الغور الشمالي: “جدري” العنب يحرم أسرا من عوائد قطاف أوراقه
الغور الشمالي- يحرم ظهور إصابات “جدري ورق العنب”، في مزارع بالغور الشمالي أسرا معوزة من الاستفادة من العمل بموسم قطاف الأوراق، الذي يوفر فرص عمل مدرة للدخل اليومي، فيما قد يلحق تفاقم الإصابات خسائر بأصحاب المزارع.
وتنتظر العديد الأسر في الغور موسم قطاف ورق العنب الذي يوفر فرص عمل مجدية، من أجل تحسين ظروفهم المعيشية الصعبة في لواء يعاني من غياب لفرص العمل وارتفاع نسبة البطالة.
تقول العشرينية علياء الأحمد إنها تنتظر موسم ورق العنب بفارغ الصبر لأنه موسم مؤقت لفترة، إذ تحصل على أجرة مناسبة يوميا حسب حجم العمل الذي تنجزه في القطاف اليومي، مؤكدة أنها في كل موسم توفر من عمل قطف وجمع ورق أشجار العنب مبلغا ماليا يمكنها من المساهمة في دفع أقساط الجامعة المترتبة على أشقائها وأحيانا تسديد ديون والتزامات شهرية مترتبة على أسرتها.
وأشارت إلى أنها تعمل على نظام فترتين فترة صباحية من الساعة السادسة صباحا ولغاية الساعة 12 ظهراً والفترة المسائية تبدأ من الساعة 3 ولغاية السادسة ويتم محاسبتها من قبل صاحب المزرعة 70 قرشا عن كل كيلو، ولكن هذا الموسم مختلف عن المواسم السابقة جراء إصابة الأشجار بالمرض الذي انتشر في مزارع العنب ما تسبب بخفض عدد العاملات وخسارة أصحاب المزارع.
في ذات الوقت، يطالب مزارعون من مديرية الزراعة في اللواء بتكثيف حملات الرش على المزارع، والعمل على التواصل مع المزارعين، لتقديم النصح والإرشاد الزراعي لهم قبل أن يتفاقم المرض ويقضي على تلك المزارع.
ويرجع رئيس جمعية مزارعي وادي الريان مثقال الزيناتي ظهور الإصابات إلى ارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة مع بداية الصيف الحالي، وامتداد موسم هطل الأمطار، وهي عوامل حاضنة مثالية لإصابة المئات من كروم العنب، بمرض فطري.
وتابع أن موسم العنب يُعد من أهم المواسم الزراعية، التي تعتمد عليها العائلات في الغور الشمالي، وخصوصا ذات الدخل المحدود أو المتدني، من خلال العمل بقطاف أوراق أشجار العنب في المزارع المنتشرة باللواء.
ويوضح المزارع محمد التلاوي، وهو صاحب مزرعة ورق عنب، كيفية ظهور أعراض الإصابة، حيث أن الأطوار المتحركة للمرض تتغذى من الحلم على السطح السفلي للأوراق، فتهيج الأنسجة المصابة وتظهر على الأوراق انتفاخات متورمة تشبه أورام الجدري، تكون مقعرة من السطح السفلي ومحدبة من السطح العلوي.
وقال إن مقدار الضرر يتوقف على شدة الإصابة، حيث لا يسبب هذا الحلم في حدوث أي خسائر اقتصادية إذا كان عدد الأورام لا يتجاوز 20-30 ورم (انتفاخ) في الورقة الواحدة، أما في حالة زيادة عدد الأورام عن هذا الحد فيتوقف نمو الأوراق وتتساقط في وقت مبكر، مما يؤثر على كمية ونوعية المنتج، لاسيما وان الأوراق المصابة لا تصلح للاستخدام في الطبخ “كـورق عنب”، كما تؤدي الإصابة الشديدة إلى تلف قطوف العنب وجفافها.
وقال المزارع خالد الرياحنة، إن الأجواء غير المستقرة أثرت سلبا على مزروعاتهم، وأدت إلى تساقط ثمار العنب واصفرار أوراق أشجاره وتساقطها مبكرا، علاوة على تفشي الأمراض الفطرية فيها، قائلا “هذه الاوضاع ستدفع بالمزارعين الى المطالبة بتعويضات عن خسائرهم، أسوة بالمزروعات الأخرى، التي عملت وزارة الزراعة على حصر أضرارها في الفترة الأخيرة تمهيدا للتعويض”.
ويقول المزارع محمد عيد وهو صاحب مشروع لمعرشات العنب، إن الفائدة التي كانوا يجنونها من قطاف وبيع ورق العنب كبيرة، وربما كانت تفوق ما يجنيه المزارعون من بيع ثمار العنب التي تعد من الفاكهة الصيفية الرئيسية في اللواء، إذ كانت تتدنى أسعارها إلى أقل من دينار بسبب نضجها في آن واحد وطرحها بالأسواق بكميات كبيرة.
وتابع، لكن هذا العام مختلف كثيرا عن الاعوام السابقة اذ الخسارة لم تتوقف على صاحب المزرعة بل قلل عدد العاملات وخصوصا اللواتي يعملن بشكل موسمي في هذا المجال.
وتقول صابرين التلاوي إنها تعلمت زراعة أشجار ورق العنب من والدتها التي كانت تخصص جزءا من مزرعتهم لهذا النوع من الزراعة، موضحة أنه وبعد فترة وجيزة من الزمن أصبحت تلك الأشجار مصدر رزق لها ولعدد كبير من العاملات في قطاف ورق العنب، غير أن هذا الموسم ومع ظهور الإصابات فلا حاجة لعاملات للقطاف بسبب قلة الاوراق غير المصابة التي يمكن قطافها.
من جانبه، قال رئيس قسم الإرشاد الزراعي المهندس معاوية الردايدة إن هناك العديد من المزارعين الذين راجعوا المديرية بخصوص تقديم ملاحظاتهم حول إصابة مزارعهم بمرض فطري، موضحا أنه تم تقديم النصح والإرشاد الزراعي لهم والعمل على متابعة مزارعهم وإرشادهم بالعلاجات التي يجب استخدمها.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.