مندوبا عن الملك.. رئيس الوزراء يوقد شعلة مهرجان جرش للثقافة والفنون
=
مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني رعى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة مساء اليوم الأربعاء حفل افتتاح فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الخامسة والثلاثين في المسرح الشمالي بمدينة جرش الأثرية.
وأوقد رئيس الوزراء شعلة المهرجان ايذانا بانطلاق فعالياته حيث عاد هذا العام بعد غياب قسري العام الماضي فرضته جائحة كورونا .
وحضر حفل الافتتاح عدد من الوزراء وأمين عمان، ومحافظ جرش ورئيس لجنة بلدية جرش، وأعيان ونواب محافظة جرش، ووزيرة الثقافة المصرية ايناس عبد الدايم، ومدير مهرجان قرطاج الدولي، ومدير مهرجان بعلبك، وعدد من الضيوف العرب والمهتمين.
وقال رئيس اللجنة العليا للمهرجان وزير الثقافة علي العايد: إن عودة مهرجان جرش هي عودة للفرح والألق، وعودة للمسرّات بعد طول غياب، “فهذا المهرجان الذي كرّس التقاليد والقيم الإبداعية العالية هو أحد الروافع المهمة في المشهد الثقافي الأردني منذ تأسيسه قبل مئة عام”.
وأضاف العايد: يفرح الأردنيون في هذا اليوم الذي نتحدّى فيه ذاتنا، ونتحدّى فيه قدرتنا على إعادة تأهيل المدينة لتستقبل أهلها من جديد، ونتحدّى فيه هذا الفيروس الخطير الذي أوقف الفرح في شرايين هذا المهرجان، ليعود ينبض بالمحبة والحياة من جديد، ويرفع راية الفرح في مواجهة الخوف.
وأضاف، إن مئة عام من عمر دولتنا الحديثة، كنّا فيها وما زلنا في عين التحدي، لا نقبل بكل سهل، جعلتنا في قطاع الفن والثقافة نذلل الصعاب، ونمهّد الطريق كي تدور عجلة الإبداع ولا تتوقف، فجعلنا من كل صعب سهلا لنرسم الفرحة على وجوه أهلنا، وعلى وجوه محبي الفرح، ومحبي مهرجان جرش الذي تكرّس كأيقونة للفرح والمحبة.
وأشار العايد إلى أن مهرجان جرش ومنذ 40 عاما وهو يرسم الفرح على الوجوه، ويحرس أحلام المبدعين ويمزجها بعراقة المكان وكبرياء أهله الطيبين، لافتا الى أن الكبار يمرون من تحت أعمدته يتنسّمون عبق الحضارات ويزهون بأنهم في “جرش”، سيد المهرجانات وبوصلة الإبداع وسرّ النجومية لكثير من نجوم الإبداع.
من جهته أكد وزير الثقافة أن الشاعر والمطرب مشعلان من مشاعل جرش على مدار تاريخه، “وأن ما يميز جرش على مدار عمره أنه كان حلقة وصل بين المثقفين العرب”.
ولفت الى أن جرش هذا العام ورغم الظروف الصعبة جاء بشكل يليق بالأردن ومئويته، ويليق بهاشميته، وإنسانه العظيم، وبمبدعه الذي صنع من الحجارة الصمّاء مدنا وردية عابرة للحضارات.
واضاف، “ولعل هذه المدارج التي نجتمع فيها أكبر شاهد حضاري على عراقة هذه الأرض وإنسانها، لذلك سيكون جرش مختلفا، لأنه يحمل في جعبته هذا العام الكثير من الفرح”، مشيرا إلى برنامج المهرجان المكتنز بالشعر والسرد والنقد والفنون بأشكالها، والغناء والرقص والمسرح والتشكيل والحرف، وفرق التراث والفلكلور الأردنية والعربية والعالمية، ستجعله مميزا ومختلفا. بدوره قال رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى عضو اللجنة العليا للمهرجان حمد الكرازنة ان جرش هذا العام يحمل رسائل عديدة منها: انه ينقل بطاقةَ محبةٍ وسلامٍ لجميعِ أركانِ المعمورة بأنّ الأردنَ بقيادتِه الهاشميةِ الرشيدة بدأَ بالتعافي من آثارِ هذهِ الجائحةْ. وان اهل هذا البلد يؤمنون بأن كل مُرّ سيمّر، وأننا نقول للعالمِ أجمعْ: اننا مُتَشَبِّثُونَ بقيادتِنا الهاشميةْ ومنْتَمونَ لهذا البلدِ الصامدْ.
