الخنازير تهرب من “الحرائق الحدودية” وتلحق خسائر بالبلدات الشمالية
– تسببت الحرائق التي اندلعت في الآونة الأخيرة عند الحدود الشمالية إلى هروب قطعان من الخنازير البرية باتجاه القرى المجاورة في لواء بني كنانة بإربد، محدثة أضرارا بالمزروعات الصيفية ومحصولي القمح والشعير والأشجار المثمرة.
ووفق مواطنين في بلدة حرتا وقرقوش، فإن قطعانا من الخنازير هاجمت المزروعات الصيفية ومحصولي القمح والشعير والحقت اضرارا بالمزروعات، لافتين الى ان انتشارها لم يعد مقتصرا على الحقول الزراعية بل ان الآونة الاخيرة شهدت انتشار هذه القطعان بين منازل المواطنين.
واضافوا ان حالة من الهلع اصابت مواطنين عند مشاهدتهم القطعان بين منازلهم، فيما يتخوف البعض من مهاجمة الخنازير للمواشي داخل مزارعهم، خاصة وان السنوات الماضية قد شهدت هذا النوع من الحوادث.
وطالب سكان البلدات الشمالية من الجهات المعنية بضرورة تنفيذ حملات مكافحة لها وعدم ترك امور المكافحة للسكان.
وأشاروا إلى أن مشكلة الخنازير البرية تفاقمت هذا العام، مقدرين ان اعدادها تتجاوز الـ 200 خنزير، وتتواجد في منطقة نهر اليرموك والجبال القريبة منه، وتقطع مسافة 40 كيلومترا بحثا عن الطعام، ما زاد من انتشارها بالقرب من المناطق السكنية.
ودعوا الى ضرورة تمكين المزارعين والسماح لهم من اصطيادها للحد من انتشارها، بما يضمن استدامة المحاصيل الزراعية بالمنطقة، وحماية منازل السكان ومزارع المواشي من هجمات متوقعة قد لا تحمد عقابها.
وأشار محمد عبيدات إلى أن العديد من المواطنين باتوا لا يخروجون ليلا من منازلهم خوفا من مهاجمتهم من قبل تلك الخنازير، مشيرا إلى انه وقبل سنوات هاجمت الخنازير مزرعة للأغنام وقتلت عددا من منها، وتسبب ذلك بخسائر فادحة للمزارعين.
ولفت إلى أن نشاط هذه القطعان لم يعد مقتصرا خلال ساعات الليل كما كان سابقا، اذ شوهد في الآونة الاخيرة انتشارها في اوقات مختلفة طوال اليوم، ما يشكل خطورة على الأطفال، ويتطلب من الجهات المعنية مكافحتها بشكل جذري من خلال قنصها أو تسميمها.
ولفت إلى أن الخنازير البرية تسببت بتدمير المحاصيل الصيفية كالباميا والفقوس والخيار وان استمرار تواجدها بشكل كبير سيؤدي الى تدمير ما تبقى من المحاصيل في ظل عدم مكافحتها بشكل جذري.
وقال مواطن آخر إن عددا من المواطنين قاموا مؤخرا بقنص عدد من الخنازير، وقتلها لما تشكله من خطورة على حياة المواطنين والمحاصيل الزراعية، مؤكدا أنه ونظرا لعدم اتخاذ الجهات المعنية لإجراءات مكافحتها لاعتبارات الرفق بالحيوان فان المواطن بات مضطراً لقتلها.
من جانبه، قال رئيس الجمعية الأردنية لحماية الحياة البرية عمر عودات، إن الخنازير تعتبر من الآفات الاقتصادية والتي تقوم بإفساد المحاصيل الزراعية المختلفة مسببة خسائر فادحة للمزارعين ولوحظ في الآونة الأخيرة تكاثر هذه الحيوانات بشكل لافت.
ودعا المزارعين الى عدم وضع السم لهذه الحيوانات نظرا لتأثيرها على الحيوانات الاخرى ومكافحتها عن طريق الصيد الآمن.
واشار الى أن قطعان الخنازير هاجمت المحاصيل الزراعية في لواء بني كنانة، كما لوحظ وصولها للمنازل والقرى المجاورة والمناطق المأهولة بالسكان، فيما لا يوجد لغاية الآن حلول لمكافحتها أو القضاء عليها.
وأضاف انه يجب التخلص من هذه الحيوانات من خلال التنسيق والاتفاق المشترك بين دول الجوار، خوفا من تفاقم المشكلة وعدم السيطرة عليها، سيما أن هناك العديد من الشكاوى من قبل المزارعين بالأضرار التي تخلفها هذه الحيوانات البرية.
وقال مدير زراعة بني كنانة المهندس عبد الإله عبيدات، إن الزراعة شكلت لجنة لحصر الأضرار التي أحدثها مرور قطعان من الخنازير داخل الأراضي الزراعية المزروعة بالمحاصيل الصيفية والقمح والشعير، مؤكدا أن الأضرار حسب التقديرات الأولية كانت قليلة.
وأشار عبيدات إلى أن المديرية تلقت عددا من الشكاوى من قبل مزارعين بحدوث أضرار وسيتم حصرها، إلا أن تلك الأضرار غير مشمولة بصندوق المخاطر باعتبارها كوارث غير طبيعية وانه سيتم الاجتماع مع المزارعين قريبا من أجل إرشادهم بكيفية التعامل مع تلك الخنازير.
وأكد أن مسؤولية مكافحة الخنازير تقع على عاتق البلديات، حيث كان في السابق يتم قنصها أو تسميمها، إلا انه مع التعليمات الجديدة لوزارة الإدارة المحلية المتعلقة بالتعامل مع الحيوانات يتم طردها.
ولفت إلى أن تلك الخنازير ظهرت في الآونة الأخيرة في مناطق مختلفة في لواء بني كنانة بسبب الحرائق التي تندلع بين الفينة والأخرى على الحدود الشمالية، ما تسبب بهروبها باتجاه البلدات والأراضي الزراعية في لواء بني كنانة.
واكد متصرف لواء بني كنانة خلال اجتماعه مع مجموعة من اصحاب المزارع ان زيادة عدد الخنازير البرية تسببت في خسائر كبيرة للمزارعين في مختلف المنتجات الزراعية واصبحت تشكل مصدر خطر على الحياة الاقتصادية للمزارعين.
واشار الى ان المتصرفية لن تدخر جهداً في سبيل التواصل مع كافة الجهات المعنية للحد من انتشار الخنازير البرية في المناطق السكنية وضمان وعودتها الى الجبال.
بدوره قال مدير محمية غابات اليرموك الطبيعية محمد الملكاوي، إن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تقوم بمنح عدد من المزارعين تصاريح لغايات الصيد وتحديدا الخنازير البرية وتقوم المحمية بدورها الرسمي في الحفاظ على الطبيعية ومكوناتها بما يتناسب مع التوازن البيئي.
وأشار إلى أن من أهم الاسباب التي ساهمت في مداهمة الخنازير البرية للمناطق السكنية الحرائق الأخيرة التي أتت على مساحات كبيرة من الاراضي في المناطق الحدودية.
احمد التميمي/ الغد
التعليقات مغلقة.