القطاع الصحي بالكرك: شكاوى مستمرة من نقص أطباء اختصاص وأدوية

الكرك – تزايدت شكاوى المواطنين بمحافظة الكرك من تردي وتراجع خدمات القطاع الصحي بالمحافظة، وخاصة المستشفيات الرسمية والمراكز الصحية الأولية والشاملة، ما زاد من معاناة المواطنين الذين يضطرون الى السفر للعاصمة عمان لتلقي الخدمة الصحية الضرورية في اغلب الاحيان، وفق عدد منهم.
وتتنوع شكاوى المواطنين بين غياب أطباء الاختصاص بالمستشفيات وخصوصا مستشفيي الكرك الحكومي والغور الصافي وغالبية المراكز الصحية، وفي بعض التخصصات المهمة وخصوصا القلب والدماغ والاعصاب والكلى والسكري والاوعية الدموية والغدد الصماء وطب الطوارئ، إضافة الى نقص الأطباء في العديد من التخصصات واقتصار دوامهم على يوم او يومين بالأسبوع لجميع سكان المحافظة البالغ عددهم زهاء 360 ألف نسمة.
كما يشكو سكان بالبلدات والقرى من نقص الأدوية بالمراكز الصحية وغياب الأطباء فيها ونقص التخصصات الطبية وخصوصا في المراكز الصحية الشاملة في البلدات البعيدة عن مركز المحافظة والتي يصعب على المراجعين الانتقال الى المستشفيات كلما دعت الحاجة.
وكانت فعاليات نقابية وشعبية قد نظمت اجتماعا عاما بمجمع النقابات المهنية بالكرك وتحت ضغط الشكاوى والمطالب الشعبية ببحث واقع الخدمات الصحية بالمحافظة وتراجعها الشديد، حيث اجمع غالبية المشاركين باللقاء على تردي واقع الخدمات الصحية وضرورة العمل على تحسينها حرصا على خدمة المواطنين.
وقال عضو مجلس محافظة الكرك علي الضمور إن المواطنين بالمحافظة يعانون من تردي الخدمات الصحية وخصوصا في مجال نقص اطباء الاختصاص ونقص الاسرة بالمستشفيات الامر الذي يجبر المرضى على الذهاب الى مستشفيات العاصمة لتلقي العلاج اللازم.
وبين ان معاناة مرضى القلب والسكري وغيرها من الامراض ما زالت مستمرة رغم توفر عيادة ليوم واحد لهذه الاختصاصات الا انها لا تكفي وخصوصا وان بعض المرضى يحصلون على مواعيد بعيدة لعدة اشهر لعمل قسطرة القلب اضافة الى ضعف باجراءات الحالات الطبية الطارئة بحالات القلب والحروق والحوادث التي تحتاج الى اطباء اوعية دموية وجراحي اعصاب لمرضى الحوادث الكثيرة على الطريق الصحراوي.
وقال الناشط فتحي الهويمل من بلدة الغور الصافي بالأغوار الجنوبية ان حالة مستشفى الغور الصافي صعبة بسبب تراجع مستوى الخدمات بالمستشفى عن الوضع السابق قبل سنوات عند افتتاح المستشفى، مشيرا الى غياب اطباء الاختصاص بالعديد من الاختصاصات بحيث اصبح المستشفى مركزا لاستقبال الحالات المرضية العادية ولا يؤدي الخدمة الطبية الحقيقية لقطاع واسع من المواطنين بالأغوار الجنوبية وعددهم يزيد على 60 الف نسمة.
وبين ان المراكز الصحية هي الاخرى تعاني من تردي الخدمات فيها ونقص الاطباء والادوية الضرورية والتي يحتاجها السكان، فيما المنطقة تبعد مسافة كبيرة عن مركز المحافظة ويصعب على المرضى الوصول لمستشفياتها بسبب ظروفهم المالية الصعبة.
وقال رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة إن محافظة الكرك أصبحت تعاني من تراجع وتردي مستوى مختلف الخدمات فيها، وخاصة القطاع الصحي باعتباره احد اهم القطاعات الضرورية المعنية بخدمة المواطنين، لافتا الى ان هناك شكاوى عديدة من المواطنين وهي بحاجة الى الاستماع اليها جيدا من قبل الحكومة وأجهزتها المختلفة حرصا على سلامة المواطنين.
