الكرك: مبان تراثية تنتظر الاهتمام لتكون جزءا من النشاط السياحي
ما تزال مئات المواقع التراثية، منها أبنية رسمية ودينية ومرافق خدمية قديمة في مدينة الكرك وغيرها من مناطق المحافظة تنتظر الترميم والصيانة، لإعادة استخدامها، وفقا لبرامج تخدم القطاع السياحي بالمحافظة.
ووفق تقديرات رسمية، فإن مدينة الكرك ومختلف المدن وبلدات المحافظة تضم زهاء 1500 موقع تراثي قديم ما بين منازل تراثية كانت مأهولة لوقت قريب، وأصبحت مهجورة الآن، إلى المباني الرسمية من السجون القديمة والأبراج وقاعات والمساجد والكنائس والأسواق القديمة والمطاحن والمدارس القديمة، وغيرها من المباني التراثية الأخرى.
وفي مدينة الكرك لوحدها، يوجد زهاء 280 منزلا قديما تراثيا، أغلبها مهدد بالإزالة بفعل العوامل الطبيعية أو لضرورة استخدام المواقع القريبة منها لأغراض البناء الحديث.
وتشير سجلات بلدية الكرك إلى وجود زهاء 280 منزلا قديما مهجورا وخاليا وبعضها آيل للسقوط، حيث ظهر أنه بعد عملية حصر للمنازل المهجورة، أن زهاء 280 منزلا قديما غير مأهولة بالسكان، منها 200 منزل يمكن إصلاحها وإعادة السكن فيها أو افتتاح محال تراثية فيها، في حين أن هناك زهاء 80 منزلا غير صالحة على الإطلاق، وهي إما آيلة للسقوط أو ساقطة بالفعل ومتهدمة نهائيا.
في حين، تؤكد مصادر في وزارة السياحة والآثار أن حوالي 50 % من منازل وبيوت مدينة الكرك، هي بيوت تراثية قديمة ويمكن العمل على ترميمها وإعادتها للحياة.
وكانت وزارة السياحة والآثار قد نفذت في مدينة الكرك ثلاثة برامج تنموية لتطوير واقع المدينة سياحيا، وهي مشاريع السياحة الأول والثاني والثالث، وشملت جميعها تطوير وتحديث البنية التحتية، كما شمل المشروع السياحي الأول بناء مرافق سياحية بمحيط قلعة الكرك اضافة إلى ترميم عشرات المباني والمواقع التراثية القديمة اضافة إلى ترميم منازل تعود ملكيتها لمواطنين بالقرب من قلعة الكرك وعاد أصحابها للسكن فيها من جديد بعد ترميمها.
وكانت بلدية الكرك قررت قبل عامين البدء بعملية هدم للعديد من المنازل القديمة بحجة أنها أصبحت تشكل بؤرا لتراكم النفايات والحشرات والزواحف، غير أنها عادت عن قرارها بعد احتجاج المواطنين والجماعات المهتمة بالأبنية التراثية.
وقال مدير برنامج حماية التراث بجمعية السلم والتضامن الأردنية خالد برقان إن محافظة الكرك تضم آلاف المواقع التراثية التي يجب حمايتها من التدمير والتخريب والإزالة من قبل البلديات أو المواطنين باعتبارها إرثا وطنيا يجب الحفاظ عليه، لافتا إلى أن المدينة قد فقدت على مدى السنوات السابقة عشرات من المباني التراثية سواء كانت منازل أو مرافق رسمية مثل مبنى السرايا القديم الذي جرى هدمه رغما من مكانته التراثية للمدينة قريبا من قلعة الكرك.
وأضاف أن محيط قلعة الكرك يضم مئات المباني التراثية من المنازل وغيرها وإن جرى عليها الترميم إلا أنها ما زالت غير مستغلة بالشكل المطلوب وما زالت خاوية، مؤكدا أن المحافظة ومدينة الكرك تحديدا تضم ذخرا تراثيا ضخما وكبيرا يجب الحفاظ عليه والعمل على توثيقه على الأقل حاليا حرصا على غيابه بالمستقبل وخصوصا وانه لا يوجد أي قانون يمنع المواطن من هدم وإزالة منزله القديم لأجل البناء الحديث مكانه.
ودعا إلى ايجاد تحالف شعبي ورسمي لأجل وقف هدم المنازل القديمة التراثية وتوفير الدعم المالي لأجل ترميمها بالشكل المطلوب حرصا على تراثنا واستخدامه في الترويج السياحي بالمحافظة.
وقال رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة، إن البلدية تقوم حاليا بحماية المباني التراثية وتمنع هدمها حرصا على حماية التراث، مؤكدا أن آليات البلدية وكوادرها تقوم كل فترة بعملية تنظيف للمباني التراثية من خلال نقل كميات كبيرة من النفايات والطمم المتراكم بالأحياء القديمة والمنازل المهجورة والذي أصبحت تشكل عائقا أمام حركة السكان بين الأحياء القديمة.
وأكد أن حماية المنازل والمواقع التراثية بمدينة الكرك وبسبب حجمها الكبير لا يمكن للبلدية وحدها تنفيذه بسبب ظروفها المالية، فهي بحاجة إلى مشروع وطني بمشاركة جهات رسمية وشعبية مختلفة لإعادة إحياء المنازل والمواقع التراثية وجعلها جزءا من الحركة السياحية كما هو الحال في المدن القديمة والعريقة.
هشال العضايله/ الغد
التعليقات مغلقة.