الغور الشمالي.. سيدات يفتحن أبواب دخل في موسم الحمضيات لإعالة أسرهن
الغور الشمالي- تشهد مزارع الحمضيات في لواء الغور الشمالي، إقبال العديد من النساء للعمل في موسم الحمضيات، يبدأ العمل في عمليات القطف والتعبئة والتغليف، وصناعة العصائر والمربيات، بهدف تأمين مصدر دخل يسد احتياجات ومتطلبات أسرهن.
وخلال الفترة الحالية، ينشط “تضمين” مزارع الحمضيات في اللواء، إذ يلجأ بعض المزارعين إلى هذا العمل بهدف الحصول على المال لسداد الديون.
وتؤكد الأربعينية عالية الواكد، أنها في مثل هذا الوقت من كل عام، تبحث عن فرصة عمل بمزارع الحمضيات، مشيرة إلى أن موسم الحمضيات يشكل أهمية كبيرة لدى العديد من النساء لارتفاع الأجور، ولأن العمل فيه يناسب المرأة، خصوصا عملية الترتيب والتغليف والتحميل.
وقالت الواكد، إنها في بعض الأحيان تعمل فترتين صباحية ومسائية، ولكل فترة أجرة مختلفة عن الأخرى، مما يسهم في رفع قدرة المرأة على تلبية احتياجات منزلها وأفراد أسرتها من أقساط جامعية ومدرسية، ناهيك عن المتطلبات الأخرى المتراكمة على العائلات الفقيرة في اللواء. ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للثلاثينية أم علي القويسم، التي ترى أن موسم الحمضيات يشكل ركيزة كبيرة لدى العديد من النساء في لواء الغور الشمالي، خصوصا غير الحاصلات على أي من الشهادات العلمية، واللواتي تقتصر قدرتهن على العمل في المجال الزراعي، والاستفادة من المردود المالي لتغطية متطلبات أخرى تراكمت عليهن جراء الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتشير القويسم إلى أنهن، بالإضافة إلى الأجرة، يحصلن أيضا على كميات من ثمار المزارع، ويقمن باستغلالها في صناعة المربيات الطبيعية، والاستفادة من القشور في عمل العطور، والعصير الطبيعي، وبيعه للجمعيات الخيرية والتعاونية التي تقوم بدورها بتسويق تلك المنتوجات.
وبحسب المواطنة صابرين، فإنها لم تكن تتوقع بأن حصولها وجارتها على قرض مالي مشترك من إحدى المؤسسات الإقراضية سيصبح سببا لملاحقتها قضائيا، وذلك بعد عجزها عن سداد القرض جراء الظروف الجوية التي ضربت الموسم الزراعي، من ارتفاع لدرجات الحرارة لمستويات قياسية في الصيف، وموجات صقيع في فصل الشتاء.
وأكدت صابرين، أنها تنتظر على أحر من الجمر بدء موسم قطاف ثمار الحمضيات الحالي لتكون فرصة لتوفير المال الذي تستطيع من خلاله سداد ديونها، وتأمين متطلبات الحياة الأساسية لها، مشيرة إلى أنها في كل يوم تبحث عن فرصة عمل بقطف الثمار لتتمكن من مواجهة الفقر والحرمان، خصوصا أن لواء الغور الشمالي يعد من المناطق الأشد فقرا، ويشكل نسبة بطالة عالية بين صفوف الشباب والنساء.
كما أكدت أن موسم الحمضيات بالنسبة لها وللكثير من الأسر في اللواء يعد “المنقذ”، فمن خلاله تتمكن العديد من الأسر من تسديد ذمم مالية عليها، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المزارعين الصغار الذين تعمل نساؤهم على مساعدتهم لتوفير مستلزمات المعيشة الأساسية.
من جانبه، يؤكد صاحب إحدى مزارع الحمضيات، عبدالله الزينات، أن الصقيع أثناء فصل الشتاء وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف العام الماضي، أمور أثرت سلبا على إنتاج مزرعته، ما أجبره على الاستغناء عن العديد من العمال، خوفا من تواصل الخسائر المالية التي لحقت به وبالعديد من المزارعين، لافتا إلى أن الكثير من النساء في اللواء يعملن في قطف ثمار الحمضيات، رغم غياب الكثير من حقوقهن العمالية.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية بمناطق وادي الأردن حوالي 330 ألف دونم، تستفيد منها 11 ألف أسرة تعتمد في دخلها على العمل في هذا القطاع، فيما يقبع أكثر من ثلثي سكان الوادي تحت خط الفقر، مع ارتفاع ملحوظ في نسبة البطالة، خاصة بين الشباب.