“الريشة”.. كميات غاز مبشرة تحتاج سنوات لجني الثمار

يرى خبراء أن كميات الغاز التي تحدثت عنها وزارة الطاقة في حقل الريشة تدعو للتفاؤل بوجود مصدر محلي يغني عن المستورد وتقلل الكلف عن القطاعات الإنتاجية، لكن هناك معيقات ستؤخر تلمس الجدوى الفعلية من هذه الكميات، وأبرزها التمويل ومدة العمل المطلوبة للتطوير.

وأكد الخبراء أن منطقة الحقل يمكن ان توفر كميات تفوق ما تم الإعلان عنه مشيرين إلى وجود تقنيات حديثة مستخدمة عالميا تتيح استخراج نسب عالية من محتويات الآبار وبنسب قد تصل إلى 70 %.

وقال مصدر مطلع طلب عدم نشر اسمه إن الكميات التي تم الحديث عنها كبيرة وتكفي لعشرات السنين مقارنة بحجم الاستهلاك الحالي، علما بأن هذه النتائج توصلت إليها سابقا شركات أجنبية عملت في المنطقة سابقا.
وأضاف المصدر أن هذه الكميات يمكن أن تغني عن اتفاقيات استيراد الغاز الطبيعي من الخارج ما يوفر من تكاليف الاستيراد أيضا عن الاقتصاد المحلي.
وكان وزير الطاقة والثروة المعدنية د. صالح الخرابشة، أعلن الثلاثاء نتائج دراسة تقديرات احتياطيات الغاز الطبيعي في حقل الريشة معتبرا أن كميات الغاز في الحقل، تدعو للتفاؤل، لكنها تُقرأ مع جدواها الاقتصادية لتقييم حجم الإضافة المتوقعة للاقتصاد الوطني.
وقال الوزير في ذلك الوقت إن “تقديرات احتياطيات الغاز تكون حسب التصنيفات العالمية المعتمدة (أعلى ومتوسط وأقل)، إذ يستخدم بالعادة (المتوسط) كأفضل تقدير”.
ويستورد الأردن الغاز الطبيعي حاليا من مصادر أبرزها الاحتلال الإسرائيلي أو ما يطلق عليه رسميا “غاز الشمال” وبعض الكميات من مصر بالإضافة إلى كميات تستورد بحرا، في وقت تقدر فيه الحاجة اليومية بنحو 340 مليون قدم مكعب غالبيتها لأغراض توليد الكهرباء.
وتقدر الطاقة الإنتاجية لحقل الريشة بنحو 45 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، تسعى الشركة إلى زيادة إنتاجه ليصل إلى 50 مليون قدم مكعب عام 2025 و200 مليون قدم مكعب في عام 2030.
الخبير الاقتصادي د. مفلح عقل قال إن الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الطاقة والثروة المعدنية “مبشرة” من حيث الكميات إلا أن عمليات الإنتاج تحتاج إلى استثمارات كبيرة من أجل تطوير الآبار وربطها بشبكة الغاز الطبيعي التي تزود مراكز الاستهلاك.
ورأى أن المضي في عمليات التطوير قد تكشف عن كميات أخرى لم تكن محتسبة سابقا، وإذا ما تم استخراج النسب التي ذكرت فإن هذا سيكون مصدر طاقة محلي مهم للأردن، مشيرا إلى أن التمويل لن يشكل مشكلة في حال دخلت الحكومة فعليا في هذه العمليات.
واعتبر أن ذلك يعتمد على الإرادة الفعلية للمضي في هذه العمليات، مبينا أن الوصول إلى مرحلة الاكتفاء يعتمد على معدل الاستهلاك وقت بدء الإنتاج الفعلي.
وبحسب ما أعلنته الوزارة فإن “حجم الاحتياطي من الغاز الطبيعي في جوف الأرض وقبل البدء بعمليات الحفر والتأهيل في المتوسط يقدر بـ11.990 ترليون قدم مكعب، بمعامل استخراج نسبته 39 %، وبالتالي تبلغ الكميات المتوقعة مبدئيا والقابلة للاستخراج منه 4.675 ترليون قدم مكعب”.
وقالت إن أقل تقدير لحجم الاحتياطي من الغاز الطبيعي في الحقل يبلغ 9.39 ترليون قدم مكعب، بمعامل استخراج 30 %، إذ تبلغ الكميات المتوقعة القابلة للاستخراج 2.835 ترليون قدم مكعب، في حين يبلغ أعلى تقدير لاحتياطي الغاز 14.600 ترليون قدم مكعب، بمعامل استخراج 43 %، وتبلغ كميات الغاز القابلة للاستخراج 6.350 ترليون قدم مكب”.
من جهته، رأى نقيب الجيولوجيين خالد الشوابكة إن الكشوفات مهمة، إلا أن المدة الطويلة التي تحدثت عنها الحكومة والممتدة لـ10 سنوات وبجحم استثمارات يفوق ملياري دينار تقلل من الأهمية الحالية لهذه النتائج.
ومن الناحية الجيوليوجية، قال الشوابكة إن منطقة الحقل يمكن أن توفر كميات تفوق ما تم الإعلان عنه، مشيرا إلى وجود تقنيات حديثة مستخدمة عاليما تتيح استخراج نسب عالية من محتويات الآبار وبنسب قد تصل إلى 70 %.
من جهته، قال الباحث في شؤون الطاقة عامر الشوبكي إن الأرقام المعلنة تعني قيمة سوقية تقارب 35 مليار دولار، كما أنها تعني كهرباء مجانية اللأردنيين، إذا ما تم استغلال هذه الكميات خلال 40 سنة قادمة. إلا أنه رأى أن الأرقام ما تزال غير واضحة بخصوص الاحتياطيات.
وأضاف الشوبكي “ما تم هو طرح لتقدير كمية الاحتياطي دون طرح لكيفية الاستفادة منه، وما تم عرضه هو أفكار، على سبيل المثال ربطه بأنبوب مع خط الغاز العربي دون جدول زمني لهذا المشروع”، مشيرا إلى الحاجة لحفر المزيد من الآبار للتأكد من محتويات الحقل ووضع نموذج جيولوجي للحقل، حينها يمكن القول بأنه تم الانتهاء من المرحلة الاستكشافية والبدء بمرحلة التطوير والإنتاج في وقت أصبحت فيه التكنولوجيات العالمية الحديثة تسهل هذه العمليات.
ووفقا لشركة البترول الوطنية فإنها تتبع خطة لتطوير الحقل لزيادة قدراته الإنتاجية التي وصلت لـ45 مليون قدم 3 يوميا، يستغل قسم منها بمحطة الريشة للطاقة الكهربائية، علما بأن احتياجات الأردن من الغاز يوميا تبلغ 340 مليون قدم 3 يوميا، وخطة عمل الشركة للسنوات 2024 – 2029 تستهدف حفر 70 بئراً منها 26 بئراً تطويرية لإنتاج 150 مليون قدم مكعب في اليوم الواحد العام 2029.

 

الغد/ رهام زيدان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة