الكرك: المعاقون بلا رعاية بعد إغلاق آخر مركز للتأهيل

بعد سنوات من المعاناة والبحث عن مصادر التمويل المختلفة، اغلق مركز مؤتة للتربية الخاصة والمعني برعاية الاشخاص ذوي الإعاقة الوحيد المتبقي بمحافظة الكرك ابوابة امام المنتفعين، بعد اربعين عاما في خدمة المعاقين وتقديم الرعاية والتأهيل لهم في مختلف المجالات، بسبب نقص التمويل نتيجة وقف كل الجهات التي كانت تقدم المساعدات، والتمويل اللازم لإدامة المركز.
وبحسب رئيس جمعية رعاية والمعوقين بالكرك عماد العضايلة، فإن الجمعية تأسست قبل اربعين عاما لتؤسس مركزا لرعاية وتأهيل المعاقين من ابناء المحافظة، بهدف تقديم التعليم والتدريب والتأهيل للأشخاص ذوي الاعاقة البسيطة والمتوسطة، من اجل الوصول الى الاعتماد على انفسهم.
وبين العضايلة، ان الجمعية لم تعد قادرة على استمرار عمل المركز بسبب ندرة الموارد المالية لديها، رغم انه المركز الوحيد بالمحافظة بعد اغلاق المركز الثاني قبل خمس سنوات، بسبب غياب التمويل والدعم المالي من الجهات الرسمية والاهلية.
ولفت الى ان الهيئة الادارية للجمعية ابلغت الاهالي، انه واعتبارا من بداية الشهر الحالي ستتوقف كافة الخدمات بالمركز بعد ان لم يعد لدى الجمعية اي اموال لإنفاقها على المركز، مؤكدا ان مسؤولية اغلاق المركز تقع على جميع الجهات ذات العلاقة، لأنه في الاساس مركز لتقديم الخدمات لفئة لديها مشاكل صحية وتتطلب رعايتها بشكل مستمر.
وبين ان المركز يضم القسم المدرسي، ويتألف من طلبة التخلف العقلي وعددهم 14 طالبا وطالبة من مختلف مناطق الكرك، والقسم المهني الذكور من طلبة التخلف العقلي وعددهم 16 طالبا وطالبة، ويتدربون في مشاغل النجارة وصناعة الفراشي والمكانس ومشتل الزراعة، اضافة الى تدريب مجموعة من الفتيات على مهن الخياطة والديكور والتريكو والتدبير المنزلي، بحيث يتم تأهليهن للحصول على عمل، وهو الامر الذي حدث لدى اعداد كبيرة من خريجي المركز وحصلوا على وظائف في مشاغل ومصانع.
وقال العضايلة، ان الجمعية اضطرت لهذا القرار بعد ان سدت في وجهها كافة الوسائل لتحصيل عون مالي يمكن من ادامة عمل المركز خدمة لأشخاص لن يجدوا رعاية إن أغلق، الامر الذي يعني معاناة الاهل بسبب قيام المركز برعاية المعاقين عنهم طوال اليوم، خاصة الاسر المحتاجة التي بالكاد تتدبر امور حياتها ولا دراية لها بكيفية التعامل معهم كونهم يحتاجون لعناية خاصة.
وبين انه وفي الفترة الاخيرة وبسبب قطع المساعدات كان المركز يسير من خلال الاستدانة، بحيث وصل حجم المديونية المترتبة على الجمعية بزهاء 33 ألف دينار بينها ديون تستحق الدفع الفوري بقيمة 19 ألف دينار، وهي عبارة عن رواتب عاملين قطعت منذ ثلاثة اشهر، اضافة لمستحقات لمؤسسة الضمان الاجتماعي والتي بلغت 8 آلاف دينار وذمم بدل خدمات الماء والكهرباء والمحروقات وتراخيص وسائط النقل الخاصة بالجمعية، والتي توقفت هي الأخرى وسوف تتعرض للتلف بسبب توقفها.
وأضاف أن وزارة التنمية الاجتماعية أوقفت ما كانت تقدم من دعم مالي شهري للجمعية بواقع 70 دينارا شهريا لكل منتفع وبمبلغ اجمالي شهري قدره ألف و400 دينار، لافتا الى ان هذا المبلغ لم يكن يغطي الإنفاق الشهري الفعلي الذي تتكبده الجمعية لكل منتفع من المعاقين، إضافة الى توقف الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية عن تقديم الدعم الذي كان يصل للجمعية بمبلغ 20 ألف دينار سنويا بحجة عدم توفر المخصصات المالية.

