“الشارقة القرائي” يسدل الستار ببرامج تثقيفية تثري الحصيلة المعرفية للطفل
الشارقة- تنوع ثقافي وحضاري وفكري، جذب ما لا يقل عن 157 ألف زائر في فعاليات مهرجان الشارقة القرائي في نسخته الخامسة عشرة للعام الحالي؛ حيث أسدل الستار على الفعاليات التي خلقت أجواء من المتعة والفائدة للأطفال وعائلاتهم، مساء أول من أمس.
“كن بطل قصتك”، هو شعار المهرجان الذي دفع الأطفال إلى أن يكونوا قادرين على استلهام قصص البطولة من محيطهم ومن قصصهم الشخصية، وليس فقط من قصص الخيال، وذلك من خلال التفكير والتحليل والإبداع والقراءة، في رحلة ممتعة في رواق مركز إكسبو الشارقة على مدى 12 يوماً، وما يقدر بأكثر من 1000 ساعة من البرامج التثقيفية والترفيهية.
وبتنظيم من “هيئة الشارقة للكتاب”، انطلقت فعاليات المهرجان لإثراء الحصيلة المعرفية للأجيال الناشئة، لتنمية مهاراتهم الإبداعية والعملية، ولتعزيز حجم مساهمتهم في تحقيق رؤية الإمارة في بناء مجتمع معرفي متكامل؛ حيث أشارت المنسق العام للمهرجان خولة المجيني، في حديثها للإعلاميين، إلى أن “جميع الفعاليات تم تقديمها بأسلوب ثقافي ترفيهي لإيصال المعلومة بشكل سلس، حيث إن الهدف الأساسي هو ربط الطفل بالكتابة والقراءة، ومختلف مناحي الحياة”.
وحول شعار المهرجان “كن بطل قصتك”، قالت المجيني لـ”الغد”، إن فرض المعلومة على الطفل أمر غير مرغوب، ونريد في المهرجان أن يعيش الطفل المعلومة والقصة ويتفاعل معها بنفسه، ودائما ما كان شعارنا مخاطبة الطفل، وليس أولياء الأمور، فالأبناء لهم شخصيتهم وكيانهم، ومن خلال هذا المنطلق، نعمل على شعار كل دورة، خاصة وأن الظروف المحيطة بالطفل تغيرت في ظل التطور التكنولوجي، ونريد أن يكون الطفل هو بطل نفسه، والأبطال ليس بضرورة أن يكونوا موجودين، فمن الممكن أن يكون البطل خياليا بالنسبة للطفل، ولكن كلما كان خياله واسعاً، كان هو بطل قصته.
الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، قال في ختام المهرجان “إن شعارنا في عملنا هو رفعة شأن الكتاب والقراءة، وكل طفل غادر المهرجان بابتسامة أو فائدة، وكل قصة تم سردها، وكل كتاب حمله الأطفال معهم إلى منازلهم، يعد شهادة على الدور الفعال الذي تلعبه الشارقة في تشكيل عقول الأجيال المقبلة، وتأسيسهم لقيادة مجتمعاتهم، محققة رؤية حاكم الشارقة في بناء مجتمع معرفي يزدهر بالمعرفة، وتترسخ فيه الثقافة كأساس للتنمية الشاملة والمستدامة”.
وبينت المجيني كذلك، أن كل دورة من مهرجان الشارقة هي تحد أكبر للدورة السابقة، والعالم في تطور مستمر، وعلينا أن نكون مواكبين لهذا التطور، ومطلعين على يحدث حولنا في جميع أنحاء العالم، في سبيل العمل على التوازن بين الكتاب والرقمنة، في ظل الحياة الرقمية التي يعيشها الطفل، وذلك من خلال دمج الكتاب بالتكنولوجيا، وجميع برامج المهرجان مرتبطة وتأتي من الكتاب، ويتعلم الأطفال الكثير من خلال محطة التواصل الاجتماعي وبوجود مؤثرين فيه.
ولأهمية دور الطفولة في الثقافة ولتشجيعهم على القراءة، احتفى المهرجان بالأصوات الشابة الفائزة في مسابقة “فارس الشعر”، وتم تكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى عن كل فئة، كما تم تكريم الفائزين بجوائز “معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2024”.
وتقول المجيني “إن يقيننا يزداد يوماً بعد آخر بأن الثقافة هي جسر التواصل الذي يعبر به أطفالنا إلى آفاق المستقبل، وأن القراءة هي المفتاح السحري الذي يطلق العنان لإمكاناتهم اللامحدودة؛ لذلك فإن هيئة الشارقة للكتاب مستمرة في دعم رؤية الإمارة ومشروعها الثقافي العالمي، الذي يلهم الأجيال الصاعدة ليكونوا بناة الغد، من خلال التأكيد على أهمية الكتاب والقراءة في بناء المجتمع وتنمية وتطوير أبنائه”.
