العودة للآبار القديمة.. خيار مواطنين للتزود المائي بالكرك
الكرك – تتسع يوما بعد يوم دائرة الشكاوى من ضعف وصول مياه الشرب أو انقطاعها عن المنازل في مختلف مناطق محافظة الكرك، في الوقت الذي ترجع فيه وزارة وسلطة المياه أسباب ذلك إلى “الاعتداءات المتكررة” على مصادر وخطوط المياه، وانقطاع التيار الكهربائي أحيانا.
وباتت آبار المياه القديمة والجديدة في بلدات وقرى المحافظة وهي المناطق الأكثر تضررا من انقطاع المياه، مصدرا تعتمد عليه مئات الأسر للتزود بمياه الشرب والاستخدام المنزلي في ظل غياب التزود الدائم من شبكة المياه.
ويؤكد سكان بالكرك بأن آبار المياه القديمة والموجودة في مواقع قريبة من الأحياء السكنية وتلك التي تم حفرها في المنازل أصبحت مصدراً مهما للحصول على المياه رغم صعوبة نقلها في بعض الأحيان، إلا أنها تغطي جزءا كبيرا من حاجة السكان وتعفيهم من شراء المياه من الصهاريج كل أسبوع بأسعار مرتفعة بسبب الطلب الكبير عليها.
وكان مشروع إدارة المصادر الزراعية في محافظات الكرك والطفيلة ومعان والذي نفذ خلال الفترة ما بين 1996 ولغاية 2015 بكلفة بلغت حوالي 40 مليون دينار، قد استحدث في مختلف مناطق الجنوب زهاء 4 آلاف بئر أو خزان مياه للمزارعين والمواطنين، في حين تقدر مصادر رسمية وأهلية بأن محافظة الكرك تضم زهاء 5 آلاف بئر قديمة وجديدة.
وكان وزير المياه والري المهندس محمد النجار قد أكد قبل أسبوعين خلال لقائه مع لجنة الزراعة والمياه بمجلس النواب “ان هذا الصيف يعتبر الأكثر صعوبة من ناحية المياه، عازيا ذلك الى انخفاض نسبة الهطل المطري فضلا عن عدم توفر المياه في سدود مناطق الجنوب”، مشيرا إلى أن “مصادر المياه في مناطق الجنوب شبه معدومة”.
وقال النجار إن هناك “نقصا كبيرا في المياه المخصصة لتزويد المواطنين في مناطق الكرك وبعض مناطق عمان”، مؤكدا “أنه يتم تزويد المواطنين بصهاريج مياه للعمل على سد حاجاتهم”، لافتا في هذا الخصوص أن “الوزارة طرحت العديد من العطاءات لحفر آبار في مناطق الشمال والكرك”، مبينا أن “الوزارة تقوم بشراء المياه من القطاع الخاص لتزويد المواطنين وسد النقص الحاصل”.
ويؤكد الناطق الإعلامي لوزارة المياه عمر سلامة أن الاعتداءات المتكررة على مصادر وخطوط المياه بالكرك تتسبب في ضعف التزود بالمياه وتخفيض الضغط بنظام الضخ في بعض المناطق، لافتا إلى أن الوزارة وكوادرها المختلفة تعمل على وقف هذه الاعتداءات لتحسين التزود المائي للمواطنين.
كما نفذت وزارة المياه والري وسلطة المياه بالتعاون مع الأجهزة الأمنية حملة أمنية في الكرك لضبط اعتداءات على الخط الناقل الرئيس المزود لمناطق القصر / الكرك بمياه الشرب للمواطنين بطاقة 50 مترا مكعبا / الساعة لاستخدامها لري مزارع وبرك وتعبئة صهاريج مخالفة حيث تم ضبط الاعتداءات وإزالتها، اضافة الى ضبط اعتداء على خطوط المياه في منطقة صرفا بلواء فقوع شمالي المحافظة لاستخدام المياه بطرق غير مشروعة.
ويؤكد المواطن جميل الموانيس من سكان لواء المزار الجنوبي أن مياه الشرب التي يتم التزود بها من شبكة المياه لم تصل إلى منازل المنطقة التي يقطنها منذ ثلاثة أسابيع، وهو أمر غير المقبول نهائيا، مطالبا الأجهزة المعنية بتوفير مياه الشرب لجميع المواطنين بالتساوي.
وبين أنه في الوقت الذي تنقطع فيه المياه لا يوجد لدى المواطنين أي قدرة مالية على شراء صهاريج المياه لفترة طويلة وخصوصا وأن أسعارها أصبحت مرتفعة.
واضاف أن المواطنين أصبحوا يلجأون إلى آبار المياه القديمة في الأودية والجبال وغيرها التي حفرها السكان بالقرب من منازلهم للتزود بالمياه.
وأشار المواطن محمد البطوش من سكان بلدة الطيبة أن هناك نقصا وانقطاعا وضعفا كبيرا في مياه الشرب منذ بداية الصيف دون أن تقوم الأجهزة المعنية رغم الشكاوى المتكررة بتوفير المياه بشكل كاف وسد احتياجات المواطنين.
وقال المواطن معين بقاعين من سكان بلدة أدر شرقي مدينة الكرك إن سكان الأحياء الشرقية من البلدة يعانون منذ فترة طويلة من نقص المياه، في الوقت الذي لا تتجاوب الإدارات المختلفة لسلطة المياه مع شكاوى السكان بخصوص نقص وضعف المياه.
وبين أن السكان الذين ليست لديهم القدرة على شراء المياه بالصهاريج أصبحوا يبحثون بالأودية عن آبار المياه ونقل مياهها إلى منازلهم، رغم أنها قد تكون غير صالحة للاستهلاك بسبب عدم تعقيمها.
وأشار البقاعين أن هناك بعض الأسر لديها آبار مياه حديثة وأصبحت تعتمد عليها في احتياجات المياه، لكن العديد من الأسر ليس لديها مثل هذه الآبار ما يضطرها إلى البحث في القرى والبلدات للحصول على المياه من الآبار القديمة.
وأكد المحامي سامي العمرو أن العديد من الأسر بمنطقة قرى العمرو باتت تتزود من مياه الآبار القديمة، وأصبحت تعتمد عليها للحصول على المياه طوال موسم الصيف، موضحا أن ضعف المياه وشكاوى المواطنين بهذا الخصوص لا تقتصر على فصل الصيف فقط، مؤكدا أن هناك مواطنين لا تصل المياه إلى خزانات منازلهم على الإطلاق بسبب ضعف الضخ.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.