الجبهة السورية.. المواجهة الجديدة بين أميركا ومليشيات إيران
يرى محللون أن الهجمات العنيفة التي تشنها الولايات المتحدة على أهداف للمليشيات الموالية لإيران في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية تأتي في سياق تحجيم خطر جماعات الحشد الشعبي، على القوات الأميركية في العراق.
ويبين المحللون أن قوة تلك الضربات جاءت بعد الاستعراض العسكري الأخير للحشد الشعبي، والذي استعرض القوة والإمكانيات العسكرية التي يمتلكها، موضحين أن هناك خطة أميركية ممنهجة وغير مخفية في هذا الإطار، لتقليم أظافر هذه المجاميع المسلحة التابعة لإيران في العراق”.
المحلل السياسي علي البيدر يشير أنه “ليس بمقدور مليشيات الحشد الشعبي، الرد بشكل واسع على الهجمات الأميركية على مقارها، فهي أعجز عن الدخول في مواجهة مفتوحة مع قوة عسكرية عاتية كالقوة الأميركية، وهي تعيش فضلا عن ذلك حالا من الضعف والتراجع، حتى أن الكثير من القوى الاجتماعية والسياسية العراقية، التي كانت على مقربة منها بدأت تنأى بنفسها عنها.
ويتابع: أنه “في حال أي تصعيد كبير من قبل هذه المليشيات ضد الأهداف والمواقع الأميركية في العراق، فهي تدرك أن رد واشنطن سيكون قاسيا ومدمرا، ولهذا يستبعد البيدر أي ردود أفعال واسعة بعد الهجوم الأميركي، ولن يتجاوز الامر “عنتريات كلامية لا أكثر ضد الشيطان الأكبر وما شابه ذلك، وربما ردا عسكريا محدودا من باب حفظ ماء الوجه”.
ويقول أن ذلك يشابه ما حدث من هجوم من قبل المليشيات الإيرانية، على قاعدة عسكرية أميركية في شرق سورية مساء أول من أمس، وما أعقب ذلك من قصف أميركي لمدينة الميادين السورية التي تتمركز فيها تلك المليشيات.
ويقول البيدر أن صفحة رد الفعل ستطوى على خلفية الضربات الأميركية هذه عند هذا الحد، لكن الصراع سيبقى قائما ومفتوحا بطبيعة الحال، وسنشهد جولات أخرى ولا ريب مستقبلا”.
من جانبه يرى مصدر عسكري كردي، “أن قيام واشنطن بهذه الضربات بعيد استهداف قنصليتها في مدينة أربيل، يبعث رسالة تطمين لكردستان العراق، بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة “الدواعش” أو المليشيات المذهبية المحسوبة على إيران.
وأعرب عن الامل أن يسهم هذا الرد الأميركي في كبح ووقف الهجمات المتكررة على إقليم كردستان العراق، وخاصة على العاصمة أربيل”.
وتأتي الضربات الأميركية في وقت باتت فيه أنباء الهجمات بالطائرات المسيرة، حدثا شبه يومي في العراق، والتي تشنها مليشيات مسلحة عراقية مرتبطة بإيران، ضد مصالح وأهداف عسكرية ومدنية، عراقية وأميركية في البلاد.
وكانت قيادات عسكرية أميركية وصفت مؤخرا الخطر الذي تمثله الطائرات المسيرة ضد الجنود الأميركيين في العراق، بأنه أكبر مصدر قلق وتهديد للمهمة العسكرية هناك.
ويؤكد البنتاغون أن الجهود جارية لتطوير أنظمة دفاعية لاحتواء خطر الطائرات المسيرة، بينما تجد الإدارة الأميركية نفسها أمام خطر عسكري من نوع مختلف في الساحة العراقية ممثلا بالطائرات المسيرة، مما يدفعها إلى تعزيز قدراتها الردعية في هذا المجال.
وأعلن البنتاغون أول من أمس بأن الولايات المتحدة شنت ضربات جوية، ردا على سلسلة من الهجمات الموجهة ضد “مصالح الولايات المتحدة” في العراق.
وشدد البنتاغون على أن الضربات استهدفت مستودعات أسلحة ومنشآت تستخدمها عدة مجموعات، بينها “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء”.-(سكاي نيوز)
التعليقات مغلقة.