ووفق المجيني، فإن فريق العمل في المهرجان يعمل، وبشكل متواصل، على متابعة ومواكبة التطورات التكنولوجية التي تحدث في العالم، وتخصيص الوقت والجهد الكبيرين في البحث فيما يتعلق بالأطفال والثقافة، خاصة وأن هيئة الشارقة للكتاب تشارك بأكثر من 33 معرضا حول العالم، وهذا يسهم في زيادة الاطلاع على الثقافات الأخرى.
وترى المجيني، أن نجاح المؤتمر من دورة إلى أخرى يمكن لمسه من خلال إقبال الأطفال على اقتناء الكتاب، وقراءته في الوقت ذاته، ومدى تشوقه لمحتويات الكتاب، حيث تبين أن الأطفال لا يقبلون فقط على الورشات الحرفية بل شراء الكتب الخاصة بهم، ويمكن أن يشتري الكتاب ويقوم بقراءته في الوقت نفسه، وهذا يؤكد أنه متشوق لما يحتويه الكتاب، فالأطفال لا يحضرون للورش داخل المهرجان فقط، بل لاقتناء الكتب.
كما عكس المهرجان التنوع الثقافي والإبداعي باحتضان 186 دار نشر من 20 دولة، كما أثرى أوقات جمهوره بأكثر من 1500 فعالية ثقافية وفنية وترفيهية، قدمها 265 من ألمع الأسماء في عالم الأدب والفن من 25 دولة، من خلال الكثير من ورش عمل وفعاليات ترفيهية للأطفال في كل مراحلهم العمرية، وتنوعت لتشمل مجالات الاستدامة، والأزياء، والحرف اليدوية، والموسيقا، بالإضافة إلى 12 عرضاً مسرحياً وجوالاً، أبدع في تقديمها 19 فناناً من 12 دولة، معززين بذلك البعد العالمي للمهرجان.
إلى جانب المشاركة في الجلسات الحوارية المتنوعة، التي تناولت قضايا حيوية ركزت على تعزيز مهارات التواصل لدى الأطفال، بمشاركة 70 ضيفاً من 25 دولة عربية وأجنبية، قدموا أكثر من 70 فعالية ثقافية، مسلطين الضوء على الأهمية البالغة للتواصل في تنمية الأجيال المقبلة.
تكريم الفائزين بجوائز المهرجان
وتكريماً للإسهامات المبدعة التي أثرت عالم كتب الأطفال، شهد “مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024” تتويج الفائزين بجوائز الدورة الـ15 “مهرجان الشارقة القرائي للطفل”، حيث فاز بالمركز الأول من “جائزة الشارقة لرسوم كتب الأطفال” لفئة اليافعين، لطيفة حمدان ضاعن الكتبي، وحاز المركز الثاني جوري حمد المازمي، في حين نالت المركز الثالث منيرة محمد سالم الكعبي.
وأحيت الفنانة السورية رشا رزق حفلاً غنائياً اكتظت به قاعة الاحتفالات في المهرجان بأعداد غفيرة من الجمهور، الذين حضروا للاستمتاع بأغاني الطفولة التي عاشوها مع صوت رزق على شاشة سبيستون، حيث استحضرت أمامهم أغاني شارات مسلسلات سبيستون الأكثر شهرة.
مسرحية “اختيارك”
ومن أبرز العروض المسرحية التي استضافتها دورة هذا العام من المهرجان، جاءت مسرحية “اختيارك” الكويتية، التي أضاءت خشبة المسرح بقصة ملهمة حول طلاب مدرسة الفنون الذين يسعون بجد لتحقيق أحلامهم، مقدمةً درساً قيماً في السعي وراء الطموحات.
وأثرى ركن الكتب المصورة (كوميكس) تجربة الزوار بـ132 فعالية، قدمها 31 مبدعا من 4 دول، بينما قدم ركن الطهي، بمشاركة نخبة من الطهاة العالميين و25 خبيراً من 12 دولة، 60 ورشة عمل و36 فعالية طهي مباشرة، متيحاً للزوار فرصة الاستمتاع بفنون الطهي.
وفي تركيز على التجارب الملهمة للصغار، نظم المهرجان فعالية “مقهى المبدع الصغير”، حيث شارك أطفال مبدعون قصص نجاحهم وتجاربهم الثقافية والحياتية، مسلطين الضوء على المعارف التي اكتسبوها والثراء الثقافي الذي يحملونه، في تعزيز لرسالة المهرجان في تمكين الأجيال الصاعدة.
التعليقات مغلقة.