الكرك: توقعات انخفاض موسم الزيتون إلى النصف بسبب الجفاف
يداهم قلق مفرط أصحاب مزارع الزيتون في الكرك إثر مؤشرات واضحة على رداءة الموسم هذا العام بسبب تردي الأحمال، مرجحين ألا يتجاوز الإنتاج نصف إنتاج الموسم الماضي، على الرغم من أن كثيراً من العائلات تعتاش على هذه الزراعة، فيما تدل مؤشرات واضحة أن موسمهم سيلحق بما سبقه من مواسم متضررة هي الأخرى كموسم القمح والشعير جراء ضعف الموسم المطري، ما يتسبب بخسائر فادحة للمزارعين.
ويتوقع مزارعون ومسؤولون في مديرية زراعة الكرك، أن يشهد الموسم الحالي انخفاضا كبيرا في كميات إنتاج محصول الزيتون والزيت البلدي مقارنة بالعام الماضي، الذي اعتبر من أفضل المواسم.
ويعزون السبب إلى الانخفاض الكبير في معدل الأمطار، الذي أسهم في تدني الإنتاجية لمعظم الأشجار خصوصا أشجار الزيتون التي تبدو اليوم في حال بائسة وفق العديد من المزارعين، الذين يرجحون ألا تصل إنتاجية الموسم الحالي إلى نصف نظيره الماضي.
وكان الموسم الماضي شهد إنتاج زهاء 9 آلاف طن من الزيتون في مختلف مناطق المحافظة، التي أنتجت بدورها نحو 1500 طن من الزيت، فيما تسببت كميات الإنتاج الكبيرة للزيتون الى اكتظاظ معاصر المحافظة التي كانت تضطر للتوقف أياما عن استقبال زيتون المزارعين كي تتمكن من عصر الكميات الموجودة لديها، الأمر الذي دفع المزارعين بسبب فترة الانتظار الطويلة للانتقال إلى محافظتي العاصمة ومأدبا للعصر.
ويؤكد مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة، أن الموسم الحالي يعاني من تردي أحمال الأشجار في غالبية المناطق، عازيا سبب ذلك إلى ضعف الموسم المطري ووصوله إلى نسبة 40 بالمائة من المعدل السنوي للمحافظة. واعتبر أن ذلك يعني انخفاض كميات الزيتون والزيت.
ويؤكد أن تقديرات المديرية لكميات الزيتون لا تتجاوز 4 آلاف طن فقط، وإذا حُوّلت 3 آلاف طن منها للعصر فلن تنتج أزيد من 570 طنا من الزيت.
ويؤكد الطراونة أن المساحات الزراعية الخاصة بالزيتون في الكرك تقدر بنحو 55 ألف دونم، بينها مساحات مروية وأخرى بعلية، مشيرا إلى أن هناك مساحات أخرى قيد الإنتاج خلال السنوات المقبلة، والتي ستعمل على زيادة الإنتاج السنوي من الزيتون وزيته، مبينا أن المحافظة تضم خمس معاصر منتشرة في جميع المناطق، وتخضع للرقابة الدائمة من قبل الكوادر الفنية في مديرية الزراعة، حرصا على سلامة المنتج وحقوق المزارعين والمواطنين بالحصول على زيت جيد وسليم.
ويبين أن المديرية تشكل بداية كل موسم لجنة من الفنيين المختصين لإجراء الفحص الميداني على معاصر الزيتون، للتأكد من جاهزيتها ونظافتها، لضمان جودة الزيت المستخرج منها، وإجراء الفحوصات المخبرية يوميا للزيت المستخرج من جميع المعاصر في المحافظة، داعيا المزارعين إلى التريث وعدم قطف الزيتون قبل موسمه، للحصول على ثمار ناضجة وجيدة للكبس والعصر، كما دعا لتعبئة ثمار الزيتون في صناديق وأكياس الخيش لتهويتها وعصرها مباشرة بعد القطف لتلافي زيادة حموضتها، ولضمان جودة الزيت المستخرج.
ويشكو مزارعون، فضلا عن ضعف الموسم المطري، من انتشار ذبابة الزيتون هذا الموسم التي سيؤدي تأثيرها إلى تراجع المحصول، مطالبين الجهات الرسمية بمراقبة المعاصر بشكل دائم أثناء تشغيلها في موسم العصر، حرصا على سلامة العملية، ولضمان حصول المزارعين والمواطنين على كمية زيت جيدة ومتناسبة مع الكميات التي يحضرونها للمعصرة، خصوصا بعد بروز شكاوى من تراجع كميات الزيت المستخرج من العصر في الموسم الماضي، بسبب استعجال المعاصر في عمليات العصر جراء ضغط الأعداد الكبيرة من المزارعين وكمياتهم الوفيرة من الزيتون.
ويرى المزارع موسى النعيمات وهو من مزارعي الزيتون في منطقة ذات رأس بلواء المزار الجنوبي، أن الموسم الحالي يعد من “أسوأ المواسم على الإطلاق”، حيث تخلو أعداد كبيرة من أشجار الزيتون من الثمار جراء حالة الجفاف وتردي الهطول المطري.
ويبين النعيمات أن الموسم الحالي سيلحق ضررا بالمزارعين الذين يعتنون طوال العام بشجرة الزيتون كي تمنحهم إنتاجا مناسبا في نهاية الموسم، خصوصا وأن أغلبية المزارعين في المحافظة يعتمدون على موسم الزيتون لتلبية احتياجاتهم الضرورية للعائلة التي يعمل كل أفرادها من أجل هذا الموسم من بدايته الى نهايته.
ويرجح أن يشهد الموسم الحالي ارتفاعا كبيرا في أسعار الزيت بسبب نقصه، لافتا إلى أن غالبية المزارعين باعوا إنتاجهم الموسم الماضي بأسعار رخيصة للتجار رغم أن الجفاف ضرب الزيتون كما ألحق ضررا بالمحاصيل الحقلية، حيث تعرض للخسائر أيضا بسبب الجفاف.
بدوره يشير المزارع رائد المعايطة من سكان منطقة بتير، إلى أن المزارعين الذين كانوا يعولون كثيرا على الموسم الحالي كسابقه أصيبوا بالإحباط نظرا إلى ضعف أحمال الأشجار، وبعضها لا يحمل ثمرا على الإطلاق.
أما المزارع علي الخرشة فيؤكد أيضا أن الموسم الحالي بالغ التدني في إنتاجية الزيتون، وسينعكس حتما على أوضاع المزارعين ماديا، ولن يغطي الإنتاج غير نسبة بسيطة من التزاماتهم الكثيرة، والتكاليف التي تكبدوها طوال الموسم.
ويستذكر أن الأشجار في الموسم الماضي أنتجت كميات كبيرة من الزيتون بلغت أكثر من 5 أطنان، والتي أنتجت بدورها أكثر من طن من الزيت، وهي كمية جيدة، مرجحا ألا تتجاوز كمية الزيت المسال في الموسم الحالي 200 كغم بسبب رداءة الإنتاج وشح الأمطار، معتبرا أن الموسم الحالي كان موسم جفاف من كل النواحي.
يذكر أن محافظة الكرك تضم زهاء 60 ألف دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في مختلف المناطق، وتتوزع بين مروية في مناطق وادي الكرك والعينا ولواء عي ووادي بن حماد، وبعلية في باقي مناطق المحافظة.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.