الغنيمة…او الافك…/ د. بسام هلول
=
..ترميزتان يتميز بهما العقل العربي…
وفي زعمي ان ماورد في سياقات القران الكريم لم ترد عبثا…حديث الافك….وسورة الانفال…ولقد جهد المفسرون في تفسير سورة الانفال وبيان احكام الغنيمة..ورغم جهدهم الذي احترم الا ان بعدا ثالثا في السورة بقي مستورا بل ( ضن به) على غير أهله
او ما يطلق عليه عند فلاسفة القرن( المضنون به على غير اهله)…اذ بقي مساحة مثلى لمن القى السمع وهو شهيد…او مايسميه ابن رشد وبلفظه( اعز ما يطلب)…او ماورد بمعناه عند روجر بيكون( التجربة الحاسمة)…ولزعمي ان الربط غاب عند المفسرين بين( الانفال)..وحديث الافك ذلك ان الاعرابي ان (لم ينفل…يأفك)….وهي قاعدة ذهبيه لم يلتفت اليها كل من مر بهما تلاوة وتفسيرا…
ومما يعزز ويعضد زعمنا هذا ان الرسول ( صلى الله عليه وسلم)..نادى في صحابته قبيل بدر( هذه غير قريش اخرجو ا ( لعل الله ينفلكموها)…وفي زعمي ثمة نكتة بيانية هنا في لفظة( ينفلكموها)..بالوصل مع ان الفصل حائز عند النحاة ( ينفلكم ..اياها)…ذلك لوطيد االعلاقة عند بعضهم في تبني الافكار…ومعتنقيها انها مرتبطة بما يعود على بعضهم من نفع ونفل جراء اعتناقه فكرة ما…وهدا مايذكرني الان والاردن مقدم على مايسمى( هيصة الاحزاب)..
وتدافع كثير منهم الى مايمكنه من( نفل وغنيمة)…علما بان الافكار وبرنامجها يحتاج الى كبير جهد من التربيه لكثير من معتنقيها…علاوة على التجرد من اجل الفكرة خالصة دون انتظار للنفع او المكاسب…ونحن نحُّن الى ( وطن مفقود)..ضاع بمعامل ( النفل والغنيمة)..علما بانه يجب ان يكون ضجيجا في نفوس حملة( اللافتات)…وشعارا بل واقعا يعيشه هؤلاء وكما يقال( Ther’s no Place Like Homes….)….
…الامر الذي ننوه به حيال هذه المناسبة او( الهيصة)…ان الاعرابي ان لم ينفل….يأفك)…ان لم يستفد من الفكرة مغنما…قام لسانه ليس فقط بالشتم او بالسباب المقذع وانما يطعن في الجانب الاخر بعرضه كما حدث مع بعض من قريش ونفر من القبائل في طعن جانب من جوانب الشخصية
وحديث الافك ليس خافيا على احد وفيما تعرضت له عائشة ام المؤمنين ( رضوان الله عليها)…وما لها من صفات تتسم بالعلم والتخلق والادب( خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء)…ورغم جلال الشخصية الا ان الاعراب طعنوا صاحب الرسالة في اعز جوانبه وما حديث الافك ببعيد عند كثير منا…اذن القاعدة عند الاعراب
ان لم ينفل منك…رماك بعرضك اوأقذعه)… فالقاعدة الذهبيه ( ان لم ينفل….يأفك)…
التعليقات مغلقة.