القدس على صفيح ساخن والمواجهات مرشحة للاتساع
مع تزايد انتهاكات الاحتلال ولاسيما بالأقصى، باتت القدس على صفيح ساخن، ما يشي بأن القضية ستتوسع ما ينذر بانفجارها وإشعال فتيل المواجهة، بين الفلسطنيين وجنود الاحتلال والمستوطنين.
وحذر المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، أمس من خطورة تصاعد الأوضاع واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، بما ينذر بانفجارها وإشعال فتيل المواجهة.
وقال أبو دياب إن “القدس باتت على صفيح ساخن، بفعل تصاعد إجراءات وممارسات الاحتلال بحق المقدسيين ومقدساتهم، وارتفاع انتهاكات المستوطنين لحرمة المسجد الأقصى المبارك”.
وأوضح أن تزايد الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والأقصى يؤدي لمزيد من الضغط والانفجار في مواجهة الاحتلال، ويُشعل فتيل الأوضاع والمواجهات، في ظل التضييق المتواصل على المقدسيين في كافة مناحي حياتهم.
وأشار إلى أن المدينة المقدسة تشهد حالة من التوتر والترقب الشديدة، في ظل استمرار الدعوات اليهودية المتطرفة لتنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى خلال “يوم الغفران” و”عيد العرش” التوراتي الشهر المقبل، وما سيتخللها من اعتداءات وانتهاكات لحرمة المسجد، وأداء طقوس تلمودية بداخله.
تصاعد الاعتداءات
وبيّن الباحث المقدسي أن المواجهات في القدس توسعت حتى وصلت إلى بلدات أخرى، مثل صور باهر، وقد تزداد شراستها خلال الأيام المقبلة.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال بمؤسساتها كافة تسعى لفرض سيادتها وسيطرتها الكاملة على القدس والأقصى، وتعمل على تنفيذ مخططاتها التهويدية والاستيطانية بشكل متسارع في المدينة المقدسة.
ولفت إلى أن شرطة الاحتلال منعت المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى خلال “رأس السنة العبرية” الذي وافق يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وقمعت المرابطات والمرابطين الذين تواجدوا داخل المسجد للتصدي لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم، وحاولت تفريغ المسجد من المصلين.
وذكر أن سلطات الاحتلال لم تُوقف حملات اعتقالاتها وملاحقتها للمقدسيين ورواد الأقصى يومًا، بل تصاعدت وتيرتها في الأيام الأخيرة، ناهيك عن عمليات الهدم ومحاولاتها طرد السكان وتهجيرهم من منازلهم، والاستيلاء عليها لصالح المستوطنين.
وتشهد أحياء القدس يوميًا، مواجهات ليلية مع قوات الاحتلال وفي أكثر من نقطة، يتخللها إطلاق كثيف للأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أدى لإصابة العشرات بجروح وحالات اختناق، وتحديدًا في بلدتي العيسوية والطور.
وفي المقابل، يتصدى الشبان المقدسيون برشق الحجارة والزجاجات الحارقة والألعاب النارية باتجاه عناصر شرطة الاحتلال.
وعلى أثر ذلك، صعدت قوات الاحتلال من حملة اعتقالاتها وملاحقتها للشبان والفتية المقدسيين، والتي طالت العشرات منهم، تركزت في بلدات الطور، والشيخ جراح، وباب العامود، وسلوان، كما سلمت استدعاءات للتحقيق.
وأكد الباحث المقدسي أن “الوضع في القدس بدأ يغلي بشكل كبير، وقد نصل إلى مرحلة اندلاع انتفاضة أخرى تكون أعنف من سابقاتها، نتيجة الضغط والإحباط الذي يسود الشارع الفلسطيني عامةً، والشارع المقدسي بشكل خاص، وفي ظل عدم وجود أي موقف رسمي فلسطيني جاد وحقيقي إزاء ما يجري”.