واضاف الكرازنة، لقد تعاقبَ على مدةِ هذا المهرجانِ سبعُ اداراتٍ تركَ كلٌّ منهم بصمَتَه الطيبة في تاريخِ المهرجان، غير أنَّ لكلِّ بصْمةٍ شكلَها المميزْ، فكانَ لإدارةِ المهرجانِ الحاليةِ تفوّقَها من خلالِ افكارٍ تقدميةٍ ملموسةٍ بدأت بإطلاقِ (مهرجانْ السينما الأول) بدورتِهِ الأولى عام 2019 و إدخالِ لمساتٍ فنيةِ متميزةِ على المسارحِ، وتزويدِها بشاشاتِ عرضٍ، واستقطابِها لنخبٍ من المثقفين والفنانين العرب. وأضاف، إن ادارة جرش الحالية عزّزتْ تشاركيَّتَهَا مع بلديةِ جرش الكبرى، “فكان لها بصمةٌ تؤكدُ أَنها قادرةٌ على الارتقاءِ بهذا المهرجان وإعادةُ امجادِه مع ضرورةُ أن يكونَ لكمْ بصمة بتاريخِ المهرجانِ لدعمِ هذهِ الادارة لتصبحَ مؤسسةً رسميةً تحملُ اسمَ (مؤسسة مهرجان جرش للثقافة والفنون) وإشراك مؤسساتِ المجتمعِ المحليِ المختلفة بهذه المؤسسة، وتطويرِ أدواتِها في سبيلِ ان تبقى شعلة مهرجانِ جرش وقّادةً بثقافتِها على مدارِ العام، وتكون عضيداً للخطةِ الاستراتيجيةِ السياحية لمدينةِ جرشْ والتي اطلقتْ منذُ شهرينْ برعايةِ وزير السياحة والآثار”.
وشكر الكرازنة جميع القطاعات التي ساهمت في إنجاح هذا المهرجان وعلى رأسها وزارة الثقافة ومحافظ جرش ومدراء السياحة والاثار وغيرهم ممن ساهم في انجاح هذه التظاهرة، كما شكر عمال الوطن الذين اسهموا في الحفاظ على هوية المدينة وجمالياتها وإشراقتها.
ومنحت في حفل الافتتاح جائزة ملتقى جرش النقدي للرواية عن مجمل الأعمال للأديب الأردني الراحل عيسى الناعوري.
وتحت عنوان: “سلام على بلادي”، اشيع الفرح في جنبات المدرج الشمالي وسط أهازيج ورقصات وتنويعات موسيقية وغنائية قدمها إلى جانب مجموعة من المطربين الأردنيين، وفرقة المركز الوطني للثقافة والفنون في مؤسسة الملك الحسين.
وجاء العمل الاستعراضي الذي أنتجه مهرجان جرش لحفل افتتاحه هذا العام، من إخراج لينا التل، وتأليف موسيقي والحان الدكتور أيمن عبدالله، وتصميم وتنفيذ الرقصات رانيا قمحاوي، وإخراج المادة الفلمية فراس عبنده. واختتم الاستعراض بمغناة “مع عبدالله” كلمات الشاعر ماجد زريقات، وإنتاج فني طلال أبو الراغب.
حيث جاءت اللوحات الفنية الاستعراضية التي انطلقت من بين الجمهور، ومن خلال مواطن جرشي بلباسه التاريخي، لتعلن ارتباط الجمهور بهذا العمل الفني، حيث تبدأ اللوحات الراقصة التي تؤكد ارتباط الماضي بالحاضر لأهل المكان وسط استعراض فني ادائي راقص يعيد تشكلات الحياة عبر الزمن في هذه المدينة الغارقة في الزمن.
وفي المشهد الثاني يقدم العمل لحظات فارقة في تاريخ المهرجان من خلال استعراض أهم النجوم الكبار والفرق الفنية والاستعراضية الذين غنوا على مدرجاته منذ انطلاقته الاولى.
