كأس الدوري في قبضة “غزلان الشمال”
– نقل فريق الرمثا كأس الدوري لأندية المحترفين إلى حاضرة الشمال بعد غياب 39 عاما، وذلك بعد أن خرج بنتيجة التعادل أمام نظيره فريق الجزيرة 1-1، في المباراة التي جرت أمس على ستاد عمان الدولي، في ختام لقاءات الدوري، وهي النتيجة التي لم تنفع فريق الوحدات، الذي كان يحقق فوزا كبيرا بتغلبه على فريق شباب العقبة بخماسية نظيفة، في المباراة التي جمعتهما بذات التوقيت على ستاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة.
الفريقان (الرمثا والوحدات) تساويا برصيد النقاط 47 لكل فريق، لكن فارق المواجهات منحت فريق الرمثا تحصيل اللقب الثالث له في تاريخه، بعد أن حققه مرتين في العامين 1981 و1982.
وتوج نائب رئيس اتحاد الكرة مروان جمعه وأمين عمان يوسف الشواربة وعدد من كبار الحضور فريق الرمثا بالميداليات الذهبية، وسلما كأس الدوري إلى كابتن الفريق حمزة الدردور وسط فرحة كبيرة ومشروعة من انصار الفريق، الذين زفوا ابطال الدوري في موكب فرح مهيب.
الرمثا 1 الجزيرة 1
لم تمض سوى دقيقة واحدة، حتى بعثر الرمثا دفاع الجزيرة، عندما ضرب محمد أبو زريق “شرارة” دفاع منافسه بلمسة واحدة، واضعا حمزة الدردور في مواجهة الحارس وليد عصام، ليعيدها لزميله مصعب اللحام الذي سدد الكرة من أول لمسة، وحضور مميز لحارس الجزيرة وليد عصام في إبعادها، قبل أن يتكفل بإبعاد تسديدة “شرارة” من الطرف.
واعتمد الجزيرة في اسلوبه على الكرات المرتدة في ظل تقدم لاعبي الرمثا للأمام بغية التسجيل وإراحة الجماهير الحاضرة، ليتحصل الجزيرة على ضربة حرة من مسافة قريبة، تكفل حائط الصد “الرمثاوي” في إبعاد تسديدة محمد الباشا، ليعود عصام ويبعد عرضية “شرارة” المخادعة إلى ضربة ركنية، ويواصل عصام حرمان “شرارة” من افتتاح النتيجة من تسديدة قريبة المدى.
وتحولت طريقة لعب الرمثا مع انتصاف الشوط باعتماده على الكرات المرتدة في ظل استحواذ الجزيرة على الكرة، ليقف دفاع الرمثا أمام الهدير الهجومي من طرف أصحاب الأرض، ليحتفظ حارس الرمثا مالك شلبية بتسديدة عامر جاموس المتقنة من على حافة منطقة الجزاء، ليواصل الجزيرة الاستحواذ على الكرة دون خطورة حقيقية، ليفشل الرمثا في آخر محاولاته بالتقدم في الشوط الأول، بعد عدم وصول الضربة الثابتة الذي نفذها “شرارة”، ليدخل الفريقان إلى غرف الملابس بالتعادل بدون أهداف.
الرمثا يحسمها
ومع بداية الحصة الثانية، اعتمد الجزيرة في طلعاته الهجومية على الطرف الأيسر من جهة اللاعب أحمد أبو شعيرة، والذي أزعج دفاعات الرمثا في الحصة الأولى، لتكن منه بداية الفرحة “الجزراوية”، بعد أن انسل من الجهة اليسرى، رافعا كرة بالمقاس على رأس المهاجم المندفع من الخلف حمزة الصيفي، الذي ضربه برأسه بقوة في مرمى شلبية عند الدقيقة 55.
هدف أزعج المدير الفني لفريق الرمثا أمين فيليب، وطالب من لاعبيه التقدم بسرعة بغية التعديل، وهو ما حصل بعد ذلك عند الدقيقة 60، بعد أن تحصل مصعب اللحام على ضربة جزاء إثر إعاقته داخل المنطقة المحرمة، لينبري أبو زريق “شرارة” لتنفيذها، ويضعها على يسار حارس الجزيرة، الذي وقف عاجزا عن التصرف بها.
وعاد الصيفي لتهديد مرمى شلبية بغية التقدم من جديد بالنتيجة، لكن تصويبته جاءت ضعيفة بين أحضان الأخير، ليعود الجزيرة ويمتلك زمام المبادرة الهجومية، وكأنه الفريق الذي يريد نتيجة الفوز من أجل التتويج باللقب، في الوقت الذي اضطر به مدرب الجزيرة عامر عقل بالدفع بورقة هاشم المبيضين بدلا من المصاب خضر الحاج، فيما أشرك فيليب عامر أبو هضيب ومحمد الزعبي بدلا من أبو الكاس والدردور، والأخير خرج غاضبا من قرار المدرب قبل نهاية المباراة بربع ساعة.
