العقبة: ندرة السياح يهدد بإغلاق 10 قرى سياحية
أوشكت 10 قرى سياحية على الشاطئ الجنوبي في مدينة العقبة على الاغلاق والافلاس بسبب ندرة السياح إثر تداعيات كورونا التي عصفت بالنشاط السياحي في المدينة ككل، بالاضافة الى ضعف التسويق وغياب اهتمام الجهات السياحية.
وكشف مستثمرون في القرى السياحية للغوص عن اعتزامهم إغلاق منشآتهم واستثماراتهم الخاصة، بعد أن اصابتها جائحة كورونا بضربة قاضية، إلى جانب اسباب اخرى، منها ضعف التسويق وغياب الاهتمام من الأطراف المعنية.
وقالوا ان الاستثمار السياحي والترفيهي في قطاع القرى السياحية والغوص، اصبح عبئا على أصحابه، ولم يعد مجديا في ظل خسائره المتتالية، دون أي تدخل من الجهات الرسمية ذات العلاقة.
وطالبوا الحكومة بالتدخل السريع لإنقاذ هذا القطاع، والذي يشكل احد اعمدة السياحة في العقبة، بالإضافة إلى كونه قطاعا يساند قطاعات اقتصادية اخرى، ويسهم بالحد من آثار الفقر والبطالة بتوفيره فرص عمل لاردنيبن.
وتعتبر منطقة قرى الغوص السياحية (القرى البدوية) الشاطئ الجنوبي، اساس مراكز الغوص في العقبة، فهي ذات طابع خاص من ناحية التصميم والتسويق ونوعية الزبائن، ولها باع طويل في جذب سياح الغوص من العالم، فقد أصبحت على خريطة منتجعات الغوص العالمية، ويديرها مالكوها وعائلاتهم ويقدمون افضل الخدمات من غوص ومبيت ووجبات طعام، و من ثم تسويق منطقة المثلث الذهبي، عبر رحلات منظمه منه والى القرى.
رئيس جمعية العقبة للغوص خماش ياسين، قال اصبحت القرى السياحية الآن مهددة بالافلاس والاغلاق، موضحا ان هناك قرية تديرها محكمة العقبة واخرى معروضة في المزاد العلني، وتالية لم يتمكن مالكوها منذ سنوات من اكمال بنائها، وهناك قرية لم ترخص منذ مدة طويلة، واخرى مهجورة، والباقي تراكمت عليها ديون وفواتير كهرباء ومياه ورواتب، وهي بحاجة لاعادة صيانة وتجديد معدات واثاث.
وأكد انه لم يعد بإمكان القرى السياحية الآن، منافسة نظيراتها في دول الجوار التي تملك مثل هذه الأنشطة السياحية، بسبب عدم الترويج لها ووضعها على البرامج السياحية.
وقال “طالبنا منذ سنوات بتوفير لاند سكيب، ممثلا بمداخل ومظلات وارصفة واشجار ولافتات توجيهية، واضاءة مناسبة ومواقف خاصة للمواصلات والتنقل، تليق بالسياحة الاردنية، مؤكداً ان القرى السياحية اصبحت مداخلها شبيهة بمداخل الكسارات والمحاجر.
وتمنى ياسين على الجهات المسؤولة، التدخل السريع والفوري لانقاذ هذه القرى ومالكيها وموظفيها، لاستمرارية عملها وابقائها على قيد الحياه.
واشار صاحب قرية سياحية خالد الرياطي، الى ان القرى السياحية في اي دولة، توضع على أولوية متقدمة في خطة الدولة السياحية، وتوفر لها خدمات أساسية تتصل مباشرة بجودة السياحة.
وأكد ان القرى السياحية على الشاطئ الجنوبي، لا يوجد فيها اي اهتمام او ترويج، بخاصة بعد عدة برامج سياحية تنفذها وزارة السياحة وسلطة العقبة الاقتصادية الخاصة.
