الكرك.. “السياحة الشتوية” تبدأ في الأغوار والأودية وسط غياب المرافق الخدمية
الكرك- باتت مناطق الأغوار الجنوبية ومواقع الأودية المنخفضة في محافظة الكرك، خلال الفترة الحالية وهي بداية موسم الشتاء، مقصدا للسياح والزوار من داخل المملكة والمحافظة، بالإضافة إلى السياح من الخارج، رغم ندرتهم في الفترة الحالية.
وتضم محافظة الكرك، العديد من المواقع والمسارات السياحية التي يمكن زيارتها في موسم الشتاء، والتي تشكل جوهر السياحة الشتوية والتنزه الشتوي طوال موسم الأمطار، حيث تنخفض درجات الحرارة، ويصبح التنزه في الأغوار والمناطق المنخفضة المجال الوحيد للتنزه.
وغالبا ما تشهد مناطق الأغوار الجنوبية، مثل غور الصافي وغور المزرعة والحديثة وفيفا، حركة تنزه وسياحة نشطة في مثل هذه الأوقات من السنة، استغلالا لدفء هذه المناطق في موسم الشتاء وبرودة الطقس في المرتفعات.
وبحسب موقع وزارة السياحة والآثار، فإن محافظة الكرك تضم نحو 16 موقعا ومسارا للزيارة من قبل السياح، وهي مواقع (قلعة الكرك، غابة اليوبيل، عين سارة، وادي الموجب، البحر الميت، وادي عسال، وادي النميرة، قلعة القطرانة، كهف لوط عليه السلام، البانوراما الشرقية، البانوراما الغربية، آثار ومقبرة محي، آثار ذات الرأس، موقع المشهد في مؤتة، آثار الربة، آثار القصر)، ومن بينها ستة مواقع للسياحة الشتوية، وتشهد طوال العام زيارات سياحية داخلية وخارجية نشطة.
ورغم تراجع حركة السياحة بالمحافظة بسبب الظروف الإقليمية التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من عام في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي أدت إلى تراجع أعداد السياح والزوار من خارج المملكة، إلا أن حركة السياحة الداخلية ما تزال مستمرة، رغم تواضعها هي الأخرى، حيث اعتاد سكان المحافظة التوافد إلى مناطق الأغوار الجنوبية مع بدء موسم تدني درجات الحرارة للاستمتاع بالدفء وشراء احتياجاتهم من الخضار والفواكه من البساتين بالمنطقة مباشرة.
ووفق مدير سياحة الكرك، ساطع المساعدة، فإن الفترة الحالية من العام، وهي فترة بداية الشتاء، تشهد انتقال حركة السياحة والتنزه من المناطق المرتفعة بالكرك إلى مناطق الأغوار الجنوبية ومواقع الأودية المنخفضة، مشيرا إلى أن هذه المواقع، رغم استقبالها أعدادا كبيرة من السياح والمتنزهين، تفتقر إلى المرافق الخدمية المختلفة، وهي بحاجة إلى التطوير، ويجري حاليا التواصل مع مختلف الجهات المعنية لأجل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين والسياح.
وبين المساعدة، أن هذه المناطق التي تستقطب السياح والزوار في هذه الفترة من العام تشمل غور نميرة والنقع ومتحف أخفض منطقة في العالم، بالإضافة إلى مناطق التنزه الطبيعية بين البساتين.
وتضم مناطق الأغوار الجنوبية العديد من مواقع التنزه، حيث تنتشر مساحات واسعة من البساتين ومجاري المياه في أودية وسيول ذات الطبيعة الخلابة، إضافة إلى المحميات الطبيعية والآثار ومتحف أخفض بقعة بالعالم.
وقال رئيس جمعية التأهيل المجتمعي بالأغوار الجنوبية، فتحي هويمل، إن الفترة الحالية من كل عام كانت تشهد زيارة أعداد كبيرة من الزوار والسياح، خصوصا من محافظة الكرك باتجاه الأغوار في نهاية الأسبوع، إضافة إلى أعداد كبيرة من الزوار من خارج المحافظة.