الدقائق الأخيرة شهدت سيطرة “جزراوية” بالكامل على أحداث اللقاء، وسط تكتل دفاعي متين من طرف الرمثا، الذي صد بحاجزه جميع المحاولات التي لم تتكلل بالنجاح، وآخرها تسديدة سعادة الذي تهادت بين أحضان شلبية، لتنتهي القمة بالتعادل بهدف لمثله، ويتوج الرمثا بلقب الدوري للمرة الثالثة في تاريخه.
الوحدات 5 العقبة 0
رمى الوحدات بثقله الهجومي منذ الحصة الأولى، منتهجا طريقة 3-5-2، تاركا المجال لثنائي الأطراف فراس شلباية ومهند أبوطه في تقديم الدعم الهجومي، ومساندة رجائي عايد وأحمد ثائر في ضبط الارتكاز بنهجيه الدفاعي والهجومي، فيما تكفل عبدالله نصيب ويزن العرب اغلاق البوابة الدفاعية أمام عبدالستار، الى جانب قيام شلباية وأبوطه بدور مزدوج الواجبات، لفتح الجبهات عن الأطراف برفقة أنس العوضات وأحمد زريق بما يدعم انداي ومحمود زعترة في البوابة الهجومية، لتأتي أولى محاولات الخطورة للوحدات من المدافع عفانة الذي شارك في إحدى الهجمات، وسدد كرة على بوابة مرمى حماد الأسمر، ردها الأخير على دفعتين وتابعها عفانة فوق المرمى.
العقبة التزم الهدوء والتزم لاعبوه بالواجبات والمهام، معلنا الكثافة العددية من وسط الملعب، حين تكفل طارق القماز، محمد الحسنات، وديني بإدارة العاب الدائرة، ويميل محيسن أبوجبلة ومحمد عبدالجواد على الطرفين لتقديم الدعم الهجومي للمهاجم إيريك، والعودة لاغلاق المنافذ وزيادة ترابط الخطوط بتكاتف، لافتكاك الكرة وتخفيف عبء الهجوم الوحداتي، على مدافعي الفريق زكي أبوليلى، أحمد أبوحلاوة، محمد عبدالرؤوف، عصام سميري، لحماية مرمى الأسمر الذي كادت رأسية إنداي ان تصيبه، بعد عرضية متقنة من العوضات.
العقبة غابت محاولاته الهجومية، في ظل مناورات لم تصل إلى مرمى عبدالستار، ليقود الوحدات هجمة سريعة، وصلت الكرة من أبوطه إلى عايد الذي لعبها طويلة أخطأ المدافع في ابعادها، ليستلمها العوضات ويتوغل وسدد كرة قوية سكنت الزاوية اليمنى للاسمر، معلنا تقدم الوحدات عند د.22، وبعدها كان العوضات يضع كرة عرضية على رأس إنداي، التي وقفت في يد الأسمر، إلا أن كرته الثانية لم تخب عندما تابع إنداي الكرة المرتدة من الحارس الأسمر، مسجلا الهدف الثاني للوحدات د.43، وأبى أنس العوضات إلا أن ينهي الشوط الأول بالهدف الثالث إثر ركلة حرة مباشرة استقرت على يمين الأسمر، ليتقدم الوحدات بالحصة الأولى بنتيجة 3-0.
هدفان للوحدات
وعمد مدرب العقبة إلى ترتيب أوراق فريقه منذ انطلاق الشوط الثاني، طالبا تفعيل مفاتيحه الهجومية، فيما الوحدات يواصل امتداده نحو ملعب العقبة لزيادة الغلة، لتمر كرة زريق بجوار مرمى الأسمر، الذي قدم هدية بالمجان عندما سدد الكرة ارتطمت بقدم إنداي وتابعت طريقها إلى المرمى هدفا رابعا للوحدات د.52، وبعدها كانت الأفراح تعم مدرجات الوحدات بهدف تقدم الجزيرة، إلا انها فرحة لم تكتمل بعد أن عادل الرمثا النتيجة، وبين الفرح والحزن اختلط المشهد، والذي انسحب على مجريات المباراة التي عمها الهدوء والرتابة ، والجماهير حاضرة في استاد الملك عبدالله، لكنها انشغلت بمتابعة مباراة الرمثا والجزيرة عبر “الخليويات”.
وعودة إلى مجريات المباراة، طرح ابوزمع أوراقه البديلة بدوافع هجومية، ومضت الاحداث ثقيلة في ظل ترقب هدية جزراوية، والمستوى العام للمباراة في تراجع، التي عاد الى شيء من الحياة، عندما توغل فراس شلباية وحضر كرة سددها سوني سعد قوية في مرمى الأسمر هدفا خامسا د.75، لتمر الدقائق بصمت نحو النهاية، وسط محاولات الجماهير مواساة فريقها وفي آخرها تعاتبها عندما نادتها الى “الخط” بعد انتهاء المباراة في موقف لم يتحمله اللاعبون وخرجوا من أمام صيحات الجماهير، فيما لم يلب المدير الفني لفريق الوحدات عبدالله أبوزمع نداءات الجماهير وسط عبارات غضب على ضياع اللقب.
مصطفى بالو ومهند جويلس/ الغد
التعليقات مغلقة.