وفي مشهد آخر يستعرض العمل مجموعة من الاسماء الثقافية والإبداعية التي شكلت نواة الفعل الثقافي الاردني خلال مئة عام مضت، رابطا المنجز الحضاري للمدينة القديمة وإرثها الانساني والابداعي مع المئة عام الاخيرة.
كما يقدم العمل مجموعة من الاسماء الفنية في تاريخ الغناء والموسيقى الاردنية، ثم يستعرض تاريخ الدراما التلفزيونية والاذاعية والمسرحية الاردنية.
وبعد انتهاء الاستعراض قدمت الفرقة الاستعراضية لوحة فنية راقصة بالمشاعل في تأكيد واضح على استمرار الفعل الثقافي والفني في جرش المدينة التي لا ينقطع عنها الابداع ولا تتوقف فيها مسيرة الفن ومشاعل النور، ثم الانتقال للوحة تؤكد السوسنة الوطنية قبل ان تنطلق المغناة الوطنية “مع عبدالله”.
“لتراب الأردن سنبقى، عشاقا نرويه عشقا..” بهذه الكلمات بدأت المغناة التي تستعرض تاريخ الأردن شعرا وغناء، حيث قدم مجموعة من المطربين بأصواتهم الشجية العناوين الفاصلة في تاريخ الأردن وارتباطها بقضايا الأمة.
وشارك في المغناة المطربون: أسامة جبّور، جهاد سركيس، غادة عباسي، رامي شفيق، حسين السلمان، أمل إبراهيم، بلقيس الزبن.
ويحمل المهرجان هذا العام شعار (جرش مزينة بالفرح)، ويحتضن مشاركات فنية تزيد على 70 فنانا أردنيا وعربيا، وفرقا فنية تراثية وفلكلورية أردنية وعربية وعالمية، ومشاركات شعرية وأدبية متنوعة.
إلى ذلك، قررت اللجنة العليا للمهرجان الذي يستمر لغاية الثاني من الشهر المقبل، وبمناسبة الاحتفالات بمئوية الدولة الأردنية، الدخول المجاني لحضور الفعاليات باستثناء حفلات نجوم العرب الذين سيحيون حفلات على المسرح الجنوبي. وتفتتح الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي مساء اليوم أولى حفلات المهرجان والذي يقام على المسرح الجنوبي؛ حيث ستقدم باقة من أغنياتها الحديثة والقديمة.
ويحيي نجوم الغناء العربي: نجوى كرم من لبنان، وجورج وسوف وحسين الديك من سوريا، ونبيل سيف من العراق، حفلات غنائية يومية على مدى 11 يوما، في المسرح الجنوبي.
وسيشهد المهرجان مشاركة فعالة للفنانين الأردنيين: زين عوض وليندا حجازي وحسين السلمان وسعد أبو تايه وبشار السرحان ويحيى صويص ونجم السلمان وغالب خوري ويزن الصباغ وسامر أنور ونانسي بيترو وأسامة جبور وتوفيق الدلو، وستحيي فرقة الأكاديمية الشركسية عرضا فنياً، حفلاً فنياً تنظمه نقابة الفنانين الأردنيين.
وتختتم حفلات المهرجان بداية الشهر القادم بحفلة فنية أردنية بامتياز، يحييها الفنانان عمر العبداللات، وصاحبة لقب “ذا فويس” الفنانة الأردنية نداء شرارة.
وستقام على خشبة المسرح الشمالي وفي ساحة الأعمدة العديد من الفعاليات أبرزها الأدبية والثقافية، والعروض الفنية التي تقدمها فرقة البيادر القروية من فلسطين، وفرق فنية من اليونان والمكسيك وكوريا وأذربيجان إضافة لفرق فلكلورية وتراثية أردنية وعربية وعالمية، حسب البرنامج المعد لفعاليات المهرجان. وتكريما لمنجز الشاعر جريس سماوي الإبداعي فقد جاء البرنامج الشعري والندوات الفكرية تحت عنوان: دورة الشاعر والأديب الأردني الراحل “جريس سماوي”، ويشارك في فعالياتها حوالي 250 شاعرا أديباً ومفكرا أردنيا وعربيا.
(بترا) بسام وردات
التعليقات مغلقة.