وتابع أن “الشعب الفلسطيني بات مضطهدًا بشكل كبير، بفعل تمادي الاحتلال في جرائمه واعتداءاته بحقه وبحق مقدساته، بل أصبح يواجه هذه الجرائم والممارسات والظلم والطغيان وحده في الميدان، دون أي إسناد أو دعم عربي ودولي”.
وأكد أبو دياب أن الشعب الفلسطيني بأطيافه وفصائله كافة موحد في مواجهة عدوان الاحتلال، لأنه وصل لقناعة مفادها أن “الاحتلال لا يفهم اللغة السياسية والدبلوماسية، بل لغة انتزاع الحقوق الوطنية بالقوة وليس استجدائها”.
وقال: “كلما ازدادت شراسة الاحتلال واعتداءاته على الفلسطينيين والمقدسيين؛ زادت ردة الفعل في الشارع، وازداد صمودهم وثباتهم، والدفاع عن حقوقهم ومقدساتهم، وأيضًا مواجهة الاحتلال”.
وشدد المختص في شؤون القدس على ضرورة الوقوف بجانب المقدسيين، ودعم صمودهم في مقاومة إجراءات الاحتلال ومخططاته المتواصلة، والتصدي لاستفزازات المستوطنين وانتهاكهم لحرمة المسجد الأقصى.
وطالب بضرورة إيجاد مرجعية ووضع استراتيجية وطنية واضحة للتصدي للاحتلال ووقف اعتداءاته في القدس والأقصى، مع الحفاظ على هوية المدينة العربية الإسلامية، وكذلك تحقيق حقوقنا الوطنية.
وتتخوف سلطات الاحتلال من تصاعد التوتر والأوضاع في مدينة القدس والمسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، مؤكدة أن حالة التأهب القصوى في صفوف عناصرها وقواتها ستتواصل حتى موعد الانتخابات العامة للكنيست المقررة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ودعت “جماعات الهيكل” المزعوم عناصرها وجمهور المستوطنين إلى أكبر اقتحام للأقصى، والاحتشاد بعائلاتهم وأطفالهم، محددة ذروة عدوانها المقبل على المسجد ليكون يوم الثلاثاء الموافق 11-10-2022، بمناسبة “عيد العرش” التوراتي.
وتخطط الجماعات المتطرفة برعاية حكومة الاحتلال في موسم العدوان الأعتى على الأقصى إلى نفخ البوق، واقتحام المسجد بثياب كهنوتية بيضاء، ومحاكاة لطقوس القربان النباتية، وزيادة أعداد المقتحمين للمسجد.
في السياق حملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن التصعيد الحاصل في ساحة الصراع والناتج بالأساس عن تصعيد عدوان قوات الاحتلال واقتحاماتها الدموية العنيفة للمدن والبلدات الفلسطينية واجراءاتها وتدابيرها التي تقيد حياة الفلسطينيين وتشل حركتهم في أرض وطنهم.
وقالت ببيان أمس، أن التصعيد الحاصل في الأوضاع هو سياسة رسمية إسرائيلية تدفع ساحة الصراع إلى مربعات العنف والتوتر والتصعيد، كان آخر أشكالها ما تفاخر به رئيس أركان جيش الاحتلال بشأن قراره باستخدام الطائرات المسيرة في عمليات الاغتيال والقتل خارج القانون والاعدامات الميدانية.
وحملت، مجلس الأمن الدولي المسؤولية عن نتائج تخليه عن مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتغييب نفسه عن بذل جهود حقيقية لإحياء عملية السلام والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في حين يبذل جهودا في ساحات أخرى ساخنة في العالم في ازدواجية معايير وسياسة كيل بمكيالين تضرب ما تبقى له من مصداقية.
وانتقدت وزارة الخارجية، اكتفاء أعضاء مجلس الامن الدولي ببعض البيانات الشكلية أو تشخيص الحالة أو توجيه بعض الانتقادات أو الاكتفاء بقرارات أممية لا تنفذ وتبقى حبيسة الأدراج.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.