الخنازير البرية تتلف مجددا مزارع المناطق الزورية
الغور الشمالي – في كل موسم لمزارعي الجوافة بمناطق المخيبة، تعود مشكلة الخنازير البرية بالظهور مجددا، متسببة بخسائر مالية نتيجة ما تلحقه من أضرار بالمحصول قد يصل أحيانا إلى حد إتلافه بالكامل، في وقت استنفد المزارعون كافة سبل المكافحة للحد من هذه الظاهرة المقلقة ولكن من دون جدوى.
ورغم تكرار الخسائر المالية التي يتكبدها أصحاب المزارع منذ سنوات، لا يتم تعويض أي مزارع، وتكتفي الجهات المعنية في كل موسم بحصر الأضرار فقط، وفق مزارعين.
مشكلة تعدي الخنازير البرية على مزارع الجوافة في منطقة المخيبة، إضافة إلى وصولها إلى مزارع الحمضيات في المناطق الزورية بالأغوار ليست بجديدة، وهي متكررة، غير أن استمرارها دون إيجاد حلول لها، أرهق مزارعين ودفعت بالبعض إلى ترك الزراعة.
ووفق مزارعين، فإن قطعانا من الخنازير البرية تهاجم مزارعهم وتخلف وراءها خرابا يطال ليس فقط المحصول بل أيضا محتويات البساتين.
ويؤكد المزارع خالد البشتاوي من سكان منطقة الشونة الشمالية، أن أكثر المناطق تضررا من هذه الخنازير هي المزارع المجاورة للمناطق الحدودية الواقعة في منطقة الزور، مبينا أن قطعان الخنازير لم تكن موجودة بالسابق وعلى الأغلب دخلت من الجانب الآخر عبر الحدود.
ويقول المزارع عبدالله أبو عيسى عن المناطق الحدودية إنها “بؤر تكاثر الخنازير”، كونها منطقة حدودية تفصل بين الجانبين الأردني والإسرائيلي.
وأشار إلى أن الخنازير تدخل في الليل بعد حلول الظلام، وتعمل على تخريب وتدمير أغصان الأشجار، وإفساد المحاصيل الزراعية، ناهيك عن العبث بالمعدات الزراعية كالأنابيب البلاستيكية وغيرها، ورغم كل الإجراءات التي يتخذها المزارع من أجل مكافحة الخنازير ولكن من دون جدوى.
وطالب المزارع علي العيد، من الجهات المعنية، باتخاذ إجراءات مع الجانب الآخر للحد من دخول الخنازير، أو العمل على تعويض المزارعين لكي يتمكنوا من الاستمرار في العمل الزراعي.
ويقول المزارع خلدون علي، إننا “نزرع تلك المناطق مع علمنا المسبق أن كمية كبيرة من المزروعات ستتلف جراء عبث الخنازير، فيما يعول المزارعون على ما يتبقى لتسديد جزء من أقساطهم المترتبة عليهم لمؤسسة الإقراض الزراعي”.
وتتعدد الأساليب التي يتبعها المزارعون للحد من اعتداءات الخنازير على مزارعهم، بين وضع السموم وتثبيت المصائد في الأرض، إضافة إلى نثر العلب الفارغة بين المحاصيل بعد ثقبها، لتصدر أصواتا مع هبوب الرياح علها تخيف الخنازير وتبعدها عن المحاصيل.
ويحمّل مزارعون تضررت مزارعهم جراء الخنازير البرية ما آلت إليه أوضاعهم إلى وزارة الزراعة، مشيرين إلى وجود تقصير في الجانب الإرشادي، من حيث توجيه المزارعين نحو إيجاد طرق فاعلة تعمل على إنهاء مشكلة الخنازير التي تؤرق العشرات منهم.
في حين، تؤكد مديرية الزراعة في لواء الأغوار الشمالية، بأن أكثر المناطق تعرضا لمهاجمة الخنازير هي المناطق الزورية، كونها مناطق حدودية فاصلة بين الأردن والجانب الآخر.
ويشير مصدر بالمديرية، إلى أن الوسائل التي تم تدريب المزارعين على استخدامها، لم تجد نفعا بالقضاء على قطعان الخنازير، غير أنها حدت من نشاطها.
ولفت المصدر إلى أن استخدام مادة “اللانيت” السامة يؤثر على صحة المزارع وعلى الأشجار والحيوانات الأخرى وهي طريقة خطرة لمقاومة هذه الحيوانات البرية.
وفضل المصدر، أن يعمل المزارعون على تسييج المزارع للحد من الخسائر المتتالية التي تلحق بهم جراء هذه الخنازير، موضحا أن سبب وقف وزارة الزراعة تزويد المزارعين بالسموم يعود لآثارها السلبية على المزروعات وعلى صحة الإنسان.
وتعتبر منطقة المخيبة من المناطق الأشد فقرا، ورغم تميزها بأجواء غورية إلا أنها تتبع إداريا للواء بني كنانة.
ويعتمد العديد من سكان المنطقة وخاصة الشباب على موسم الجوافة من أجل تحصيل عمل يومي بأجور متدنية، وأهمها أعمال قطاف المحاصيل.
التعليقات مغلقة.