الكرك: البرية توفر لمئات الأسر احتياجاتها من الأعشاب العطرية
الكرك – في مثل هذا الوقت من العام، ومع مستهل موسم الربيع، يجد العديد من الأسر في محافظة الكرك، خاصة القاطنين في البلدات والقرى، بهذا الموسم، فرصة لجمع حاجتها السنوية من الأعشاب البرية، كالزعتر والبابونج والقيسوم، وغيرها من الأعشاب المستخدمة في طبخ الطعام أو العلاج الشعبي.
وتعتبر عملية جمع الأعشاب البرية خاصة العطرية من براري المحافظة، واحدة من العادات المهمة التي تنفذها أسر من المحافظة في الربيع، إذ يقومون بجمع أعشاب كالزعتر والبابونج والجعدة وغيرها من النباتات العطرية الأخرى كالحندقوق وهي إحدى أهم مكونات صناعة السمن البلدي بالمحافظة إذ تستخدم في خلطات تصنيعه.
وساهمت الأمطار الأخيرة التي هطلت على المحافظة بانتعاش موسم النباتات العطرية وإطالته ووفرة إنتاجها، وخصوصا في مناطق غربي المحافظة
ويؤكد أهال أن عملية جمع الزعتر البري والبابونج وغيرها من النباتات البرية، بخاصة التي تعتبر جزءا من غذاء العديد من الأسر، كما هو الحال مع الخبيزة والجعدة والفيتة، تعتبر طقسا ضروريا في مثل هذا الوقت من كل عام لأسر في المحافظة.
وخلال هذا الوقت من أيام الربيع، تتجول أسر في جبال وأودية المحافظة، مستغلة توفر نبتتي الزعتر والبابونج البريتين، واللتين تنموان في منتصف الربيع، فتقوم بتجميع الزعتر والبابونج ليكونا جزءا من مؤونتها المنزلية وجزءا من علاجاتها وأدويتها، كما هو معروف لدى أهالي المحافظة.
تؤكد خديجة علوان من سكان بلدة عينون جنوبي المحافظة، أن مئات الأسر تقوم دائما بالاستفادة مما تجود به الطبيعة على الإنسان، من النباتات المختلفة، والتي يحتاجها المواطن، وخصوصا تلك التي توفر جزءا من الغذاء الدائم على المائدة، كالزعتر وغيره من النباتات، بالإضافة لتلك التي يستخدمها بعلاجه كالبابونج البري، والجعدة وهي من أكثر الأعشاب التي يجري التقاطها سنويا خلال هذه الفترة من العام.
وأشارت إلى أن عملية تجميع هذه النباتات تتم سنويا على نحو جماعي، إذ تشاهد مئات الأسر تتجول فوق التلال وفي الأودية لجمع ما تحتاجه من أعشاب برية، تكون جزءا من مخزونها المنزلي، مؤكدة أنها وأسرتها نادرا ما كانت تشتري البابونج والزعتر من السوق، لأنها كانت تجمعه من البرية والتي يوجد فيها بشكل دائم.
ويؤكد الناشط البيئي رائد الضمور، أن مختلف مناطق المحافظة تشهد تنوعا حيويا كبيرا بالحياة البرية، لافتا إلى أن العديد من المواقع بالكرك تشهد انتعاشا للحياة البرية ونمو الأعشاب البرية التي يحتاجها المواطنون في الغذاء والدواء وصناعة الجميد والسمن البلدي.
ولفت إلى إن هناك مناطق بتوجه الناس إليها كل موسم لجمع الأعشاب البرية وخصوصا مناطق وادي بن حماد وعي والعينا والمناطق الشرقية وغابة اليوبيل.
وقال أحمد المحادين وهو أحد مربي الماشية أن العام الحالي يشهد إنبات كميات كبيرة من الأعشاب البرية والنباتات العطرية التي بجمعها المواطنون كل عام. لافتا إلى أن الأمطار الأخيرة أسهمت في إطالة عمر هذه النباتات وتوفرها لفترة طويلة من الموسم.
وبين أن الكثير من المواطنين أيضا يجمعون الأعشاب البرية مثل الزعتر والبابونج والجعدة وغيرها من النباتات في مثل هذا الوقت حيث موسم الربيع، ويبيعونها للتجار ما يوفر دخلا لهم، مؤكدا أن طعم تلك النباتات أفضل من تلك التي يتم زراعتها.
ويؤكد مدير زراعة الكرك مصباح الطراونة، أن المحافظة شهدت هذا العام تساقطا جيدا للأمطار، وخصوصا مع الأمطار الأخيرة التي ساهمت بنمو أنواع الأعشاب وبشكل كبير وعلى امتداد مختلف مناطق المحافظة، وخصوصا الأعشاب التي اعتاد المواطنون تجميعها سنويا.
وبين أن كمية الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين في محافظة الكرك والتي بلغت 30 ملم بالمتوسط ستسهم في دعم الموسم الزراعي وذلك من خلال زيادة مخزون الرطوبة بالتربة بالنسبة للمحاصيل الصيفية مثل البقوليات “العدس والحمص والكرسنة”، وأيضا المحاصيل الحقلية التي زرعت متأخرة بالمناطق الغربية من المحافظة، وستساهم هذه الأمطار بالشحن الجوفي وزيادة مستوى السدود مثل سد الموجب وسد اللجون، وأيضا زيادة حصة المخزون المائي الآتي من الحصاد المائي في الآبار المنزلية.
ولفت إلى أن الأمطار ستسهم بإطالة أعمار نباتات المراعي الطبيعية والأعشاب البرية التي ستدعم فاتورة الأعلاف بالنسبة لمربي الثروة الحيوانية، وأيضا دعم كافة الأشجار المثمرة مثل الزيتون واللوزيات والعنب.
وأشار إلى أن كميات الأمطار بلغت حتى أمس بالكرك 161 ملم، والمزار الجنوبي 204 ملم، والقصر 215 ملم، وفقوع 194 ملم، والغوير 157 ملم، والقطرانة 62 ملم. من معدل هطل سنوي يبلغ بالمحافظة 350 ملم.
التعليقات مغلقة.