العقبة: 300 مصاب بـ”تحسس القمح” بلا طبيب مختص
– 300 طفل مصاب بمرض “القمح التحسسي” المزمن في مدينة العقبة، فقدوا أملهم بتوافر اغذية خاصة بهم، خالية من مادة الجلوتين، وإن وجدت، فإن أثمانها باهظة، إذ يصل سعر كغم الخبز الخالي من الجلوتين إلى 8 دنانير.
ولا تتوقف معاناة المصابين بهذه الحساسية عند مسألة غلاء أسعار منتجاتها الغذائية الخالية من الجلوتين، بل يفاقمها عدم توافر أطباء معالجين للمصابين بها، بخاصة في المستشفات والمراكز الصحية، وندرة وجود مواد خاصة بتغذيتهم في المحلات التجارية، ومقاصف مدارس الأطفال.
رئيسة جمعية الحياة الخيرية لمرضى القمح التحسسي فاطمة اليماني، قالت إن الجمعية، تدعم وترشد المصابين بحساسية القمح، وتوفر لهم مواد أولية ومنتجات خالية من الجلوتين، بجهود تطوعية من بعض النساء والأطفال المصابين، وبأسعار رمزية ولمختلف الأصناف.
وتضيف اليماني، أن توافر مثل تلك المواد، صعب في العقبة، البعيدة عن العاصمة التي يمكن توافرها فيها، وهذا يزيد الأمر سوءا، ويضاعف أعباء أهالي المصابين بتحسس القمح.
وتشير إلى أن العقبة، تخلو من المخابز التي تنتج خبزا خاليا من الجلوتين، إلى جانب خلو محلات المدينة من المنتجات الخاصة بالمصابين، وعدم توافر منتجات أجنبية، وإن وجدت – وهذا نادر، فإن أسعارها مرتفعة جدا، ما يضطر الناس للذهاب إلى عمان لجلبها، أو اللجوء لتصنيع بعضها في المنازل، بعد الحصول على طحين خاص.
وتطالب اليماني وزارة الصحة، بإنشاء سجل وطني لهذا المرض، أسوة بغيره من الأمراض، لتسهيل معرفة المريض المصاب به، والتعامل معه وفق بروتوكول الوزارة، أو الخدمات الطبية الملكية.
وتؤكد أن هناك حاجة ماسة لتوفير طبيب اختصاص للتعامل مع المرضى، ومن ترتفع إصاباتهم سنويا، مشيرة إلى انه في العقبة، هناك أكثر من 300 مريض بتحسس القمح.
تقول ام محمد، وهي ام لمصابين بحساسية القمح، انه لا توجد منتجات خاصة للمصابين في العقبة، بالإضافة الى عدم وجود مطاعم أو محلات تبيع المنتجات الخاليه من الجلوتين، عدا عن غلاء أسعار طحين الأرز أو الذرة والخبز الخاص بالمرضى، ونشتري الطحين والخبز من عمان، بحيث تصل تكلفة الرغيف إلى نصف دينار، لذا ندعو أصحاب القرار الى النظر باهتمام لمعاناتنا.
ويطالب أهالي المصابين، بتوفير طبيب معالج في العقبة، للتعامل مع المصابين، مؤكدين أن أغلب الكوادر الطبية في العقبة، غير مؤهلين للتعامل معهم، وتشخيص حالاتهم، ما يضطرهم للذهاب الى عمان، وبالتالي يترتب على ذلك كلفة مالية عالية، وجهد ووقت كبيرين.
ويشير محمد الرفاعي، إلى انه اكتشف مرض ابنه بحساسية القمح عند مراجعته لمستشفى في عمان، بعد ان عجزت الكوادر الطبية في العقبة عن تشخيصه.
وبين الرفاعي، انه حين راجع مستشفى في العقبة، بشأن علاج ابنه، بعد أن ظهرت عليه علامات تقلب المزاج وسرعة الانفعال، والتأخر في النمو، والتعب والإرهاق العام، وأن هذه العلامات لم تكن مقترنة بأمراض أخرى كالانفلونزا وغيرها، الى جانب نقص في الوزن لا يعرف سببه، وعدم القدرة على اكتساب الوزن، جرى تشخيصه في المستشفى العقباوي، بالتهاب الامعاء، لكنه بعد العلاج وفق التشخيص، لم تتحسن حالته، ما اضطره للذهاب الى مستشفى في عمان، ليكتشف الأطباء إصابته بحساسية القمح.
ويشير الرفاعي، إلى أن الحل الوحيد للبقاء على قيد الحياة للمصابين بهذا المرض، هو اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين، لكن ارتفاع أسعار منتجات هذه الأنواع من الأغذية، تثقل الكاهل، ما يدفع كثيرا من المرضى إلى تناسي آلامهم، لكن شكواهم من ارتفاع أسعار أغذيتهم، تبدو أكثر من شكاواهم من المرض نفسه.
ومرض القمح التحسسي المزمن، هو عبارة عن تفاعل تحسسي من الأطعمة التي تحتوي على القمح، ويمكن أن يحدث تفاعلات تحسسية، جراء تناول القمح، وفي بعض الحالات أيضا، تحدث هذه التفاعلات عن طريق استنشاق دقيق القمح.
أما علاجه فيتركز على تناول الغذاء الخالي من الجلوتين مدى الحياة، والامتناع عن الأطعمة المحتوية على القمح والشعير والشوفان، وإعطاء المرضى مكملات غذائية غنية بالمعادن والفيتامينات.
كما يمكن اللجوء لاستخدام “الكورتيزون” في الحالات الحادة للمرض، والتي يرافقها نقص في مستويات البوتاسيوم عند المريض؛ إذ يعد نقص البوتاسيوم من الحالات الطارئة شديد الخطورة، ما يتطلب تدخلا علاجيا مباشرا.
أحمد الرواشدة/ الغد
التعليقات مغلقة.