الزراعة المبتكرة بعجلون.. تجارب ناجحة تحتاج التعميم

رغم أن عدة تجارب زراعية ريادية في محافظة عجلون، نفذها أشخاص وجمعيات تعاونية أثبتت نجاحها، تبقى تلك التجارب محدودة مقارنة بالزراعات التقليدية، وتحتاج مزيدا من التوجيه والدعم لتصبح هي السائدة، وفق معنيين بالشأن الزراعي.

هذه التجارب، كالمدارس الحقلية وزراعة الفاكهة الاستوائية والنباتات العطرية والطبية ومشاريع الاستنبات الزراعي، والتي تم تنفيذها بمناطق متفرقة في المحافظة باتت تصنف ضمن المشاريع المجدية، وسهلة التسويق، وأقل كلفة، وذلك مقارنة بالزراعات السائدة في المحافظة، كالزيتون وكروم العنب والحمضيات واللوزيات، والتي أصبحت تعاني الكساد وتراجع أسعارها وكلفها المرتفعة.

ويقول المزارع حسن أبو علي، إنه ورغم طبيعة المحافظة وتنوع مناخها الذي يجعلها صالحة لمختلف أنواع الزراعات الحديثة وذات الجدوى الاقتصادية العالية، إلا أنها ما تزال محرومة من هذه الزراعات على نطاق واسع، والتي أثبت عدد محدود من المزارعين والمختصين الزراعيين نجاحها بالتجربة في عدد من مناطق المحافظة، التي تعد بيئة مثالية لنجاحها، متمنيا أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه هذه الزراعات هي السائدة، ما يتطلب دعما رسميا وأهليا كافيا، وتوجيها وتدريبا مكثفا لمزارعي المحافظة.
وتؤكد لينة الطبة، وهي صاحبة مزرعة لنبات اللافندر، أن هذه الأنواع من الزراعات الحديثة، كأنواع من النباتات العطرية والطبية، وأنواع الفاكهة الاستوائية، تعد باهظة الثمن ومجدية، وتدر دخولا تفوق أضعاف تلك الزراعات التقليدية التي يعتمد عليها مزارعو المحافظة كالزيتون والعنب واللوزيات، وأنواع دارجة من الفاكهة الصيفية كالتفاح والرمان والتين.
وزادت أن توجيه المزارعين لهذه الزراعات، يحتاج إلى الدعم الرسمي، كتقديم المنح والقروض، والتأهيل وعقد الورش التدريبية، وضمان التوجيه والإرشاد والنصح من كوادر وزارة الزراعة، باعتبار أن المزارعين يجهلون الكثير من المعلومات عن طرق الرعاية المثلى لهذه الأنواع من الثمار.
وبين مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أن المساحات الزراعية المستغلة في المحافظة، أكثر من 100 ألف دونم، بحيث يوجد منها 82 ألف دونم مزروعة بالزيتون، و21 ألف دونم مزروعة بأنواع الزراعات التقليدية كالحمضيات والفاكهة، فيما تبلغ مساحة الأراضي الحرجية %34 من مساحة المحافظة البالغة 419 كلم 2.
وأكد أن هناك توجها رسميا ليكون الدعم الرسمي، موجها لتلك الأنواع من الزراعات الحديثة وذات الجدوى الاقتصادية، مبينا أن المديرية تعمل باستمرار على توجيه النصح والإرشاد للمزارعين، للتوجه الى هذه الأنواع من الزراعات التي تتلاءم وتنوع المناخ والبيئة في المحافظة، بين الباردة والمعتدلة والدافئة.
وزاد الخالدي أن المديرية وبمختلف أقسامها، تعمل على تدريب وتأهيل كوادرها لمعرفة أدق التفاصيل بمختلف أنواع الزراعات الحديثة والمشاريع الزراعية ذات الجدوى والفائدة للمزارعين.
وأشار إلى عدة قصص نجاح في الزراعات الحديثة وذات الجدوى التي تتابعها كوادر مديرية الزراعة في مناطق مختلفة بالمحافظة، معربا عن أمله بأن تشهد المحافظة مستقبلا تجارب عديدة لهذه الأنواع من الزراعات الحديثة التي من شأنها توفير المردود الجيد للمزارعين، وتوفير فرص العمل للشباب.
وأكد رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني، أهمية مشاريع الزراعة الحديثة والاستنبات الزراعي باعتبارها مشروعات ريادية في المحافظة، معربا عن أتم الاستعداد لتذليل العقبات التي تواجه المزارعين والجمعيات التعاونية لتنفيذ مشاريعها، مؤكدا استعداد مجلس المحافظة للشراكة مع القطاع الخاص لإقامة أي مشاريع تنموية زراعية في عجلون.
وأكد مدير فرع مؤسسة الإقراض الزراعي في عجلون المهندس بشار النوافلة استعداد المؤسسة في دعم القطاع الزراعي عبر القروض التي تمنحها للمزارعين، بهدف إحداث تنمية زراعية من خلال تفيذ مشاريع زراعية ريادية.
وكان مدير عام المؤسسة التعاونية الأردنية عبدالفتاح الشلبي، افتتح الأسبوع الماضي مشروع جمعية التلال الخضراء التعاونية للاستنبات الزراعي والنباتات الطبية في محافظة عجلون، واطلع على آلية العمل وفقا للزراعة المائية، وأنواع المزروعات.
وأكد الشلبي أن الجمعيات التعاونية تعتبر، حاضنة للريادة والابتكار، لافتا الى مشروع جمعية التلال الخضراء التعاونية باعتبارها حاضنة للابتكار والريادة في مجال الزراعة المائية والتصنيع الغذائي، معتبرا أن هذا المشروع في مجال الزراعة المائية الذي يجمع ما بين النباتات والأعشاب الطبية، وزراعة الأعلاف الخضراء، يعد انجازا هاما للقطاع الزراعي وللحركة التعاونية الأردنية على حد سواء، ودور التعاونيات في خدمة أعضائها ومجتمعاتها المحلية على كافة الصعد التنموية، والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى إسهاماتها في التنمية المحلية، وتحقيق الأمن الغذائي.
وزاد الشلبي أن إقامة مشروع زراعي يجمع ما بين الأعشاب والنباتات الطبية مدعاة للفخر والاعتزاز، ويسهم في حل مشكلتي الفقر والبطالة في المنطقة باعتبار التعاونيات أحد النوافذ التشغيلية، فضلا عن دورها في تحسين المستويين الاقتصادي والاجتماعي من خلال فرص العمل التي توفرها.
وقدم رئيس جمعية التلال الخضراء التعاونية عبدالإله السردية نبذة عن تأسيس الجمعية التي تضم في عضويتها 133 عضوا من مختلف محافظات المملكة، مشيرا إلى عملها في مجالي الزراعة والسياحة لكنها اليوم تعمل ضمن مشروع الاستنبات الزراعي والنباتات الطبية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، مؤكدا أن لدى الجمعية العديد من المشاريع التي تعمل على تنفيذها مع الشركاء في الوقت الحالي، والتي من خلالها ستوفر المزيد من فرص العمل لأبناء المنطقة من فئة الشباب.

 عامر خطاطبة/ خطاطبه

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة