الغور الشمالي: نقص الري يتسبب في جفاف مزروعات
الغور الشمالي – تسبب ضعف المياه المسالة الى مزارع الحمضيات في لواء الغور الشمالي بمحافظة إربد، بحالة من الاستياء بين مزارعين في اللواء بخاصة أصحاب الملكيات الصغيرة منهم، حراء تراجع جودة منتجاتهم، وجفاف مزروعاتهم، وتكبدهم خسائر مالية تضاف الى ما تعرضوا له من خسائر سابقا جراء الكوارث الطبيعية والحرائق والآفات الزراعية.
ولفتوا الى إنَّ ما يجري دفعهم إلى مراجعة سلطة وادي الأردن، آملين منها أن توجد حلال لمشكلتهم، لكن السلطة على حد تعبير بعضهم، تعد دون أن تنفذ وتماطل، وتتعذر دوما بأن إسالة المياه، تخضع للكميات المتوافرة، الى جانب أنها حاليا تتذرع بقلة الإسالة، بأن الموسم المطري يجعل الأرض رطبة.
وأشاروا في أحاديث لـ”الغد” إلى أن توزيع المياه المسالة غير عادل، مطالبين السلطة بزيادة سعة الضخ الى مزارعهم، لإنقاذ المزروعات من التلف، وتكبدهم لخسائر فوق خسائرهم الماضية بسبب تبعات جائحة كورونا.
وقال رئيس النقابة المستقلة لعاملات وعمال الزراعة مثقال الزيناتي، إن الوضع المائي بات يشكل خطرا كبيرا على القطاع الزراعي، جراء شح مياه الري، لافتا الى أن السلطة تقوم في هذا الاطار، بتقليل كميات المياه المتفق عليها.
وأشار الزيناتي إلى أن الكمية المتفق عليها تصل الى 18 ساعة ضخ، أي بمعدل 3 أيام في الأسبوع، إذ تجري إسالة دورتين من سد الملك طلال ودورة من قناة الملك عبدالله، لكن السلطة لا تلتزم بذلك، بل تضخ 5 ساعات بمعدل 3 أيام في الأسبوع.
وشكَّكَ الزيناتي بصلاحية مياه سد الملك طلال المسالة لمزارع وادي الأردن، وارتفاع نسبة ملوحتها، لافتا إلى أنه لا يوجد مختبر محايد يظهر مدى صلاحية مياه السد للزراعة.
وأكَّدَ أنَّ الضرر يظهر بوضوح في مزرعته، بحيثُ أتلفت جميع أشجار الحمضيات لديه، ناهيك عن تراجع جودة المنتج مقارنة بالأعوام السابقة، مشيرا إلى أن مزارع الحمضيات في الوادي تواجه خطرا كبيرا، جراء إسالة مياه السد التي تحتوي على نسب عالية من الأملاح والصوديوم، ما يؤثر سلبا على الأشجار والخضراوات.
كما جدد المزارع محمد البشتاوي دعوة السلطة للالتزام بإسالة المياه المتفق عليها، تخوفا من تراجع القطاع في الوادي، خصوصا موسم الحمضيات، الذي يشكل اهمية اقتصادية لدى العديد من المزارعين، وخصوصا ان نسبة زراعة الحمضيات في اللواء، تشكل حوالي 90 %.
وأشار إلى أن هناك عشرات العائلات التي تعتمد في مصدر رزقها على جني محصول الحمضيات، لافتا الى أن تراجع الموسم لن يمكن العائلات من تسديد التزامها المالية، كما ان عشرات المزارعين واقعون في ورطة ديون لمؤسسات الإقراض الزراعي والشركات الزراعية، ناهيك عن الالتزامات المالية الأخرى.
وأضاف المزارع خالد الرياحنة ان قلة المياه تسببت بتراجع جودة المنتج، لكن بعض المزارع الكبيرة، لم تعان من هذه المشكلة، لحصولها على كميات كافية من المياه، اما المزارع الصغيرة، فهي الأكثر معاناة في هذا الجانب.
من جانبه، نفى مصدر من السلطة أي نقص في كميات المياه المسالة للأراضي الزراعية، مشيرا إلى أن المزارعين يحصلون على كميات مناسبة جدا، مقارنة بالموسم المطري الحالي، كما ان اغلب الاشجار حاليا ليست بحاجة الى مياه بكثرة، لكن سيجري تفقد المزارع التى لم تصلها المياه، لإيجاد الحل المناسب لها.
أما بخصوص المياه المسالة من سد الملك طلال؛ فلفت الى أن نسبة ملوحتها مناسبة جدا لمزارع الحمضيات، مشيرا إلى إجراء فحوصات شهريا لها، للتأكد من مطابقتها للمزروعات الخضرية والحمضيات، مؤكدا أن السلطة تتابع شكاوى المزارعين عبر النزول إلى الميدان وسماع أي ملاحظة ومتابعتها.
علا عبداللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.