ولفت الرياطي، الى ان القرى السياحية والقطاعات السياحية في العقبة، لم تشارك وزارة السياحية في برنامج “اردنا جنة”، والذي استقطب آلاف الزائرين للبتراء ورم ومناطق سياحية واثرية، وقد استثنيت العقبة كمنتج سياحي، ما اثر على إشغال القرى والتي اصبحت شبه مهجورة، بخاصة بعد انقطاع السياحة الخارجية نتيجة الجائحة.
وقال عامل في القرى السياحية محمد اسعد، انه خدمة في القرية اكثر من 5 سنوات، وهو يبحث عن عمل منذ سنة، بعدما اغلقت القرية ابوابها لتعثرها، وعدم اقبال السياح والزوار عليها، مؤكداً انها كانت قبل الجائحة، مقصدا مهما ونقطة رئيسة للسياح من اجل النزول الى البحر لممارسة رياضة الغوص.
وبلغ اجمالي تنفيذ خطة التعافي الحكومي، بما يخص قطاع السياحة 100.3 مليون دينار، لدعم وانعاش القطاع بين عامي 2022 و2023، تصرف على عدة اولويات ابرزها: دعم الطيران العارض ومنخفض التكاليف، تطوير المنتجات والخدمات السياحية، حساب المخاطر السياحية، والحملات الترويجية.
وخصص 1.5 مليون دينار لطرح الحملة التسويقية للهوية السياحية (الاعلامية) الجديدة للاردن، بتسويق المملكة وترويجها للمناطق السياحية، و20 مليون دينار لتطوير المنتج السياحي وتسويقه في مجالات السياحة الدينية والثقافية والطبية والمحلية التجريبية، ولبند حساب المخاطر السياحية خصص 20 مليون دينار لتقديم تسهيلات مالية لا عن 90 % من القطاع السياحي المتضرر جراء الجائحة.
وحصل بند اطلاق الحملات الترويجية السياحية للاسواق المستهدفة على 15.8 مليون دينار، لزيادة نسبة التفاعل على قنوات التواصل الرقمية بما لا يقل عن 10 % عن الاعداد الحالية بحلول 2023.
وقال وزير السياحة والآثار نايف الفايز في تصريح صحفي امس، إن توجه الحكومة في برنامج أولويات عملها الاقتصادي (2021-2023) لدعم القطاع السياحي، جاء لأهمية القطاع الذي يعتبر رافدا اساسيا للاقتصاد الوطني، ومساهما كبيرا بتشغيل الايدي العاملة ودعم وتنمية المجتمعات المحلية.
وأكد أن أولويات عمل الحكومة العامين المقبلين، والتي جاءت متواءمة مع الاستراتيجية الوطنية للسياحة للأعوام (2021-2025)، ترتكز على استرجاع أعداد السياح بمستويات مماثلة لعام 2019، وزيادة عدد السياح الوافدين على أساس سنوي عبر تخفيف القيود والموازنة مع متطلبات الصحة العامة. ولفت الى أن الجائحة، أثرت على القطاع السياحي بشكل كبير، إذ يعتبر من أكثر القطاعات الاقتصادية تضرراً وآخرها تعافياً.
وبهذا الصدد، بين الفايز أن دعم القطاع يأتي بالاستمرار في دعم الطيران العارض ومنخفض التكاليف، ومراجعة التشريعات لتعزيز تنافسية القطاع، وتسهيل قدوم السياح، وإطلاق الهوية السياحية الجديدة للأردن، وتطوير وتعزيز المنتجات والخدمات السياحية (السياحة الدينية، السياحة العلاجية، المغامرات، المؤتمرات)، وإطلاق التأشيرات الالكترونية، وحملات الترويج للسياحة في الأسواق المستهدفة.
وأوضح أن الوزارة عملت في الجائحة وللتخفيف عن القطاع السياحي، على انشاء حساب المخاطر السياحية لمواجهة التحديات التي قد يتعرض لها القطاع مستقبلا، وتقديم تسهيلات مالية للقطاع لمساعدته في الحفاظ على ديمومة عمل المهن السياحية والموارد البشرية وضمان استمرارية التشغيل.
التعليقات مغلقة.