“الدار للثقافة والفنون” تزهو بفعاليات ومعارض لتشكيليين وهواة
إربد- وضع الفنانان التشكيليان، محمد هزايمة ومرام حسن، على عاتقهما تأسيس جمعية متخصصة في الفنون التشكيلية، وذلك بإنشاء الدار للثقافة والفنون بمدينة إربد، بهدف إقامة معارض وفعاليات تدعم التشكيليين والهواة.
وتشتمل الجمعية على: متحف للفن التشكيلي المعاصر، قسم لتنظيم المعارض الفنية، جاليري خاص لعرض الأعمال الفنية، مركز تدريب احتراف الرسم، ومجلة ورقية متخصصة في الفنون التشكيلية.
أخذت الدار في العام 2016 على عاتقها إقامة أول متحف للفنون التشكيلية في شمال المملكة الذي يزوره سنويا قرابة 10000 زائر، ويعد أهم متحف للفن التشكيلي، ويشارك به سنويا 100 فنان، مقسمين على موسمين من شتى دول العالم.
وقال رئيس الجمعية محمد هزايمة: “إن وجود الدار هو داعم للفنان والمدينة، وتسعى الدار دائما للتطوير وتقديم كل ما هو جديد لمنافسة المتاحف العالمية قدر المستطاع”.
وأضاف أن الدار تخصصت في تنظيم المعارض والورش الفنية المحلية والدولية والعالمية، فهي تنظم سنويا عشرة معارض ما بين محلي ودولي، وأهمها ملتقى الدار للفن التشكيلي الذي يشارك به فنانون من شتى دول العالم، وهو من أهم الملتقيات الدولية.
الملتقى يهدف إلى إبراز دور الفنان الأردني، والتبادل الثقافي بين الفنانين من الأردن والدول الأخرى.
أما معرض العرب الدولي، فيقام سنويا في شهر آب (أغسطس)، ويعد من أهم المعارض العربية التي يتنافس عليها الفنان العربي، وتشكل له لجان متخصصة، لاختيار المشاركين بعناية كبيرة وله جمهوره الكبير الذي ينتظره سنويا.
وأشار هزايمة إلى مشاركة الدار بالمعرض العالمي The Golden Brush الذي يقام في تركيا/أنقرة، وهو معرض عالمي يشارك به فنانون من شتى دول العالم، وهو يعد نقطة لقاء عالمي للتبادل الثقافي والفني، ويهدف لتسويق الفنان الأردني والعربي عالميا والتعريف به وبفنه وقدراته في المهرجانات والملتقيات العالمية والتبادل الثقافي بين الشعوب، إضافة إلى معرض آفاق الدولي، ومعرض الأردن بريشة فنان، وملتقى الإبداع، ومعرض الأردن تاريخ وحضارة الدولي وغيرها.
وأخذت الدار على عاتقها دعم الفنان بشتى السبل، وفق هزايمة، لذا كان لابد من وجود مجلة ورقية خاصة للفنان التشكيلي والفن تتناوله بطريقة أكاديمية جميلة تحمل قيمة الفن وأهميته، فأطلقت الدار في العام 2020 مجلة الدار العربية، وتتألف من خمسة أبواب.
ويأتي باب “فن”، وهو باب متخصص في الفن التشكيلي وتاريخه وأهم مدارسه وفلسفته وأهم الفنانين به، ويكتب فيه عدد كبير من أساتذة الفن في الجامعات العربية. أما باب مؤثرون فهو متخصص لرواد الحركة التشكيلية في الوطن العربي وسيرتهم، وعرض قصة نجاحهم والتطرق لتجربتهم الإبداعية المهمة التي لابد من توثيقها والتطرق لها.
ويتناول باب “معاصرون”، أهم الفنانين المبدعين في المملكة والوطن العربي، لدعمهم من خلال إيصال رسالتهم وتجربتهم وأعمالهم.
أما باب “قاف”، فهو مخصص لفناني المملكة العربية السعودية يقوم عليه الفنان د. أحمد بخاري والفنانة د. هالة فقيها، ويتناول أهم الفنانين السعوديين، والتعرف على تجربتهم الإبداعية وتبادل الثقافات بين الفنانين.
وباب “Stars 21″، مخصص للمواهب ومحاولة الأخذ بيدهم وإيصالهم للطريق السليم وتنمية موهبتهم وتشجيعهم على الاستمرار.
وقال الهزايمة “إن مجلة الدار العربية صدر لها عددان متتاليان، وتنشر في جميع أقطار الوطن العربي، وكتب بها عدد من الأساتذة في الجامعات العربية، لتكون مرجعا ثقافيا لكل قرائها. والهدف الأساسي من إنتاج هذه المجلة هو دعم الفنان ونشر الوعي الفني بشكل سليم، وتناول الثقافة الفنية العربية بشكل عام”.
وقالت المديرة التنفيذية للجمعية الفنانة مرام حسن “إن الجمعية تضم جاليري الدار (قاعة فايزة الزعبي)، وهو مكان مجهز لعرض الأعمال الفنية، وجد هذا الجاليري لتوفير مكان مخصص لخدمة الفنان، لعدم وجود مكان يحتضن أعماله بالمجان. لذا كان لابد من توفير مكان وتجهيزه، لتتمكن الدار من توفير أسس النجاح للمجتمع، وهو اليوم عمره ست سنوات واحتضن مئات المعارض”.
وأشارت إلى أن الجاليري سمي باسم فايزة الزعبي، تيمنا بها ولمسيرتها الثقافية الغنية بالمحطات المهمة.
ولفتت مرام إلى مركز تدريب احتراف الرسم في إربد، وهو من أهم الخطوات التي نفذتها الدار، والمكان مجهز وعلى درجة عالية من الأكاديمية والحرفية لخدمة المجتمع، والأخذ بيدهم، واليوم هناك الكثير ممن تخرجوا منه، وأصبحت أسماؤهم في الساحة الفنية لها وقعها.
وفي العام 2020، حصل أحد طلاب المركز على المرتبة الأولى عالميا في مسابقة عالمية، والكثير منهم شارك في معارض داخل الأردن وخارجها، وحصد جوائز عدة على الصعيد الدولي والمحلي والعالمي، ونجد ذلك في مسابقات وزارة الثقافة وعبد الحميد شومان وغيرها.
تعد الدار التي تقوم عليها الفنانة مرام حسن والفنان محمد هزايمة وفايزة الزعبي مشروعا متخصصا للفنون التشكيلية، انطلقت كمبادرة في العام 2014، وكانت مقتصرة على تنظيم المعارض والورش المحلية والدولية.
ونظم خلال تلك الفترة العديد من الأنشطة المهمة، كأول معرض “عائم في البحر على متن يخت مخصص” في العام 2015، وملتقى المدينة الوردية، ومهرجان الأردن العالمي للفنون التشكيلية في فندق الهيلتون، وغيرها الكثير، إلى أن تطور المشروع في العام 2016، وتم افتتاح جاليري للفنون التشكيلية في مدينة إربد، وهو الأول من نوعه في مدينة إربد وشمال المملكة، ويضم متحفا للفن التشكيلي المعاصر كمتحف دائم يفتح أبوابه طيلة أيام الأسبوع بالمجان، وتعرض على جدرانه لوحات لكبار الفنانين حول العالم، وهو المتحف الوحيد للفن التشكيلي المعاصر في الشمال.
أحمد التميمي/ الغد
التعليقات مغلقة.