السلط.. مدينة سياحية بلا استثمار فندقي

رغم أن مدينة السلط تعد واحدة من أبرز المدن السياحية في المملكة، ويشهد عدد الزوار والسياح فيها ازديادا لافتا، إلا أن الاستثمار الحقيقي بقطاع الفنادق ما يزال شبه غائب.
ومنذ أن وافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، في شهر تموز (يوليو) العام الماضي، على إدراج مدينة السلط “مدينة التسامح والضيافة الحضارية”، على قائمة التراث العالمي، كثفت وزارة السياحة من خلال مديرية سياحة البلقاء، من الجهود الرامية إلى تجويد وتطوير الواقع السياحي، الأمر الذي انعكس على ارتفاع أعداد الزوار والسياح.
ووفق ما ذكر لـ”الغد” مدير سياحة البلقاء، محمود عربيات، هناك فندق واحد يعمل حاليا، بينما هناك فندق آخر سيعاد افتتاحه قريبا، مشيرا إلى أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على إنشاء ما يعرف بـ “النُزل” في البيوت التراثية، بحيث تكون مميزة عن الفنادق التقليدية وبطابع تراثي خاص وجاذب ويحمل في الوقت ذاته أفكارا إبداعية.
وعن سبب غياب الاستثمار بقطاع الفنادق في مدينة السلط، قال عربيات إن أحد أبرز الأسباب هو قرب المدينة من العاصمة عمان التي تضم عددا كبيرا من الفنادق، وهو الأمر الذي ربما يكرس قناعة لدى المستثمرين بعدم جدوى إنشاء فنادق في السلط، فيما أشار عربيات كذلك إلى وجود العديد من الفنادق بمنطقة البحر الميت القريبة أيضا من السلط، فضلا عن فنادق أخرى في مناطق أخرى بالمحافظة.
من جهته، قال الباحث والمتخصص بالمدن المستدامة والمهتم بالقطاع السياحي في السلط، الدكتور أحمد خليفات لـ”الغد”، إن القطاع السياحي يعد أحد أهم القطاعات في دول العالم من الناحية الاقتصادية، لكن يتوجب توفير جميع الوسائل لدفع عجلة النمو السياحي، مؤكدا أن الفنادق تعتبر هي نقطة الارتكاز.
وبخصوص مدينة السلط، أشار خليفات إلى أن افتقارها لوجود فنادق، يعود إلى “ضعف التنسيق والتخطيط بين القطاعين الخاص والعام”، لافتا إلى أنه “يتوجب على الجهات الحكومية في مدينة السلط والمتمثلة بمديرية السياحة وبلدية السلط الكبرى العمل على إعداد خطط مستقبلية وبالتشارك مع القطاع الخاص لتطوير القطاع السياحي، ومحاولة إيجاد وتوفير الفنادق داخل المدينة، كما يتوجب على البلدية محاولة التوجة للعمل التنموي من خلال طرح الاستثمار بالقطاع السياحي وذلك من خلال استغلال المباني أو الأراضي العائدة ملكيتها للبلدية”.
وأضاف خليفات، “يعتبر السائح القادم إلى مدينة السلط عبارة عن سائح عابر لا يمكث أكثر من 45 دقيقة فقط، حيث لا يستمتع بالإقامة ولا تتاح له فرصة التعمق بالمستوى السياحي داخل المدينة”، مشيرا إلى الأهمية الاقتصادية التنموية المستدامة من وجود الفنادق.
بدوره، أكد مصدر في بلدية السلط الكبرى، أن البلدية لا تتوانى عن تقديم كل ما تستطيع لخدمة القطاع السياحي في المدينة، لإيمانها بأهمية ذلك، وإيمانها كذلك بأن مدينة السلط تستحق أن يتم استغلال المميزات والمقومات السياحية والتاريخية فيها على نحو أكثر تقدما وتطورا.
وبخصوص الفنادق، قال المصدر إن رئيس البلدية المهندس محمد الحياري، بحث قبل أشهر مع مساعد مدير جمعية الفنادق الأردنية مصطفى كعوش إمكانية الاستثمار في السلط من خلال إقامة فندق سياحي تراثي في وسط المدينة، وضمن المسار السياحي في مبنى قائم تعود ملكيته للبلدية، وذلك بعد إدراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي، حيث اطلع كلاهما على الإمكانيات والأسباب المشجعة لإقامة الفندق والاطلاع على المخططات والتصاميم الأولية.
ووفق المصدر، أكد الحياري حينها أن البلدية تبذل جهودا لجذب الاستثمارات وإقامة المشاريع الاستثمارية التنموية التي ستسهم في التخفيف من نسب البطالة وتحسين الواقع السياحي للمدينة.
يشار إلى أنه وفي شهر نيسان (أبريل) من العام 2013، تم افتتاح أول فندق سياحي في مدينة السلط لاستقبال السياح والزوار، وتأسس الفندق بالتعاون بين مؤسسة التدريب المهني وشركة زارا القابضة بدعم من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحية.

محمد سمور / الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة