العقبة تعلق آمالها على الخليج وروسيا والهند لتعويض الفاقد السياحي الأوروبي

=

العقبة- تتجه هيئة تنشيط السياحة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، إلى أسواق بديلة عن الأسواق التقليدية لتعويض الفاقد من السياحة الأوروبية في الموسم السياحي الشتوي المقبل، الذي يبدأ في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام الحالي وينتهي في شباط (فبراير) من العام 2025.

ووضعت سلطة منطقة العقبة الخاصة وهيئة تنشيط السياحة خريطة للموسم المقبل، تستهدف الأسواق الخليجية، خاصة الأجانب والسياح وكذلك المقيمين فيها، بالإضافة إلى السوقين الروسي والهندي من خلال عروض سياحية مكتملة وترويجها وتسويقها في المعارض الدولية وفي الدول المستهدفة.

وتشمل هذه العروض الترويج لمنطقة المثلث الذهبي (العقبة، البتراء، ووادي رم) وتسويق المنتج السياحي الذي يشمل سياحة التأمل، النظر إلى النجوم، الغوص، السياحة البيئية، المغامرة، وغيرها من الأنشطة التي تتمتع بها منطقة المثلث الذهبي بالتعاون مع الفنادق ذات التصنيفات المختلفة لاستقطاب السياح، من خلال مطار الملك الحسين الدولي الذي يعد الأقل كلفة عالميا.
وقال نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة حمزة الحاج حسن، إن “هناك عددا من الخطوط العريضة التي تعمل عليها السلطة فيما يتعلق بالقطاع السياحي لتعويض الفاقد من السياحة الأوروبية نتيجة الأحداث الجيوسياسية ومساعدة الفنادق في العقبة من خلال التوجه إلى أسواق غير تقليدية جديدة، من أهمها السوقان الروسي والهندي والمقيمون من الأجانب في دول الخليج بعروض سياحية موحدة (بكج سياحي) وتسويقها في تلك الأسواق، إلى جانب التركيز على عرب الداخل في الأراضي الفلسطينية المحتلة الذين يأتون إلى العقبة باستمرار وينشطون القطاع السياحي بكافة أشكاله”.
وبين الحاج حسن، أن “السلطة الخاصة وهيئة تنشيط السياحة التقت بممثلي مختلف تصنيفات الفنادق العاملة في العقبة لتصميم عروض نوعية لتسويقها في دول الخليج وأسواق أخرى من خلال المشاركة في المعارض السياحية الدولية لتعويض الفاقد من السياحة الأوروبية الشتوية”، مشيرا إلى أن “التراجع السياحي واضح، خصوصا في الموسم الشتوي الذي نعتمد فيه على السياحة الأوروبية. وهذا خارج عن إرادتنا بسبب توقف الطيران والأحداث والعدوان الغاشم على أهلنا في غزة، ووجب علينا بالشراكة مع القطاع الخاص الخروج بخطة مرتبطة بنوعية العروض المستهدفة للأسواق السياحية وإيصالها وتسويقها وترويجها بطريقة تضمن قدومهم إلى منطقة المثلث الذهبي”.
وأشار إلى أن “من ضمن الخطط التي تعمل عليها السلطة مهرجان للتسوق لجذب السياحة المحلية وعرب الداخل في الأراضي المحتلة. وهناك برامج مختلفة بالشراكة مع هيئة تنشيط السياحة من ضمنها برنامج (أردننا جنة) الذي يعمل على تنشيط الحركة السياحية ليس فقط في منطقة المثلث الذهبي بل في كافة مناطق المملكة السياحية”، مؤكدا أن “العقبة تستعد لاحتضان رحلات مثيرة نحو السياحة المستدامة، في أعقاب وضع خريطة الطريق الإستراتيجية للنمو الأخضر في العقبة”.
من جهته، قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات، إن “الهيئة ستقوم بالشراكة مع سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة والقطاع السياحي والفندقي على تصميم برنامج سياحي للفنادق وترويجه في الأسواق المستهدفة وغير التقليدية والسعي لجذب خطوط طيران جديدة إلى العقبة لتعويض الفاقد السياحي الشتوي”، مؤكدا، أن “العقبة تعد من أهم المناطق السياحية في المملكة وهي بوابة المثلث الذهبي”.
وأشار عربيات، إلى أن “الهيئة تعمل على خطة لتنويع مصادر الأسواق السياحية القادمة إلى المملكة، والتوجه إلى السوق السياحي الأفريقي واستقطابهم للسياحة الدينية والعلاجية، وكذلك التوجه وتكثيف التسويق في السوق السياحي الآسيوي كدول الصين وكوريا وماليزيا وإندونيسيا”.
وبين، أن “القطاع السياحي والعاملين فيه تأثروا جراء الأحداث الإقليمية الجارية، وأن الحكومة وضعت خطة من خلال البنك المركزي ومؤسسة الضمان الاجتماعي للتخفيف من الأضرار التي لحقت بالقطاع والمحافظة على ديمومته، كما اتخذت وزارة السياحة والآثار عدة إجراءات سريعة للمحافظة على استمرارية عمل القطاع والعاملين فيه”.
ووفق عاملين في القطاع السياحي في العقبة، فإن “القطاع السياحي يعد من أكثر القطاعات الاقتصادية تضررا بسبب تداعيات الحرب على غزة والتوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة”، مؤكدين، “ضرورة تعويض الفاقد الأوروبي الذي تعتمد عليه المدينة الساحلية في الموسم الشتوي، لا سيما بتنشيط السياحة الداخلية من جهة وترويج المملكة سياحيا في دول العالم من جهة أخرى”.
وتراجعت إيرادات القطاع السياحي خلال النصف الأول من 2024 بنسبة 4.9 % إلى 3.3 مليار دولار مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق، حسب نشرة البنك المركزي، فيما تراجع عدد السياح بنسبة 7.9 % في النصف الأول من العام الحالي مقارنة مع الفترة ذاتها من 2023، نتيجة استمرار تأثير الحرب في قطاع غزة على أعداد المجموعات السياحية القادمة إلى المملكة، خصوصا الأوروبية منها.

 أحمد الرواشدة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة