الغور الشمالي: مزارعون ينجحون بتسويق منتجاتهم عبر مواقع التواصل
نجح مزارعون في لواء الغور الشمالي في ترويج منتجاتهم من اللوز وورق العنب على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع توفيرهم خدمة التوصيل إلى المنازل، ما يساعدهم في عدم تعرضهم للخسائر كما حصل في الموسم الماضي.
وأشار مزارعون إلى أن ظروف حظر التجول الجزئي الذي يبدأ من الساعة السادسة مساء، والحظر الشامل يوم الجمعة لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا والتي حددت عليهم ساعات العمل، دفعت العديد منهم وخاصة صغار المزارعين إلى الاستعانة والترويج لمنتجاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي ساهمت بشكل كبير جدا في تصريف المنتجات المتكدسة لديهم، ما حقق لهم دخولا ساعدتهم في مواجهة الظروف الحالية الصعبة.
وأشار الثلاثيني علي الرياحنة من سكان اللواء، إلى أنه استغل مهارته بكيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية التواصل مع الزبائن، في وقت يفرض فيه ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة، بتوفير شروط السلامة العامة في عملية التوصيل من مكان الى آخر، وهو لبس القفازات والكمامات والالتزام بموعد الحظر، مشيرا الى أنه يملك مزرعة ورق العنب، يعتمد عليها في تحقيق مصدر دخل وتسديد الالتزامات المترتبة.
وأكد أن موسم ورق العنب يحقق له أرباحا سنويا، إلا أن الظروف الوبائية حالت دون تحقيق الأرباح بالوقت الحالي، مما دفعت العديد من المزارعين أمثاله إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع الزبائن داخل اللواء وخارجه في المحافظات الأخرى.
في الوقت ذاته أكد المزارع علي الدبيس، أنه يملك عددا من أشجار اللوز الموسمي، مشيرا إلى أن عمر هذا النوع من الثمار ليس طويلا، فهو بحاجة إلى عملية تسويق ذات جدوى.
وأشار إلى أنه في البداية كان يعتمد على بيعه على البسطات المنتشرة في الشوارع وفي الأسواق، ولكن بسبب الاغلاقات والتشديدات من قبل البلدية والجهات المعنية، تعرض لخسائر مالية.
وأضاف أن التشديدات والإغلاقات وعدم وجود سوق دفعه للتفكير في إيجاد حل، وبيع منتجاته عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وخدمة التوصيل إلى المنازل، بعد عرض صور المنتج وتحديد سعره.
ويقول إنه يطلب من الزبائن تحديد الكمية المطلوبة ووضع العنوان ورقم الهاتف للتواصل، مشيرا إلى أن هناك تفاعلا كبيرا جدا من الزبائن وخصوصا من قبل السيدات.
ويقول المواطن خالد أبو لوم، إنه منذ أن ظهر فيروس كورونا وحددت الحكومة ساعات التجول، بدأت معاناته بالذهاب إلى السوق، وخصوصا أنه لا تتوفر وسائط نقل عام له من منطقته إلى السوق، مما حد من قدرته على الذهاب إلى السوق، سيما أنه يخشى ايضا من الاختلاط وعدوى فيروس كورونا لأنه يعاني العديد من الأمراض.
ويضيف انه وجد في مواقع التواصل الاجتماعي كل ما يحتاجة، وخصوصا بالوقت الحالي الذي ينتشر فيه الوباء دون أن يعرض نفسه لأخطار العدوى بشراء المنتجات الزراعية من الأسواق، مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الحل لدى الكثير من المواطنين، وخصوصا أولئك الذين تقع منازلهم في المناطق الجبلية ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة ولا يملكون القدرة على التنقل إلى الأسواق مما وفر ذلك الجهد.
ويشير محمد السالم، إلى أنه ومعه العديد من المزارعين في اللواء، يعانون ظروفا مالية صعبة في الوقت الحالي جراء الظروف التي أحاطت بالمزارع، كالكوارث الطبيعية وانتشار فيروس كورونا، ما حد من قدرة المزارع على الحصول على قوته اليومي، مشيرا إلى أن الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي ساعدهم في تصريف بعض منتجاتهم المتكدسة بالمزارع.
وأكد أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة وإن كانت تضر بالمزارع، إلا أنها جاءت لتغليب المصلحة العامة في مثل هذه الظروف الاستثنائية على المصلحة الخاصة، لافتا الى ان الأسعار الحالية وان كانت لا تعبر عن قيمة المنتج الحقيقية في ظل ارتفاع الطلب، الا انها مرضية لجميع الأطراف.
واوضح ان “الظروف الحالية تتطلب منا كمزارعين وابناء مزارعين اجتراح الحلول لمواجهة الظروف الصعبة”، مشيرا الى ان ترويج المنتج الزراعي على مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر حاليا حلا، خصوصا للمنتجات التي بلغت موسمها .
ومن الجدير بالذكر ان لواء الغور الشمالي من المناطق الاشد فقرا، ويبلغ عدد سكانه حوالي 130 الف نسمة موزعين على 3 بلديات هي بلدية شرحبيل بن حسنة، وبلدية معاذ بن جبل وبلدية طبقة فحل. ويعتمد نصف اهالي اللواء في عملهم على العمل في القطاع الزراعي والنصف الآخر في القطاعات المختلفة والمتنوعة.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.