العيد بين العادة والعبادة/ د.رياض خليف الشديفات
عيديان في الإسلام كل عام هجري هما: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وهما من شعائر الإسلام يأتي كل منهما بعد أداء ركن من أركان الإسلام، فعيد الفطر يكون بعد أداء فريضة الصوم، وعيد الأضحى في موسم الحج، ويحرم الصوم يوم الفطر باعتبار الفطر عبادة، ويحرم الصوم يوم الأضحى حيث الأضاحي والطعام والبهجة، وهذه الشعائر لها أحكامها وآدابها التي من الواجب أن تحترم وتراعي. ولست بصدد الحديث عن هذه الأحكام والآداب؛ لكنني بصدد الإشارة إلى عدد من الملاحظات التي تختلط فيها العادة بالعبادة، وأذكر هذه الملاحظات من باب التنبيه عليها للتمييز بين العادة والعبادة، فبعض الناس لا يميز بين العادة والعبادة، وهذه إشكالية قد يترتب عليها صحة العبادة من عدمها، ومن ذلك الآتي: – العبادة كي تصح يشترط فيها النية تميزاً لها عن العادات الاجتماعية. – ومن العادات التي اعتاد عليها الناس في مجتمعنا عادة فتح بيوت العزاء لمن مات خلال العام المنصرم من آخر عيد مضى حتى أول عيد، ويقوم الناس عادة بتقديم التمر والقهوة والماء، وما يقدم في مناسبات العزاء فترى بيوت عزاء تتكرر بما يجدد الحزن ويذهب بهجة العيد وسروره ، وهذا تجديد للعزاء ما أنزل الله به من سلطان ، فلا عزاء بعد العزاء ، وهذه العادة مخالفة لسنة الإسلام ، والواجب على الناس التوقف عنها ، فتوقيتها غير مناسب ، ولا تعد من العبادات ، ومن المؤسف أن بعض الناس جعل لهذه العادات سلطاناً فوق سلطان الشرع يحسب الناس أكثر من حساب مخالفة الإسلام ، والله المستعان . – عادة زيارة القبور في العيد، فزيارة القبور أمر مسنون مستحب لما فيه من تذكير بالأخرة والدعاء للموتى، لكن توقيت الزيارة في أيام العيد لا أصل له، والمطلوب زيارة القبور خارج أيام الأعياد والدعاء للموتى مع العلم أن الدعاء يصل يوم العيد وغيره سواء عند القبر أو من أي مكان آخر للحديث الوارد ” أو ولد صالح يدعو لهما ” فيما يتعلق بالوالدين، ويصل الدعاء لعامة المسلمين بفضل الله إذا اقترن بالصدق والإخلاص. – عادة طلب الدعاء للموتى من الوالدين وغيرهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا أمر محرج للناس بالعبارات التي نراها كقولهم: ما لنا مودة عنده يدعو لفلان، أو قولهم بالله عليكم، وغيرها، فالدعاء يكون من غير احراج ومن غير مجاملات أو أساليب استجداء، فما كان من القلب يصل، وما كان للمجاملة لا يتجاوز المجاملة . – عادة الزيارات للأرحام وغيرها من باب المعاملة بالمثل بما يسمى باللهجة الدارجة ” المقارضة، فزيارة الأرحام والأصدقاء سنة يؤجر عليها المرء دون ربطها بالمعاملة بالمثل، ومن ذلك أيضا ارتباط الزيارة بالعيدية المادية والهدية، فالصلة تتحقق بالسلام والاتصال لغير القادر، ولا بأس من ذلك على القادر لما فيها الصلة وإدخال السرور بين الناس، والله المستعان.
د . رياض الشديفات / 2 شوال / 1444هـــــــــــ
التعليقات مغلقة.