وأشار العضايلة، الى ان الظروف المالية الصعبة دفعت الجمعية الى تسريح 14 عاملا وعاملة من العاملين في المركز لعدم القدرة على تأمين رواتبهم، لافتا الى ان من تبقى من العاملين بصدد ترك العمل لوجود رواتب مستحقة لهم تعجز الجمعية عن دفعها، في حين ان بعضهم يهدد باللجوء للقضاء لتحصيل حقوقهم.
وشدد على ان ادارة الجمعية طرقت الابواب الرسمية والاهلية في محافظة الكرك وخارجها، للمساعدة في معالجة الوضع المالي المتردي للمركز، الا انها لم تلق بالا، مطالبا الشركات الكبرى بالمحافظة والتي تقع عليها مسؤولية اجتماعية في تقديم الدعم لإحدى اهم مؤسسات العون الاجتماعي بالمحافظة، وهو المركز الذي يقدم لذوي الاعاقة بالمحافظة خدمة نوعية وهم الذين قست عليهم الظروف ويحتاجون الى رعاية خاصة بسبب ظروف اهلهم الصعبة.
ويبين العضايلة، ان المركز ولأجل العودة للعمل مجددا يحتاج الى ان تقوم وزارة التنمية الاجتماعية بإعادة الدعم ورفع قيمة شراء الخدمات للعاملين بالمركز الى 100 دينار شهريا، اضافة الى تقديم العون الفني الضروري للمركز.
وأشار الى ضرورة ان تقوم وزارة التربية والتعليم بإعادة انتداب مجموعة من المعلمين والمعلمات من التربية الخاصة، الى المركز للمساعدة في نفقات التعليم والتأهيل، وإعادة الصندوق الهاشمي لدعمه السنوي المقدر بعشرين ألف دينار. وأشار الى ضرورة ان تقوم الجهات الرسمية بإلزام الشركات الكبرى التي توزع سنويا مبالغ مالية كبيرة على الاندية والجمعيات بوضع مركز المعاقين على جدول المنح السنوية.
وأكدت أم بلال والدة احد الاطفال المنتفعين بالمركز من سكان مدينة الكرك، ان اغلاق المركز شكل ضربة قوية للأهالي الذين لديهم ابناء من ذوي الاعاقة، ويقوم المركز برعايتهم طوال اليوم وتقديم الوجبات والتأهيل والرعاية والتعليم لهم، بحيث يكونون في النهاية نافعين لأنفسهم بالمستقبل.
من جهته أكد مدير التنمية الاجتماعية بمحافظة الكرك نصر المعاقبة، ان المديرية معنية بإعادة العمل بالمركز، لأنه يقدم الخدمات لفئة مهمة من أبناء المجتمع، لافتا إلى ان المديرية تعمل مع الجمعية للبحث من اجل عودة العمل بالمركز من خلال الوصول الى افضل هيكلة مناسبة.
ولفت الى ان الوزارة مستمرة في تقديم الدعم ولم توقف شراء الخدمات للعاملين الا بعد توقف العمل بالمركز، مؤكدا ان المديرية ستقوم بالتعاون والتنسيق مع الجمعية بالعمل لإعادة العمل بالمركز، حرصا على تقديم الخدمات لذوي الإعاقة بالكرك.

هشال العضايلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة