا تزيل الأعراض، إلا أنها قد تكون إضافة مفيدة لتحسن الأعراض.
– الزنك: قد يساهم الزنك في تحسن الأعراض.
– إزالة الشعر بالليزر: يمكن ان يخفف إزالة الشعر بالليزر من حدوث حالات الالتهابات.
– في حال الأعراض الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، فقد تحتاج إلى بعض الإجراءات الاخرى مثل:
1- حقن البوتوكس للتحكم في التعرق المفرط.
2 – إجراء يسمى بالانجليزي باسم (Deroofing) وهي عملية جراحية لإزالة أغطية الجلد من الممرات أو المسالك الجيبية
3 – شق وتصريف الخراجات.
4- الجراحة بالليزر لإزالة الدمامل المقيحة من التهاب الغدد العرقية.
التعليقات مغلقة.