الشارع السياحي وسط مادبا يعج بمعالم أثرية نابضة بالحياة
مادبا- يعد الشارع السياحي (شارع الحسين بن علي)، مقصدا رئيسا للسياح إلى قلب وسط مدينة مادبا التراثي النابض بالحياة، والذي يتمتع بنقاط جذب كبيرة، يلتمس فيه عبق التاريخ لوجود مواقع أثرية وسياحية في المدينة، من أبرزها: مركز زوار مادبا، معهد مادبا لفن وترميم الفسيفساء، حديقة مادبا الأثرية، جامع الراحل الحسين بن طلال، كنيسة سان جورجس “الخارطة”، سوق مادبا القديم، تل مادبا الأثري، كنيسة يوحنا المعمدان، متحف مادبا للحياة الشعبية، وكنيسة الرسل.
ويعد الشارع السياحي الذي تم إنشاؤه عام 2010 وأدرجته وزارة السياحة والآثار ضمن مسار مادبا التراثي وتبلغ مسافته نحو500 متر، محطة التقاء مئات الزوار يوميا، ونقطة بيع العديد من المنتجات في محال بيع التحف الشرقية والبازارات ومشغولات الفضة ومشاغل صناعة لوحات الفسيفساء والنول، إلى جانب توفر المطاعم السياحية والشعبية.
وعندما يدخل الزائر إلى الشارع يجد أن أرضيته حجرية، وواجهات المحال عتيقة، ممتزجة بمنتجات تراثية وقناديل ملونة (فضية ونحاسية)، تمنح الزوار خصوصية وسحرا لا يقاومان، إضافة إلى تضليل الشارع بهدف وقاية الأفواج السياحية المارة من حرارة أشعة الشمس في الصيف، وإعطاء جمالية وخصوصية للشارع المغلق أمام المركبات، وذلك لإعطاء السياح الذين يؤمون هذه المدينة التاريخية حرية الحركة، وفق مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني.
كما عملت وزارة السياحة والآثار وبلدية مادبا وبدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على إضفاء إطلالة جديدة على واجهات المحلات التجارية لاعطائها منظرا أجمل وجعل التسوق فيها أمتع، حيث يشهد الشارع أكبر تجمع للسياح في المدينة لزيارة المواقع الأثرية والسياحية في المدينة، وفق الجعنيني.
ومن آراء المواطنين، يقول عدي النهار، أن أهمية مشروع وسط مدينة مادبا السياحي والتراثي والشارع السياحي جزء لا يتجزأ منه، يوفر مناخاً جاذباً للاستثمار، ويوفر فرص عمل لأبناء المحافظة، إضافة إلى أن المشروع يعتبر من أهم المقومات السياحية والتي تتكيف مع واقع المدينة التي أضحت أهم المدن السياحية والأثرية على المستوى العربي والعالمي.
ويرى ابن مادبا طيف أهمية إغلاق منطقة مشروع تطوير وسط مدينة مادبا بالكامل أمام حركة السيارات، من أجل الحفاظ على طابعها التراثي، خصوصا أنها منطقة مؤهلة لجذب الاستثمارات السياحية والتجارية على اعتبارها تضم مواقع أثرية وسياحية منها كنيسة الخارطة التي يؤمها السياح بشكل يومي.
أما محمد عبدالرحيم فيعتقد أن شوارع وسط المدينة تعتبر شرايين للسياح الأجانب بالمرور إلى المواقع السياحية، داخل هذا الوسط وبخاصة إلى كنيسة الخارطة، والمسار السياحي التراثي الذي يضم عدة مواقع بخلاف كنيسة الخارطة، لذا من المهم تحويل المكان إلى منطقة مشاة.
وتحدث السائح الإيطالي فرانكو ألبيرتو عن اعجابه أثناء زيارته مدينة مادبا، وتجواله في شوارعها والاطلاع على الثقافات والعادات والتقاليد للأماكن التي يزورها.
وتحدث النرويجي روبرت عن تفاصيل زيارته لمدينة مادبا ومحتواها الحضاري والأثري الكبير، وما يتم توفيره من معلومات تساعد السياح بالوصول والتعرف على أجمل الأماكن.
فيما عبرت السائحة الإيطالية ماجو عن سعادتها؛ لما وجدته من حسن تعامل واستقبال، وتوفير المعلومات كافة لمسار المواقع المبتغى زيارتها، من خلال سيرها في الشارع السياحي على الأقدام مع مجموعة من السياح.
وللذكرى قررت السائحة الأميركية أنجيلا شراء شماغ أردني مهدب من إحدى البازارات في الشارع السياحي وفق ما قالت، “كلما أذهب في جولة سياحية إلى بلد ما أشتري شيئاً يذكرني في رحلتي، وفي زيارتي وجدت الشماع جزءاً مهماً من تراث هذا البلد الذي أعتبره متحفاً متنقلاً، فأينما تذهب تجد موقعاً فيه دلالة أثرية عبر حقب زمنية”.
الغد/أحمد الشوابكة
التعليقات مغلقة.