«الجيش الأبيـض في غـزة» : الإنسانية سقطت أمام أعيننا ونحن شهودها
أطباء يجوبون أروقة المستشفيات في غزة بين انين الجرحى وخوف النازحين وجثث الشهداء وقلة الأكفان ومفاضلة الإصابات بعضها عن بعض لا رغبة بهذا الموقف وانما لقلة الإمكانيات.
الجيش الأبيض يخوض المعركة بكل صمود وقوة وصلابة رغم صعوبات كثيرة في غزة، لكن صلابة الطبيب وضميره الإنساني وجرحه النازف على ما يراه من مذابح بحق عائلات أطفال ونساء وشيوخ تعطيه قوة وعزيمة.
في أروقة المستشفيات هناك طبيب يعمل وقد فقد اهله، وطبيبة تبكي خالتها وأقرباءها، وأطباء غادروا المستشفيات وعادوا شهداء مع عائلاتهم بين يدي زملائهم، وأطباء لم يغادروا المستشفيات لرؤية عائلاتهم وفضلوا البقاء في مواقع عملهم ولا يعلمون الا القليل عن عائلاتهم.
الجيش الأبيض يعيش معاناة بين همه الشخصي وواجبه الإنساني وصموده الوطني ويؤكد كادره لـ» الدستور» أن الإنسانية التي نعلمها فشلت أمام غزة ونحن شهودها.
«الدستور» ورغم صعوبة الاتصالات وانقطاع الخط مرات ومرات حاورت الأطباء المقاتلين هناك.. قتال الإنسانية.. قتال الواجب وقتال العقيدة، يعملون في ظروف سيئة وإمكانيات متدهوره اصلا بسبب طول الحصار ليس الآن بل منذ 15عاما، فلا مستلزمات ولا أدوات ولا كهرباء ولا وقود ولا غرف عمليات ولا غرف عناية مركزة.. لا شيئ، لكن النضال في غزة يتجلى بهم فكل شيئ في غزة يقاوم.
نعم، نعيش «ضغوطات إضافية كثيرة «.. ليس فقط من هول ما نرى، حسب المدير الطبي بمستشفى الإندونيسي في غزّة، مروان السلطان ولكن بسبب دعوات إسرائيل لإخلاء المستشفيات وهذا أصعب ما يمكن أن يواجهه الطبيب وهو إلقاء من يحتاج المساعدة خارجا وهو يعي تماما أن إخلاء المرضى هو موتهم. وقال في كل لحظة نتألم لأننا نخشى العجز أمام هذا العدد الكبير من الجرحى والشهداء وايضا امام عيون النازحين
عشنا الكثير من الحروب ولكن هذه الحرب مختلفة، فالقصف يستهدف الاطفال والنساء والشيوخ والاطباء والمستشفيات، انهم يستهدفون الحياة بأكملها وهذا هو هدفهم.
وأشار لـ « الدستور « ان كل ما يقوم به العدو من تحذيرات وتهديدات وقصف على المستشفيات لن يخيفنا ولا نستطيع مغادرته فهناك العديد من المصابين والمرضى على أجهزة التنفس الصناعي ومن الصعب نقلهم
وقال نحن كاطباء ومسعفين نعاني من ضغوط من الصعب تحملها نحن بين القصف الذي يطال محيط المستشفيات وبين عيون النازحين الخائفين وبين صمودنا لإنقاذ الجرحى
واضاف : في هذه الحرب هناك ألم من شدة الإصابات الموجودة، وهناك قهر من رؤية الأطفال جرحى أو شهداء..هو ضغط الصراع بين الموت والحياة.
الأطباء والمسعفون في حيرة من أمرهم؛ بين الخوف من القصف الذي يضرب مناطق محيطة بالمستشفيات التي يعملون بها، وبين صمودهم أمام هذا الخطر الداهم على حياتهم من أجل إسعاف المصابين رغم بشاعة الإصابات في كثير من الأحيان وما يشكله ذلك من عبء نفسي آخر على الفريق الطبي
وقال محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، الذي لم يغادر المستشفى منذ بدء العدوان، نعمل جميعا من اطباء ومسعفين وتمريض في ظروف لا يمكن ان تعبر عنها كلمة صعبة.. ظروف استثنائية.. فنحن نشاهد مجازر، هناك عدد كبير من الجرحى والشهداء والاصابات الكثيرة ومن هول الجثث. هي ضغوطات غير مسبوقة لأي طبيب في غزة.
وأضاف هذا الضغط موصول بقلة الإمكانيات ومفاضلتنا بين الإصابات هناك أزمة نفسية وانسانية نعانيها كل لحظة « أطباء وكوادر مختلفة « المشاهدات تختلف كثيرا والواقع على الأرض صعب جدا جدا لاسيما ان عددا من الكوادر يتفاجأون بجثث ذويهم بعد قصف منازلهم ويعلمون باستشهادهم برؤية جثامينهم ولكن مع ذلك نحن صامدون كصمود غزة وفلسطين ولن نغادر مهما كانت الضغوطات
أما الطبيبة الاء هنطش بقسم الطوارئ في مستشفى شهداء الاقصى تقول مصدومة مما ارى، ودموعي ترهق عيني وانا احاول الانقاذ والعمل لم ار من قبل مثلما ارى الان من عدد اصابات والم ودموع، نعمل ويمكن أن أجد انا وغيري من الأطباء أفرادا من عائلتنا بين جريح وشهيد، نعمل ونحن ننظر إلى عيون النازحين وخوفهم وقلقهم.. ظروف صعبة نفسيا وانسانيا ومهنيا..
معاناتنا مختلفة، صدقوني أصعب شيئ أن تقف عاجزا عن تقديم المساعدة ومد يد العون لمن يحتاجها ولكن كيف ونحن لا نملك الادوات ولا المستلزمات لا نملك خيوط الجراحة ومواد التعقيم وفوق ذلك مهددون أما بالاخلاء أو القصف
واضافت : نعمل في مستشفيات منهارة وضمن حصار جائر وفي ظلم شارك فيه العالم يقع علينا نحن أهل قطاع غزة
كوثر صوالحة/ الدستور
التعليقات مغلقة.