الجيش الروسي يسحب قواته المحتشدة قرب أوكرانيا
بدأ الجيش الروسي امس سحب قواته التي احتشدت منذ أسابيع قرب حدود اوكرانيا، في انتشار أثار توترا جديدا مع الغرب ومخاوف من شن هجوم على كييف.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن انسحاب الجنود “إلى موقع انتشارهم الدائم” بدأ في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014.
وقالت الوزارة في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية “تتحرّك الوحدات والتشكيلات العسكرية حاليا إلى محطّات سكك الحديد والمطارات وتصعد إلى متن سفن الهبوط ومنصات سكك الحديد وطائرات النقل العسكري”.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الخميس أن عشرات آلاف الجنود الذين تم نشرهم في جنوب وغرب روسيا للمشاركة في تدريبات على مدى الأسابيع الماضية سيعودون إلى قواعدهم.
وأثار حشد القوات – 100 ألف جندي وفقا للاتحاد الأوروبي – الذي جاء على وقع تصاعد القتال منذ مطلع العام بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، قلق كييف ودفع حلفاءها في الغرب إلى توجيه تحذيرات إلى الكرملين.
واتهمت كييف موسكو بالتحضير لغزو من خلال أعمال استفزازية في شرق اوكرانيا. ونفت روسيا مؤكدة أن مناوراتها ليست “تهديدا” بل ردا على مناورات للحلف الأطلسي في اوروبا واستفزازات اوكرانية.
وتسبب النزاع بين كييف والإنفصاليين بسقوط عشرات القتلى منذ كانون الثاني/يناير بعد احترام هدنة طويلة خلال النصف الأول من 2020. وتخوض كييف معارك ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك منذ 2014، بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم. وأودى النزاع بحياة 13 ألف شخص.
وأدت وساطة ألمانية-فرنسية إلى اتفاقات سلام أنهت أسوأ معارك في 2015 لكن التسوية السياسية راوحت مكانها. ورحّب حلف شمال الأطلسي وكييف على حد سواء بإعلان روسيا سحب القوات، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أنه “يتوخى الحذر”. واعلن وزير خارجيته دميترو كوليبا الجمعة أن هذا “الحدث الإيجابي” لن يوقف “التصعيد ولا النزاع بمجمله”.
وأبدت برلين الحذر نفسه بحيث أعربت المتحدثة باسم الخارجية ماريا أديبهر عن الأمل في “أن يكون لهذا الاعلان نتائج”. وأكدت الولايات المتحدة التي تدعم اوكرانيا أنها “تبحث عن أفعال” وليس فقط “أقوال” في ما يتعلق بسحب الجنود.
ويتزامن بدء الانسحاب قبل يوم من فرض روسيا قيودا لمدة ستة أشهر على ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في ثلاث مناطق قبالة سواحل شبه جزيرة القرم، وهي إجراءات استنكرها الغرب.
وكان الانتشار الروسي مناسبة لموسكو لإظهار قوتها منذ الأشهر الأولى من ولاية جو بايدن وشنت هذه العمليات بعد أن وصف الرئيس الأميركي فلاديمير بوتين بـ”القاتل”.
وباتت العاصمتان تتحدثان عن قمة محتملة هذا الصيف في بلد محايد باقتراح من واشنطن. ووفقا للمحلل مارك غاليوتي، “في هذا الإطار يعتبر الكرملين على الأرجح أنه أرغمه على ذلك”.-(ا ف ب)
التعليقات مغلقة.