وأكد أن الفترة الحالية، تشير إلى تواضع أعداد الزوار بشكل كبير مقارنة بأعوام سابقة، الأمر الذي يمكن تفسيره بالظروف الحالية على مستوى المنطقة، خصوصا العدوان على غزة الذي فرض أحوالا صعبة على المواطنين، ناهيك عن ظروفهم الخاصة.
وبين هويمل، أن الأغوار الجنوبية تضم العديد من المواقع التي يمكن زيارتها، ناهيك عن المواقع الطبيعية التي تجذب غالبية الزوار هربا من البرد في المناطق المرتفعة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن مناطق الأغوار الجنوبية تضم العديد من المواقع السياحية الطبيعية والأثرية، والتي تشكل مناطق جاذبة للسياح والمتنزهين طوال العام، لا سيما في موسم الشتاء، وهو ما يعرف بالسياحة الشتوية.
وتضم الأغوار الجنوبية ضمن السياحة الطبيعية مناطق زيارة الأودية وجداول المياه ذات الطبيعة الجميلة، خصوصا تلك التي تضم مياها ساخنة، ومن بينها مناطق سيل نميرة وعسال ووادي الحسا والعيون الساخنة بالمزرعة والحديثة وعين الذراع.
وقال المواطن أحمد المحادين من سكان مدينة الكرك، إن هناك حركة سياحة داخلية باتجاه الأغوار الجنوبية في الفترة الحالية، مع هبوط درجات الحرارة بشكل كبير هذه الأيام، مشيرا إلى أن غالبية المواقع التي يقصدها المتنزهون خلال هذه الفترة في الأغوار الجنوبية هي مناطق جاذبة وجميلة.
وأشار المحادين، إلى المسافة القصيرة بين مختلف مناطق الكرك والأغوار الجنوبية، التي تشجع المواطنين على الذهاب بشكل دوري ومستمر في كل نهاية أسبوع للأغوار للتنزه والاستمتاع بالأجواء الجميلة.
أما المواطن بلال الصرايرة، فأكد من جهته، أن حركة التنزه خلال موسم الشتاء بمنطقة الأغوار الجنوبية تعد الخيار الأول لغالبية الأسر في محافظة الكرك، إلا أن هذه الحركة ما تزال في بدايتها وليست مثل سابقاتها في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة وما يحدث في غزة يساهم في ضعف حركة التنزه.
وبحسب رئيس بلدية الأغوار الجنوبية، يوسف البوات، فإن مناطق كثيرة في الأغوار الجنوبية تستقبل كل عام أعدادا كبيرة من الزوار من مختلف مناطق محافظة الكرك خلال موسم الشتاء، وكذلك سياح من الخارج، وهي مناطق متعددة، من بينها مواقع الزراعة والأودية المختلفة ومتحف الأغوار وشاطئ البحر الميت.
ولفت إلى أن هذه المواقع تعد من أفضل المواقع بالمملكة التي تشهد حركة تنزه خلال فترة الشتاء، بما يعرف بـ”السياحة الشتوية”، مشيرا إلى أن الأغوار الجنوبية تعتبر منطقة جذب للزوار خلال موسم الشتاء، وتشهد السياحة الشتوية حضورا كبيرا في مثل هذا الوقت من العام، وهي الآن في بدايتها.
وأكد البوات، أن البلدية تقوم على خدمة مختلف مواقع ومناطق التنزه، وهي تعمل على توفير ووضع حاويات للنفايات بالمناطق التي يكثر فيها التنزه، خصوصا الأودية والمناطق الطبيعية، لافتا إلى أن البلدية مستعدة دائما لاستقبال زوار الأغوار الجنوبية في أي وقت وتقديم مختلف الخدمات لهم.