الغور الجنوبي.. جهود مكافحة الحشرات يبددها “تسلل الزبل البلدي”
الكرك- رغم قرار منع دخول واستخدام الزبل البلدي غير المعالج بمزارع الأغوار الجنوبية، إلا أن كميات تدخل بطرق مختلفة، ما يؤدي إلى تفاقم مشكلة انتشار الحشرات خاصة الذباب المنزلي، كما هو الحال في الفترة الحالية، رغم كل عمليات المكافحة التي تنفذها الجهات المعنية.
ويقدر مصدر رسمي بمحافظة الكرك، أن زهاء 80 ألف طن من الزبل البلدي تدخل سنويا بطرق مختلفة لمناطق الأغوار الجنوبية.
ويعتبر الزبل البلدي أحد أهم الأسمدة المستخدمة في عمليات الزراعة بالأغوار الجنوبية، لكونه أرخص الأسمدة، في ظل خسائر كبيرة يتعرض لها المزارعون سنويا.
كما يعتبر الزبل البلدي غير المعالج البيئة الحاضنة لبيوض الذباب المنزلي وبعض الحشرات الأخرى، وتزداد المشكلة مع استخدام الزبل طوال العام، ما يمنع القضاء على الحشرات ويبدد جهود المكافحة.
وكانت وزارة البيئة منعت دخول الزبل البلدي غير المعالج لغايات التسميد الطبيعي للمزارع في مناطق وادي الأردن قبل 13 عاما، بسبب أثره الكبير في انتشار الذباب المنزلي. وشجعت وجود معامل لمعالجة الزبل البلدي بطرق مختلفة ليصبح بيئة غير حاضنة للحشرات وخصوصا الذباب المنزلي.
وقال المواطن من مدينة الكرك شامان قسوس إن الفترة الحالية من العام هي الفترة الأجمل لحركة السياحة الداخلية للأغوار الجنوبية وخصوصا من مناطق الكرك الباردة شتاء، مشيرا إلى أن ما يعكر الرحلات، الانتشار الكبير للذباب في مناطق التنزه وبشكل مزعج وغير محتمل.
واشار إلى أن أسر عديدة من الكرك، اعتادت أن تذهب في كل نهاية أسبوع طوال موسم الشتاء إلى الأغوار الجنوبية للتنزه والاستمتاع بالأجواء الدافئة، إلا أن الفترة الحالية مع انتشار الروائح الكريهة الناتجة من الزبل البلدي، إضافة إلى الذباب المنتشر بكميات كبيرة، أعاق حركة التنزه الشتوية بالأغوار.
وكانت وزارة الزراعة قد أعلنت العام الماضي أن مشكلة الذباب المنزلي بالأغوار الأردنية قد انخفضت بمعدل 70 % نتيجة عمليات المكافحة المستمرة وعلى مساحات واسعة من وادي الأردن.
ورغم استمرار حملات المكافحة من قبل بلدية الأغوار الجنوبية ومديرية زراعة الاغوار الجنوبية، والتي تشهد خلالها الاغوار تراجعا ملموسا في مشكلة الانتشار المقلق للذباب المنزلي والحشرات، إلا انها سرعان ما تعود للظهور مجددا، وسط تأكيدات رسمية باستمرار بذل الجهود لإنهاء المشكلة تماما.
وقال المزارع سيف محمد من الغور الصافي إن اجراءات مديرية زراعة الاغوار بوقف دخول السماد غير المعالج وهو الأكثر استخداما لدى المزارعين لرخص ثمنه وحملات المكافحة بالرش بداية الموسم كان لها الأثر الكبير في الحد من مشكلة انتشار الذباب، مشيرا إلى أن الفترة الحالية تشهد عودة الانتشار المقلق للذباب بشكل غير معهود، ما يتطلب اجراءات أخرى ومكافحة مغايرة.
وشدد على أن منع دخول السماد العضوي غير المعالج الى كامل المنطقة، سيؤدي إلى تحسين الاوضاع ويقلل من انتشار وتكاثر الحشرات وخصوصا الذباب المنزلي.
بدوره، اشار رئيس بلدية الاغوار الجنوبية يوسف البوات إلى أن البلدية تقوم وبشكل مستمر وبالتعاون مع مديرية زراعة الاغوار بعمليات مكافحة مستمرة، كان آخرها قبل اسبوع، لافتا إلى أن الفترة الماضية كانت شهدت ارتفاعا كبيرا بدرجات الحرارة ما ساهم في انتشار الذباب، مؤكدا أن البلدية مستمرة بعمليات المكافحة بالرش حرصا على سلامة المواطنين.
من جهته، أكد مدير زراعة الأغوار الجنوبية المهندس مأمون العضايله أن الفترة الحالية تشهد تراجعا بانتشار الذباب بسبب حملات المكافحة التي تنفذها المديرية والبلديات بالمنطقة، وذلك ضمن الخطة السنوية لمكافحة الذباب المنزلي بالإضافة إلى منع استخدام الزبل البلدي غير المعالج بشكل نهائي.
واشار إلى أن المديرية نفذت بالتعاون مع بلدية الاغوار الجنوبية حملة رش قبل اسبوع من خلال آليات المديرية وخصوصا في موقع مكب النفايات، باعتباره البيئة المناسبة الأخرى للذباب المنزلي.
واكد أنه واستمرارا للخطة السنوية لمكافحة الذباب المنزلي نفذت المديرية حملة مكافحة للذباب في مختلف مناطق الاغوار قبل شهر، في حين أن المديرية تقوم بمراقبة دائمة لمنع دخول الزبل البلدي، ووضع نقاط غلق على مداخل الأغوار وضبط أي كميات غير معالجة ورشها بمبيدات خاصة.
التعليقات مغلقة.