الغرب يغدق بالأسلحة على أوكرانيا.. والبيت الأبيض لا يتوقع نهاية قريبة للحرب
بعد إدراك الدول الغربية وأبرزها أميركا وفرنسا أن لا أفق قريب لنهاية الحرب الاوكرانية الروسية، لجأت مؤخرا إلى إغداق الاسلحة بسخاء على أوكرانيا أملا في ميل كفة ميزان المعارك لصالح أوكرانيا لحسم المعارك.
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي لطالما أتهم من الدول الغربية وتحديدا أوروبا بمحاباة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعد
عدة محاولات منه في محاولة ثني بوتين عن خوض المزيد من المعارك وبدء مفاوضات لانهاء الحرب ضد أوكرانيا، يبدو أنه استسلم من تلك المهمة ووافق أخيرا بعد محادثة قصيرة مع زيلينسكي الاسبوع الماضي على إرسال دبابات فرنسية لاوكرانيا وهي واحدة من أكثر “الهدايا” التي يرغب فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ولطالما توسل زيلينسكي إلى الحلفاء طوال عام تقريبا لتسليمه دبابات غربية، وفق تقرير لصحيفة التلغراف (The Telegraph) أمس أشار كذلك إلى أن المركبات القتالية الفرنسية “إيه إم إكس-10 آر سي إس” (AMX-10 RCs) المجنزرة المزودة بمدفع عياره 105 ملم، لا يبدو ظاهريا أنها تستحق كل ذلك، لكن هذه الهدية تجعل فرنسا أول من يرسل مركبات قتالية غربية الصنع إلى كييف، وبذلك تكون قد تجاوزت خطا أحمر.
واعتبرت الصحيفة أن ماكرون بهذه الخطة أخذ زمام المبادرة وتغلب على أمثال الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا بإرسال مدرعات ثقيلة إلى كييف، وسوف يتبع ذلك اندفاع من الحلفاء.
وذكرت الصحية بأن بريطانيا التي كانت يوما ما سباقة بين نظرائها الأوروبيين إلى دعم أوكرانيا صارت خلف الركب. ويبدو أنه تغير مفاجئ من ماكرون الذي اتُهم مرة بأنه “مهادن لبوتين”، لمحاولاته تنصيب نفسه وسيطا أوروبيا رئيسيا بين كييف وموسكو، حتى أنه أثار غضب أوكرانيا في الصيف عندما أعلن أن الحكومات الغربية يجب ألا تسعى إلى “إذلال” بوتين وهو ينادي بالسلام.
وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن الرئيس الفرنسي لم يعد يعتقد أنه قادر على التفاوض مع بوتين، وهو ما تجلى بوضوح في العروض المفاجئة “للدبابات الخفيفة”، وبذلك استبعدت بريطانيا بشكل ملحوظ من قائمة الذين قرروا التبرع بالدبابات الخفيفة لأوكرانيا. ومع أن تسليم الدبابات الخفيفة مجرد خطوة صغيرة واحدة، إذ إنها ليست الدبابات القتالية التي طلبها زيلينسكي، فقد أشارت الحكومات الغربية إلى استعدادها لزيادة دعمهم للأوكرانيين.
وختمت بأنه يبدو الآن أن الألمان والفرنسيين، وهم في الغالب أكبر المشككين، يعتقدون أن هذا ممكن وقد تصرفوا وفقا لذلك.
الولايات المتحدة التي تؤكد راهنا أنه أفق قريب لنهاية الحرب الروسية الاوكرانية ولا ترى أي احتمالات لوقف الأعمال العسكرية في أوكرانيا في الأشهر المقبلة، أكدت أمس أهمية مواصلة تقديم المساعدة العسكرية إلى كييف.
وقال منسق الاتصالات بالبيت الأبيض جون كيربي، “يمكننا أن نقول على وجه اليقين إننا لا نتوقع من الروس أن يرفعوا أيديهم وأن يتوقفوا عن القتال في غضون الشهرين المقبلين، مضيفا لن أتحدث عن خططهم التكتيكية، لكنهم يواصلون التقدم، ونعتقد أن هذا سيستمر في الأشهر المقبلة، ولهذا كانت حزمة المساعدات مهمة للغاية”.
وسبق كيربي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي أعلن، أول من أمس، عن حزمة مساعدات عسكرية أميركية بأكثر من 3.75 مليار دولار لأوكرانيا ودول متضررة من العملية العسكرية الروسية.
وتشمل المساعدات الجديدة تزويد أوكرانيا بمركبات برادلي القتالية، وأنظمة مدفعية، وناقلات جند مدرعة، وصواريخ أرض-جو وذخيرة وعناصر أخرى لدعم كييف. كما ستصل قيمة المساعدات إلى 2.85 مليار دولار.
بدورها، كشفت وزارة الدفاع الأميركية، أن تسليم مدرعات برادلي القتالية إلى أوكرانيا سيستغرق بضعة أشهر.
وقالت إن تدريب القوات الأوكرانية على نظام صواريخ “باتريوت” سيبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر.
وكان البنتاغون أعلن، الخميس الماضي، أن واشنطن تدرس إحضار الأوكرانيين إلى الولايات المتحدة للتدريب على منظومات باتريوت، بالإضافة إلى التفكير في التدريب في الخارج أو المزج بين الاثنين.
إلى ذلك أكد الجيش الروسي، أمس أنه إلتزم لنهاية يوم أمس بوقف إطلاق النار الأحادي الجانب الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين بمناسبة عيد الميلاد، حسب التقويم الشرقي، رغم نيران المدفعية الأوكرانية، وفق التقرير اليومي لوزارة الدفاع الروسية.
وأضافت أن القوات الروسية صدت خلال الساعات اليومين الماضيين عدداً من الهجمات التي شنّها الجيش الأوكراني في شرق أوكرانيا وقتلت العشرات من جنودها.
وسُمع في بلدة تشاسيف يار جنوب مدينة باخموت على خط المواجهة صوت نيران المدفعية الثقيلة معظم ساعات الصباح.
في المقابل أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أمس أن روسيا نفّذت ضربة صاروخية وأطلقت 20 طلقة من راجمات صواريخ خلال اليومين الماضيين.
يذكر أن بوتين كان أمر قواته أول من أمس بوقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة 36 ساعة من أجل الاحتفالات.
إلا أن أوكرانيا رفضت عرض موسكو وقف إطلاق النار ووصفته بأنه “حيلة هزلية” تهدف إلى منح القوات الروسية فرصة للراحة وإعادة التسلح.
وأردفت أنها ستواصل محاولة استعادة الأراضي التي سيطرت عليها موسكو.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.