العقبة: مخطط شمولي جديد نحو مدينة ذكية
العقبة – تعكف سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، على إعداد مخطط شمولي جديد لمنطقة العقبة للأعوام 2022-2042، لتكون مدينة ذكية، تسهم بحل مشاكل كثيرة وتقليل الزمن والجهد على المواطنين والسياح، وزيادة مداخيل الاقتصاد الوطني ليعود ذلك بالفائدة والرفاه على الوطن وأبنائه.
وحسب السلطة، فإن هذا المخطط سيكون مبنيا على أن تكون العقبة مدينة ذكية بجوانبها كافة، بعد أن أخذت على عاتقها رسم ملامح عصرية جديدة للمستقبل، وتطويع التكنولوجيا الحديثة لذلك، بما تمتلك من خبرات وقدرات.
وقال رئيس منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت، إن العقبة بدأت منذ سنوات التأهب لأن تكون من المدن الذكية، ما يسهم بتحسين جودة الحياة، عبر تطبيقها لعشرات الخدمات الالكترونية للمستثمرين والمواطنون.
وأكد بخيت أن السلطة ماضية في هذا الاتجاه العالمي، وأن تكون أكثر التزاما وأنموذجاً بين المدن الذكية، تمارس دورها الريادي في بناء الوعي الذكي، فالمدينة ستنتمي للمستقبل الذي نراهن عليه، بما يمكنها لأن تكون مقصداً استثمارياً ولوجستياً وسياحياً وعالمياً.
وكان مؤتمر قد عقد قبل أيام في العقبة بتنظيم من المنتدى العربي للمدن الذكية/ أمانة عمان الكبرى، بعنوان “التحول الى مدن ذكية.. الطريق الأفضل لتحسين جودة الحياة”، بالشراكة مع سلطة منطقة العقبة، بحضور رئيس لجنة أمانة عمان/ رئيس المنتدى العربي للمدن الذكية الدكتور يوسف الشواربة والأمين العام لمنظمة المدن العربية المهندس أحمد الصبيح، وبالشراكة مع السلطة، بين فيه الشواربة أن الأمانة كانت من السباقين في مجال التحول الإلكتروني، فكانت أول مؤسسة تطلق خدمات إلكترونية بالكامل.
وبين الشواربة أن هذا المشروع، هو البنية التحتية لإطلاق الأمانة لمشروع خريطة الطريق لعمان مدينة ذكية، ما سيتم عبره تنفيذ مشاريع ذكية تراعي الأولويات والتحديات الأكثر في مدينة عمان، وتحديدا في مجال النقل والمرور.
وقال الشواربة إن احتضان الأمانة للمنتدى العربي للمدن الذكية، كمؤسسة من مؤسسات منظمة المدن العربية، جاء إيماناً منا بأهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتحسين جودة الحياة وخدمة المواطنين في المدينة، والمساهمة برفع جاهزية المدن والبلديات الأعضاء في منظمة المدن العربية، لتحقيق التحول الإلكتروني والوصول للمدن الذكية، مؤكداً أهمية بناء الشراكات لتحقيق الأهداف وسعي الأمانة الدائم لتحسين جودة خدماتها والارتقاء بجودة الحياة لمواطنين عمان.
ومن جانبه، أكد الصبيح أن التوجه العالمي نحو المدن الذكية، يجعلنا على ثقة بأن مدن المستقبل، هي مدن مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات، لتحسين نوعية الحياة لتلبية الاحتياجات الحالية والمقبلة.
وأشار إلى أن جائحة كورونا أبرزت مفهوم المدن الذكية بشكل جلي عما سبق، وتقدم الخدمات الإلكترونية في مختلف المجالات، ما يعزز من قناعتنا بأننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للتحول الى المدن الذكية، بخاصة وأنها تسهم بتحسين جودة الحياة في العديد من المجالات، وتتيح الفرصة لبناء مدن صديقة للمجتمع بشكل أكثر ذكاء واستدامة.
يذكر أن المنتدى العربي للمدن الذكية، طور مؤشرات لقياس المدن الذكية في وطننا العربي، لتكون النسخة العربية الأولى في هذا المجال، بالشراكة مع خبراء من جميع أنحاء العالم، وأن المنتدى يتطلع لإطلاق شبكة لخبراء المدن الذكية العرب، إيمانا بأهمية التواصل، وتفعيل المساهمة مع القطاع الخاص لنقل الخبرات والتجارب العالمية الناجحة في مجال المدن الذكية عبر فعاليات مختلفة، إضافة إلى تجذير ثقافة المدن الذكية بمختلف الوسائل المتاحة، لزيادة حجم الوعي الذكي وتقليل مقاومة التغيير.
وناقش المؤتمر 6 أوراق نقاشية، قدمت الورقة الأولى من المهندس توفيق أبو بكر مدير مديرية السياسات والاستراتيجيات في وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، الاستراتيجية الأردنية للتحول الرقمي في الأردن، إذ تطرق الى الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي (2021-2025)، والتي توضح المتطلبات الاستراتيجية لتحسين الخدمات الحكومية ورفع كفاءة الأداء الحكومي، ومواكبة عجلة التقدم في التحول الرقمي.
تلتها ورقة عمل قدمها يوسف الروسان مدير السياسات والامتثال في المركز الوطني للأمن السيبراني، بعنوان “الأمن السيبراني ودوره في المدن الذكية”، أشار فيها الى المكونات التكنولوجية التي تحقق مفهوم المدن الذكية.
ثم قدم الخبير العربي البروفيسور سمير المصري، ورقة عمل بعنوان “التحول الرقمي في العالم العربي في ظل الجائحة وتأثيرها على اقتصاد الدولة”، أشار فيها الى التكنولوجيا الرقمية وفاعليتها في الاقتصاد العربي، والتحول الرقمي قبل وبعد الجائحة.
وتواصلت فعاليات المؤتمر في الجلسة الثانية، متضمنة 3 أوراق عمل اشتملت على ورقة عمل قدمها المهندس نضال البيطار المدير التنفيذي لجمعية “إنتاج” بعنوان “الشراكة بين القطاعين العام والخاص”، لافتا الى بيئة ريادة الأعمال في المملكة، وحجم ونطاق المسؤولية بإطار صيغ الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وخصائص المدن الذكية ودور تقنية المعلومات والاتصالات في المدن الذكية.
وقدم سلطان الخرابشة مدير دائرة تكنولوجيا المعلومات في أمانة عمان الكبرى ورقة عمل شملت تجربة أمانة عمّان في التحول الإلكتروني والرقمي وخريطة طريق عمان مدينة ذكية. لافتاً إلى إنجاز المرحلة الأولى ووضع خريطة طريق لعمان مدينة ذكية بعد أتمتة خدماتها كافة وتمكين المواطنين من تقديم معاملاتهم وطلباتهم وملاحظاتهم عبر الدخول إلى موقع الأمانة الالكتروني دون الحاجة إلى مراجعة مناطقها ودوائرها.
وفي نهاية الجلسة الثانية، قدم المهندس جبرا دحدل مدير مديرية أنظمة المعلومات في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ورقة عمل بعنوان “العقبة على خريطة المدن الذكية”، قدم فيها نبذة عن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، كما تطرق الى المخطط الشمولي لمدينة العقبة بما يوائم التحول الى مدن ذكية، من ضمنها البنية التحتية، التكنولوجيا، والنقل الذكي والمدينة الآمنة والخدمات الحكومية الذكية.
أحمد الرواشدة/ الغد
التعليقات مغلقة.