الصقيع يضرب مساحات واسعة.. و”الزراعة” تعد بالتعويض
ضربت موجة الصقيع فجر امس، مساحات شاسعة من المحاصيل الزراعية في الأغوار الشمالية ووادي الأردن، في وقت أعلنت فيه وزارة الزراعة على لسان وزيرها خالد الحنيفات، أنها تعمل منذ بداية المنخفض الجوي الاخير على حصر الأضرار التي نجمت عن الصقيع، وذلك في مواقع الإنتاج الزراعي، لحين انتهاء المنخفض المقبل، والمضي بالإجراءات القانونية لتعويض المتضررين.
وبين الوزير في بيان أمس، إن كوادر الإرشاد الزراعي تتابع المعلومات والمداخلات من المزارعين، وتقدم العون بالتنسيق مع الجهات الشريكة، وتتعامل مع تطورات الحالة الجوية عبر الرسائل الإرشادية، وتزويد الادارات بالمعلومات لمتابعتها، والتنسيق مع غرفة الطوارئ”.
المزارع محمد بشتاوي، قال إن غالبية الخسائر في الأغوار الشمالية، تركزت على محصول البطاطا، ومحاصيل خضرية أخرى، وصلت أضرارها في بعض المزارع الى 100 %.
المزارعان أحمد الواكد وعبد الرحمن الغزاوي، لفتا إلى تأثر أشجار الموز بنسب كبيرة، بالإضافة للحمضيات بموجة الصقيع، ما سينعكس سلباً على كميات انتاج الموسم الزراعي وجودة منتجاته.
رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، قال إن الاتحاد وضع الوزارة في صورة حجم الخسائر التي سببها الصقيع، بعد اجتياحه لوادي الأردن، وتحديدا مناطق الأغوار الشمالية، إذ تركزت غالبية الأضرار، على الزراعات الخضرية المكشوفة وأشجار الموز والحمضيات، داعياً لتعويض المزارعين المتضررين، ليتمكنوا من مواصلة عملهم.
وقال مدير زراعة الأغوار الشمالية المهندس رائد الشرمان إن المديرية شكلت ثلاث لجان لحصر أضرار الموجة، وقد وزعت امس بهدف الكشف الأولي على حجم الأضرار.
وأوضح أن البدء بحصر أضرار الصقيع واقعياً تحتاج لعدة أيام، إلى حين اتضاح نسب الأضرار الفعلية، بخاصة مع استمرار انخفاض درجات الحرارة ليلا، الى ما دون الصفر المئوي.
وأشار الشرمان، إلى أن الكشف الأولي الميداني على مساحات الأراضي الزراعية، كشف عن ضرر كبير في محصول البطاطا التي تبلغ مساحة زراعتها في الأغوار الشمالية بحدود 6 آلاف دونم، بخاصة في المناطق الزورية القريبة من نهر الأردن، كما تأثرت بنسب مختلفة محاصيل الكوسا والفلفل والزهرة وأشجار الموز والحمضيات.
ففي دير علا، تسبب الصقيع، بأضرار في المناطق الغورية الزورية ضمن المزارع المكشوفة، وفق مدير زراعة وادي الأردن، المهندس ياسين العدوان، الذي قال إن الصقيع يتسبب بتجمد عصارة الشتلة وتلفها، لافتا إلى أن الزراعات المكشوفة والحساسة للبرودة كالكوسا والبطاطا، تتأثر بتدني درجات الحرارة.
ونصح الشرمان المزارعين بري مزروعاتهم ورشها بالمبيدات الفطرية قبل موجات الصقيع، ما يخفف من الأضرار، داعيا اياهم لتقديم طلبات بالأضرار لمديرية زراعة وادي الأردن، مرفقا بمعلومات عن الأرض، لسرعة اعداد الكشوفات بالمزارع المتضررة.
وبين أن الأمطار التي سقطت على وادي الأردن، تسهم بشكل كبير في غسل التربة من بقايا المبيدات، وتخفيف نسبة الملوحة والقضاء على بيوض الآفات والحشرات الضارة.
ولفت الشرمان، إلى أن الصقيع، ألحق أضرارا أيضا بالمحاصيل الحقلية في المناطق الشمالية، غير ان تأثيره على الحمضيات كان متفاوتا، مبينا ان لجان حصر الاضرار ويصل عددها الى 3 مستمرة بعملها، غير انها لم تحدد المساحة المتضررة، وبرغم ذلك فإن الاجراءات المجابهة للصقيع لم تكن كافية، داعيا مزارعي اللواء، بخاصة مزارعي المناطق الزورية لاتخاذ إجراءات احتياطية، للحد من تأثيره على مزروعاتهم.
وقال إنه “من السابق لأوانه إعطاء تقديرات أولية حول حجم الأضرار، وسيجري إعداد تقرير حول حجمها، ولن يظهر هذا الحجم، إلا بعد مرور يومين أو ثلاثة”، موضحا أن الأضرار أثرت على مناطق المشارع ووادي الريان، فيما سجلت مساحات متضررة في منطقة الكريمة ووقاص.
ولوح مزارعون تضررت مزروعاتهم بتنفيذ اعتصام، مطالبين الوزارة التعجيل بزياد عدد لجان حصر الاضرار، لتمكينهم من الحصول على تعويضات في حال صرفها، مطالبين بأن تكون مجزية، تناسب حجم الضرر، مطالبين سلطة وادي الأردن بتسهيل انسياب الماء لمزارعهم، وتنفيذ حملات توعوية لمواجهة الصقيع المتوقع في الايام المقبلة، وزيادة الكوادر الميدانية في هذا الجانب.
مصادر أكدت أن السلطة مستعدة لـ”إسالة المياه للمزارعين في أي وقت، وبناء على طلبهم، للتخفيف من حدة موجات الصقيع التي تهدد محاصيلهم”، موضحة أن ري المزروعات، من الطرق الناجعة للتخفيف من شدة الصقيع، مؤكدة وجوب تقدم المزارعين بطلبات للسلطة، لتزويدهم بالمياه في هذه الظروف.
وطالب عقاب العوادين الوزارة بحصر الأضرار وفق أسس تعتمد نوع وعمر المحصول، مؤكدا ان الكوارث الطبيعية، وتبعات كورونا وتراجع القطاع، جميعها أثقلت كاهل المزارعين.
من جانب آخر، ارتفعت أسعار الخضراوات في سوق العارضة المركزي الى الضعف، مسجلة مستويات جيدة بالنسبة للمزارعين، إثر تراجع الكميات الواردة بنسبة 40 % مقارنة بالأسابيع الماضية.
وأوضح أن التراجع في الكميات يعود إلى موجة البرد التي عمت المنطقة منذ ايام، والتي ادت إلى تراجع الإنتاج، تلتها موجة الصقيع التي ضربت مناطق عدة في الوادي وألحقت أضرارا كبيرة بالمحاصيل.
مدير السوق المهندس أحمد الختالين، أكد أن تدني درجات الحرارة الايام الماضية وما نجم عنه من تشكل للصقيع، تسبب بتراجع إنتاج الوادي، مبينا ان الكميات الواردة إلى السوق حاليا، قلت عن الأسابيع الماضية الى 40 %، ويتوقع ارتفاع هذه النسبة اليومين المقبلين، مع ظهور اضرار خلفها الصقيع بشكل اكبر.
وأوضح “ان الاضرار الناتجة عن الصقيع تحتاج إلى يومين او ثلاثة ايام للظهور بشكل كامل، اذ تتضح معالم الضرر على النبات من حيث حجمه ومدى تأثيره على الإنتاج، والذي يصل غالبا الى 100 % لبعض المحاصيل.
ولفت إلى ان تراجع الإنتاج رفع الأسعار لأكثر من 50 % مقارنة بالأسبوع الماضي، وبلغت واردات السوق 230 طنا يوميا، وما تزال في تراجع مستمر.
وكانت اسعار الخضراوات شهدت الاسابيع الماضية تراجعا كبيرا بأقل من كلف الانتاج، ما شكل صدمة للمزارعين الذين كانوا يأملون باستقرار الاسعار، مع تراجع الإنتاج في الوادي.
وألحقت موجة الصقيع التي ضربت مناطق عدة في وادي الأردن امس أضرارا بمساحات واسعة من المحاصيل الزراعية كالبطاطا والكوسا والباذنجان والبندورة، وأدى تدني درجات الحرارة إلى تباطؤ نمو المحاصيل، ما أثر على الإنتاج.
وأشار الختالين، إلى ان زيادة الطلب على الخضراوات داخليا وخارجيا بالتزامن مع تراجع الإنتاج، تسبب بارتفاع الاسعار التي عادة ما تخضع لعوامل عدة، وأي تغيير في هذه العوامل سيدفعها الى التدني مجددا، متوقعا أن يرتفع الإنتاج مع انتهاء اربعينية الشتاء، وهذا سيدفع بالأسعار للاستقرار مجددا على مستويات متدنية.
وأوضح مزارعون، ان الاسعار الحالية لن تعوض المزارعين عن خسائرهم نتيجة الصقيع او موجة البرد، التي أرجعت الإنتاج إلى مستويات متدنية، مؤكدين ان الناتج الذي يجنيه المزارع من قطاف محصوله، بالكاد يغطي مصاريف القطاف والعبوات والنقل ورسوم السوق، بالإضافة الى كلف الإنتاج من بدء تجهيز الارض أول الموسم.
وتراوح سعر بيع صندوق الخيار بين 5 الى 8 دنانير، والكوسا بين 3 الى 5 دنانير والباذنجان بين 3 الى 5 دنانير، والفلفل الحلو بين 2 الى 3.5 دينار والحار بين 2 الى 3 دنانير للصندوق.-(بترا)
التعليقات مغلقة.