العواملة: موازنات “اللامركزية” أقرب إلى “الوهمية”
البلقاء- يرى رئيس مجلس محافظة البلقاء، إبراهيم نايف العواملة، أن الموازنات المالية التي يتم تخصيصها لمجالس المحافظات (اللامركزية) في المملكة، أقرب إلى “الوهمية”، لا سيما في ظل عدم السماح لتلك المجالس بتدوير المبالغ المالية التي لم يجر صرفها من موازنة إلى أخرى، وعدم السماح كذلك بإجراء مناقلات مالية من قطاع إلى قطاع.
ودعا العواملة في مقابلة مع “الغد”، إلى ضرورة مراجعة وتعديل التشريعات الناظمة لعمل مجالس المحافظات، لمعالجة ما اعتبره بـ “خلل يعيق الأداء والإنجاز ويعد أكبر التحديات المعيقة لعمل المجالس”.
ويقترح العواملة في هذا الخصوص، أن يتم عمل إيداع للموازنة بصندوق معين أو بنك تنمية المدن والقرى على سبيل المثال، كي لا تخسر المجالس مما يتبقى من موازناتها دون استخدام، موضحا أن ما يعيق استخدام تلك الأموال من الموازنة المخصصة هو تأخر الجهات الحكومية المعنية بعملية طرح العطاءات وتسهيل استكمالها سواء بقصد أو بغير قصد، وبالتالي لا يستطيع المقاول إنجاز المشروع المطلوب إنجازه خلال السنة ذاتها، ما يضطر المجالس إلى تخصيص جزء من موازنة السنة الجديدة لاستكمال ذلك المشروع بعد أن ذهب جزء من مخصصاته في السنة المالية السابقة دون استخدام لدى الحكومة.
وتطرق إلى مثال يتعلق بمشروع مياه، تم تخصيص له مبلغ 250 ألف دينار من موازنة العام 2022، إلا أن التأخر في طرح العطاء حال دون استكماله في العام ذاته، واضطر مجلس المحافظة إلى تخصيص مبلغ جديد لاستكماله في موازنة 2023.
ومن وجهة نظر العواملة، فإن مجالس المحافظات “محاربة كفكرة وكأداء” من قبل جهات رفض تسميتها صراحة، لكنه قال إن تلك الجهات تعتبر أن مجالس المحافظات أثرت أو أضرت على تفردها بالقرارات وحجم صلاحياتها والتحكم بالميزانيات وطرق وآليات وأولويات تقديم الخدمات وما إلى ذلك من حيثيات، لذلك تسعى إلى إضعاف التجربة وصولا إلى إفشالها.
وفي الحديث عن الموازنات، أكد العواملة أن موازنة محافظة البلقاء “ضعيفة ومتواضعة”، ولا يمكنها أن تلبي احتياجات المحافظة ومتطلباتها من مشاريع وغيرها، حيث تم تخصيص 9 ملايين و450 ألف دينار لموازنة العام المقبل، بزيادة نحو مليون دينار عن العام الحالي.
وقال، إن استكمال مشاريع بدأت خلال سنوات سابقة، يستنزف موازنة 2023، بما يقارب 6 ملايين دينار، أي أن ما يتبقى نحو 3 ملايين ونصف المليون فقط، وهي غير كافية لتلبية تطلعات أكثر من نصف مليون نسمة يقطنون في مختلف مناطق محافظة البلقاء، لتطوير واقع المحافظة من جميع الجوانب.
ولفت إلى أن موازنة 2023، تشمل 18 قطاعا، ضمن 5 ألوية تتبع للمحافظة، وبمجموع 120 مشروعا منها ما بدأ قبل سنوات، ومنها ما هو جديد، وذلك حسب المساحة لكل لواء وعدد سكانه ونسبة الفقر والبطالة فيه.
ووفق العواملة، حاز قطاع الأشغال العامة على “نصيب الأسد” من الموازنة بقيمة تقترب من مليوني دينار، تلاه القطاع الصحي بنحو مليون ونصف المليون دينار، ثم قطاع التعليم بمليون و330 ألف دينار، في حين حل قطاع البيئة في ذيل القائمة بـ25 ألف دينار، وقبله قطاع الآثار بـ40 ألف دينار.
وحول رأيه بمستوى التشاركية بين مجلس المحافظة والجهات الرسمية، أشار العواملة إلى أن هناك معيقات يتمثل أبرزها بعدم التعاون من قبل بعض تلك الجهات، لا سيما من قبل بعض المديرين التنفيذيين فيها، متطرقا كذلك إلى حاجة المجلس إلى مبنى خاص به كونه يقوم بعمله من مبنى المحافظة، فضلا عن حاجته إلى كادر وظيفي كمدير مالي ومدير إداري ومدير للمجلس أسوة بالبلديات والغرف التجارية، على أن يتم عقد دورات تدريبية لأعضاء مجالس المحافظات والكادر الوظيفي على القانون والنظام الذي يحكم عملهم، بالإضافة إلى آلية العمل والمطلوب من المجلس.
وأكد العواملة أنه تم أخيرا، استئجار مبنى مخصص لمجلس المحافظة، ومن المرتقب بدء العمل من خلاله مطلع العام المقبل، لافتا بهذا الخصوص إلى أن عدم تخصيص مركبات للمجلس تعد من المعيقات التي ما تزال قائمة.
وفيما يتعلق بقطاع الشباب وفرص العمل، قال إن مجلس المحافظة يسعى جاهدا لخلق فرص عمل لشبان وفتيات المحافظة سعيا للحد من نسب البطالة، مؤكدا في الوقت ذاته أنه تم تخصيص 855 ألف دينار من موازنة العام المقبل لقطاع الشباب، منها المساهمة في تحويل مجمع الأمير حسين إلى مدينة رياضية متكاملة، فيما تم رصد 430 ألف دينار على موازنة العام الحالي و200 ألف دينار من موازنة العام المقبل، لأكاديمية تعنى بإعادة ترميم المباني التراثية وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة، لتكون رائدة على مستوى الشرق الأوسط والعالم لندرة مثل هذه الأكاديميات، وتخلق بالتالي فرص عمل لشبان وشابات المحافظة، بالإضافة لفرص تدريبية بهذا المجال.
وأشار العواملة كذلك إلى استمرار التواصل مع الشركات والمصانع الكبرى في المحافظة، والتركيز أيضا على المقاولين العاملين في مشاريع المحافظة على تأمين فرص لهؤلاء الشبان والفتيات.
محمد سمور/ الغد
التعليقات مغلقة.