الصدفة تقود لاكتشاف موقع أثري ببلدة صمد ( فيديو )

إربد – كانت الصدفة وراء العثور على أحد المواقع الأثرية الذي ظل مدفونا لحين أن كشفت عنه ومن غير قصد، أعمال الحفر العشوائي من قبل الباحثين عن الدفائن في بلدة صمد التابعة لمحافظة إربد.
القصة بدأت وفق سكان بالمنطقة، عندما لاحظوا وعلى مدار شهر وجود أضواء صادرة من إحدى المناطق غير المأهولة بالسكان، فيما قادهم حب الفضول إلى معرفة مصدر الضوء، وبعد معاينة المكان تم اكتشاف لوحة فسيفساء مدمرة ومعالم مغر وبئر قديمة لم تكن موجودة سابقا، والتي ظهرت نتيجة أعمال حفر قام بها أشخاص على ما يبدو أثناء بحثهم عن دفائن بالمنطقة.
السكان وفق تأكيدهم، سارعوا إلى إبلاغ دائرة الآثار التي لم تتجاوب مع بلاغهم، لحين أن اتخذت الحادثة اهتماما إعلاميا تبعها تحرك فريق مختص قام بالكشف على المكان وتم تغطيته وتركه على وضعه دون حراسة.
يقول الدكتور مالك البدور من سكان المنطقة، إن سكان المنطقة أبلغوا دائرة الآثار العامة عن هذا الموقع الأثري، إلا إنها لم تحرك ساكنا، إلا بعد إثارة القضية إعلاميا، حيث تم الكشف على الموقع الأثري وتم تغطيته وتركه كما هو دون أي حراسة.
وأشار إلى أن منطقة صمد التاريخية وتقع للجنوب من مدينة إربد وتبعد عنها 20 كيلو مترا وتتبع لواء المزار الشمالي، تضم مواقع أثرية عدة لكنها غير مكتشفة كان آخرها جامعا تراثيا وجدارا تم اكتشافه أيضا عن طريق الصدفة بعد قيام آلية البلدية بفتح شارع، إلا أن الموقع تم تغطيته دون أي اهتمام.
وأكد البدور أن الموقع مهدد بأي لحظة لعمليات العبث من قبل الباحثين عن الدفائن الذهبية، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية المباشرة بالتنقيب عن الموقع الأثري وتهيئته أمام المواطنين.
ولفت إلى أن موقع خربة العمد الأثري الذي يوجد فيها لوحة الفسيفساء حسب مفتش آثار في الدائرة يقع ضمن أراضي المواطنين وهو عبارة عن تل أثري يقع على يمين الطريق الرئيس الواصل بين إربد وعجلون وهو صغير المساحة ويوجد به معالم أثرية ظاهرة مثل المعاصر المقطوعة في الصخر الطبيعي وبعض الكهوف وأساسات الجدران والعديد من الفخاريات المكسورة والتي تعود لفترات زمنية مختلفة.
وقال إنه يقع بالقرب من هذه الخربة مقالع حجرية وكسارات تشكل خطورة على الموقع وهي معرضة لأعمال نبش مما أسماهم بـ “لصوص الآثار”، ويوجد اعتداء باستخدام الجرافات لفتح طريق ملاصقة للخربة الأثرية مما أدى لتخريب واضح لأجزاء منها، حيث تظهر حجارة البناء الأثرية بشكل واضح مهمشة وملقاة بشكل متناثر نتيجة أعمال التجريف.
وأشار المتخصص في الآثار محمود البدور إلى وجود أرضية فسيفساء في المنطقة ظهرت أثناء قيام أشخاص بالبحث عن الدفائن الذهبية.
وقال البدور إن الفسيفساء في علم الآثار عبارة عن معبد أو كنيسة عمرها 3 آلاف سنة وهي لا تعبر عن نفسها بل يوجد سوق ومسكن ومدفن وآثار غيرها.
ولفت إلى أنه تم التوصل مع دائرة الآثار العامة لكن دون استجابة حقيقية باستثناء زيارة الموقع والكشف عليه دون اتخاذ أي إجراء على أرض الواقع كوضع حراسة عليه أو البدء بعمليات التنقيب.
ودعا المختار نبيل دلوع دائرة الآثار العامة إلى الاهتمام بالآثار الموجودة في بلدة صمد التراثية بعد اكتشاف الموقع الأثري في بلدة صمد عن طريق الصدفة.
وأشار دلوع إلى أن هناك العديد من المواقع الأثرية في البلدة غير مكتشفة وخصوصا في بلدة صمد القديمة والتي تضم العديد من الآثار والبيوت التراثية القديمة وما زالت قائمة لغاية اليوم.
ولفت إلى أن بلدة صمد من أجمل المواقع في المحافظة نظرا لما تضمها من مناطق قديمة وتراثية ما زالت ماثله لغاية الآن وتعتبر مقصدا للعديد من المواطنين لزيارة البلدة القديمة.
وأكد دلوع أن البلدة يمكن أن تتحول إلى قرية تراثية في حال إيلاء وزارة السياحة والآثار الاهتمام الكافي ووضعها ضمن المسارات السياحية بعد أن يتم تطويرها واستملاك أجزاء منها.
بدوره، قال مدير آثار إربد الدكتور زياد غنيمات إن الدائرة وبعد تلقيها أخبارا بوجود موقع أثري تابعت وتحركت على الفور للموقع وتم الكشف عليه وتأمينه بحراسة لحين اتخاذ الإجراء المناسب والبدء بعملية التنقيب.
وأضاف غنيمات أن المديرية ستقوم بإجراء اللازم حسب الأصول وخصوصا وان الموقع بحاجة إلى شهور من اجل الكشف ما إذا كان بحاجة الى استكمال التنقيب به أم لا، إضافة إلى أن الموقع مملوك لمواطنين وبحاجة إلى إجراءات للبدء بعمليات التنقيب وسيصار بعد الانتهاء من التنقيب إلى الإعلان عنه بشكل رسمي.

أحمد التميمي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة