العشيرة الأردنية في عين العاصفة …وكيف يتم توظيفها ؟ // د. رياض خليف الشديفات
هذا المقال ليس مدحاً، ولا تقريضاً، ولا تعريضاً بدور العشيرة ومكانتها في المجتمع الأردني، وليس انتقاصاً من دورها في المجتمع، ولكنه من باب التوصيف لواقع تعيشه العشيرة الأردنية عبر التوظيف السلبي لها في كثير من الأحيان مع التأكيد على أهمية العشيرة في حماية النسيج الاجتماعي في كثير من الملمات والشدائد التي تعصف بالمجتمع وبعض مكوناته من خلال الأعراف العشائرية السائدة التي حظيت بالقبول، وفي كثير من الأحيان أعطيت سلطة شعبية وأدبية أقوى من سلطة الجهات التنفيذية في الأردن فالعشيرة الأردنية هي المكون الأساسي لغالبية أبناء المجتمع الأردني من شتى الأصول والمنابت على اختلافها، وهي مؤسسة اجتماعية لا يمكن تجاوزها في أي محطة من محطات حياة المجتمع الأردني، وليست الإشكالية هنا، فهذا أمر محمود؛ بل الإشكالية حين يتم إقحام العشيرة في قضايا هي من صلب اختصاص الدولة، وأعني هنا بالدولة ــ الحكومات ـــــــ والجهات التنفيذية المسؤولة على فرض هيبة الدولة وتطبيق القانون على الخارجين على النظام العام وتحقيق العدالة في المجتمع. فلا يعقل أن يحتمي القاتل بعشيرته!! ولا يعقل أن يحتمي الفاسد بعشيرته!! ولا يعقل أن يحتمي تاجر المخدرات بعشيرته!! ولا يعقل أن تستمر الانتخابات المختلفة برلمانية ، بلدية ، مجالس محافظات ، نقابات ، جمعيات ، مؤسسات مجتمع مدني وغيرها على أساس العشيرة والمنطقة والجهة ، فهذا زج للعشائر فيما يمزقها ويعبث بنسيجها الاجتماعي ، ولا يعقل زج العشائر بالأحزاب السياسية ذات البرامج لتقوية الأحزاب والتنفع منها، وهذا لا يعني أن لا ينتمي أبناء العشائر إلى الأحزاب ذات البرامج من باب التنافس الوطني على أساس الكفاءة والخبرة، فالعشائر ذات أبعاد اجتماعية منطلقاتها ضيقة لا يمكنها مجاراة البرامج المتعددة في أبعادها السياسية والاقتصادية والتنموية وغيرها. فتهميش دور أبناء العشائر عند المغانم والتنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية دفعهم إلى بيع أراضهم وعقاراتهم نظير تعليم أبنائهم ومواكبة متطلبات الحياة ، كما دفعهم إلى الهجرة والبحث عن فرص حياتية أفضل ، وفي تقديري المتواضع أن توظيف العشائر الأردنية في الجوانب السلبية من حياة المجتمع يعبر عن فشل للدولة الأردنية من جهة في إدارة الشأن بشكل سليم ، ويعد إساءة للعشائر الأردنية التي تضع أبنائها في الصفوف الأمامية المدافعة عن الوطن في جميع ميادين الحياة ، وعلى الدولة أن تعيد النظر في طريقة التوظيف للعشيرة الأردنية ، فهذا الأمر سلاح ذو حدين رأينا نتائجه في المجتمعات التي تضعف فيها سلطة الدولة وتتراجع ليعود كل تليع لتعلعته !! فهل من متعظ.
التعليقات مغلقة.