وشدد المعايطة على اهمية ان توجه الحكومة في حال لم تكن لديها نية او تمويل لتوفير الخدمات الضرورية للقطاع الصحي الى الشركات الكبرى بالمحافظة من البوتاس والفوسفات لتعمل على مساندة القطاع الصحي وتوفر ما يحتاجة القطاع بالمحافظة، مشددا على ان هذه الشركات المحلية واجبها ان تسهم في خدمة المجتمع المحلي قبل ان تقوم حكومات اجنبية ببناء المستشفيات لنا بالكرك حيث بنت الحكومة الايطالية مستشفى الكرك الحكومي قبل ثلاثين عاما.
وقال المواطن احمد الذنيبات من سكان مدينة الكرك إن معاناة المواطنين مع تردي القطاع الصحي كبيرة ويمكن لكل مواطن ان يسرد شكاوى عديدة وخصوصا في مجال نقص الاجهزة الضرورية والمختبرات وتعطل دائم لتصوير الاشعة بالمستشفيات والمراكز الشاملة وغياب الاطباء عن مراكز عملهم وعدم وجود مبنى مستقل للعيادات الطبية بالكرك أسوة ببقية المستشفيات بالمملكة ووجود العيادات جمعيها في مبنى لا يتسع لأكثر من خمسين شخصا.
من جهته، أكد مدير الشؤون الصحية في محافظة الكرك الدكتور أيمن الطراونة ان الوزارة تسعى باستمرار من اجل توفير افضل الخدمات الصحية للمواطنين بالمحافظة، من خلال رفع سوية الخدمة الصحية، مؤكدا توفر الاطباء وخصوصا اطباء الاسرة في غالبية المراكز الصحية اضافة الى عمل الوزارة على توفير بعض اطباء الاختصاص بتلك المراكز وخصوصا الشاملة منها.
وبين أنه تم تحويل مراكز الربة وعي ومؤاب إلى نظام 24 ساعة وتم تمديد دوام مركز صحي فقوع لغاية الساعة الثامنة مساء ومركز صحي طلال الشامل للساعة السابعة مساء، اضافة الى توفير بعض الاجهزة الطبية للمراكز الشاملة، مؤكداً ان ميزانية مديرية الشؤون الصحية للعام الجاري بلغت 298 ألف دينار وهو مبلغ لا يكفي لسد جميع الاحتياجات الطبية المطلوبة من المراكز الطبية والمستشفيات، لافتا الى ان قيمة الميزانية للعام المقبل سترتفع لتصل الى 930 ألف دينار الامر الذي سيسهم في تحسين الخدمات الصحية.
في حين أكد مساعد مدير مستشفى الكرك الحكومي الدكتور خالد البقاعين ضرورة مشاركة جميع الفعاليات في بحث وسائل رفع مستوى الخدمة الطبية، مشيرا الى ان المستشفى حاليا يوفر العديد من الاختصاصات التي كانت مفقودة ويعمل على توفير اخرى في الوقت القريب.
وأشار الى أنه تم تزويد المستشفى بجهاز تصوير شبكية العين بمنحة كويتية وجهاز تصوير شعاعي داخل غرفة العمليات، لافتا الى انه سيتم توفير اختصاصات جراحة دماغ وأعصاب وجراحة عامود فقري في الوقت القريب، موضحا أن الكوادر الطبية بالمستشفى نفذت العديد من العمليات الصعبة ومنها عمليات قص المعدة وزراعة القرنية وزراعة المفصل وزراعة حوض ومعالجة حالات روماتيزم بالإضافة إلى تقديم تسهيلات طبية في صرف علاج مرضى السكري والتي عممت على جميع الكوادر الطبية منذ شهر تقريبا.
وأشار رئيس مجلس المحافظة الدكتور عبدالله العبادلة أنه وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها المملكة أثناء جائحة كورونا فقد تابع مجلس المحافظة دعمه للقطاع الصحي لأهميته في تقديم الخدمات للمواطنين، رغم ضعف الموازنة السنوية للمجلس والبالغة 7 ملايين و820 ألف دينار هذا العام، والتي يتم توزيعها على مختلف القطاعات في كافة أنحاء المحافظة، مشيرا إلى أن المجلس ركز اهتمامه على أربعة قطاعات رئيسة وهي الصحة والأشغال والتربية والزراعة.

هشال العضايلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة