الكرك: مواقع سياحية عديدة.. وتردي الطرق يحرم السكان منها
يحرم غياب الخدمات الضرورية، وخصوصا الطرق وخدمات المياه والمرافق الصحية وغيرها، مواطنين في محافظة الكرك وبقية المحافظات، من الاستفادة والاستمتاع بالمواقع الطبيعية الجميلة والسياحية والأثرية المنتشرة فيها.
وبالرغم من شكاوى مواطنين ومعنيين في المحافظة وخارجها، منذ أعوام طويلة حول تدني مستوى خدمات هذه المواقع، لكن الحال لم يتغير كثيرا، ما يضفي التردد على الرغبة في زيارة هذه المواقع الجميلة التي تزخر بها المحافظة، إلا في نطاق محدود لا يرتقي وأهميتها، خصوصا الطبيعية.
ومن بين تلك المواقع: وادي بن حماد، والذي يتمتع بطبيعة جبلية فريدة، وما يتميز به من ينابيع مياه معدنية حارة ومناطق تنزه جبلية ومرتفعات للتسلق، ورياضات السير في المياه وسياحة المغامرة، وهو ما يمكن أن يراه ويستمتع به الزائر في أودية الموجب ونميرة والكرك والحود وغابات اليوبيل، إلى جانب الآثار التي تنتشر في عدد من مناطق المحافظة.
وبالرغم من الأهمية الجمالية والتاريخية لهذه المواقع، وطبيعتها الجذابة، لكنها على وجه العموم، تفتقر للطرق الجيدة والمرافق الخدمية الضرورية، حتى أن بعضها بلا طرق، بخاصة أودية نميرة وويدعة في الأغوار الجنوبية، ومواقع تنزه المغامرة في واديي بن حماد والكرك.
وأكد أهال في المحافظة، أنه وبرغم شكواهم للمطالبة بتحسين الواقع السياحي لهذه المناطق، وتوفير طرق مريحة وآمنة اليها، وتعزيزها بخدمات جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، لكن حتى الآن لم يستجب لهذه المطالب التي تسهم بتنمية المحافظة، في وقت يجري فيه الحديث عن أهمية السياحة في التنمية الاقتصادية الوطنية.
وبالرغم من استئثار قطاع الأشغال العامة في المحافظة، بأغلبية مخصصات موازنتها للعام الحالي، فحصل على 30 مشروعا بموازنة قدرها 2.669.000 دينار، وبنسبة بلغت 37.1 % منها، بينما حصلت وزارة السياحة على مشروعين بموازنة قدرها 100 ألف دينار وبنسبة 1.4 %، وحصلت وزارة الآثار على 4 مشاريع بموازنة قدرها 170 ألف دينار وبنسبة 2.4 %، لكن هذه الميزانيات لم تشفع لإنجاز مشاريع تخدم تلك المواقع.
وكانت الحكومة أعلنت نهاية العام الماضي، عن تفاصيل مشروعي قانون الموازنتين العامة والوحدات الحكومية للسنة المالية 2021، إذ استأثرت العاصمة فيها بحصة الأسد، وبواقع 18.813 مليون دينار، تلتها محافظة إربد بـ12.308 مليون دينار، وكان نصيب محافظة الكرك هو الأقل، وبواقع 7 ملايين دينار فقط.
وأشار المواطن أحمد حريرات من سكان لواء المزار الجنوبي، إلى أن غالبية المواقع ذات المزايا الطبيعية الفريدة والجاذبة للزوار، تعاني من غياب الخدمات، لافتا إلى أن الطرق التي تصلها متردية، وغير آمنة، ولم يحدث أي تحسن عليها منذ فترة طويلة، وتفتقر للمرافق والخدمات الضرورية.
وبين أن موقعي عين الحارة ووادي نميرة السياحيين يفتقران للطرق، ما يضطر زوراهما لإيقاف مركباتهم في مناطق بعيدة عنهما، والسير لمسافات طويلة وسط دروب وعرة، للوصول اليهما، بالإضافة لانعدام أي خدمات فيهما.
وطالب حريرات الجهات الرسمية في المحافظة، بتوفير خدمات لتلك المناطق، لتشجيع المواطنين على زيارتها وتنميتها، لافتا إلى أن غياب الخدمات السياحية فيها، تحرمها من تدفق الزوار، وتجعل مكانتها على الخريطة السياحية الوطنية باهتة.
وشدد على أن هذه المناطق، تفتقر لأبسط الخدمات، كمقاعد المتنزهات، ودورات المياه، وممرات المشاة والارشادات والرقابة، وغيرها مما تحتاجه لتشجع الزوار على ارتيادها.
وأكد المواطن أيمن الحمايدة، أن ما يجري من أحاديث بشأن النهوض بقطاع السياحة لاهميته في الاقتصاد الوطني، لا يرافقه اهتمام حقيقي بالمواقع السياحية، والتي يزداد إقبال المواطنين عليها، وهي متوافرة في المحافظة على نحو جيد، بخاصة الأودية التي تنتشر فيها المياه الجارية والمعدنية الحارة، ويمكن الاستفادة من الترويج لها، لكن غياب خدمات الطرق وغيرها، يغيب أهميتها التنموية.
ولفت الحمايدة، إلى أن هناك حاجة ماسة لتطوير هذه المناطق، ومن بينها الأودية، وغابة اليوبيل التي لا تلقى الاهتمام المناسب، برغم ارتفاع أعداد روادها، إذ تعاني من تردي طرقها وغياب الخدمات فيها، وخصوصا النظافة، بحيث تتحول إلى مكب نفايات عند انتهاء تنزه المصطافين.
كما أكد المواطن علي الفقرا من سكان بلدة دمنة، ان مواقع أودية بن حماد ونميرة بالأغوار الجنوبية والكرك وعين سارة، من المناطق الأكثر ارتيادا من أهالي المحافظة وسياح المغامرة، لكنها تفتقد نهائيا للخدمات الضرورية، بخاصة الطرق، وهي بحاجة لإعادة تأهيل وتنظيم وانشاء مرافق لاستخدام مياه ينابيعها الحارة.
ولفت إلى أن وادي بن حماد شمال مدينة الكرك، يضم ينابيع مياه وشلالات جارية ومعدنية ساخنة ومواقع جبلية تستقطب الزوار، إلى جانب ما تتمتع به من مساحات زراعية واسعة، وقد أصبحت منذ أعوام مضت، مواقع لممارسة رياضة تسلق الجبال والمغامرة والرياضات الجبلية، لكن الطريق المؤدية اليها ضيقة ووعرة ومتعرجة وخطرة، ولا تتسع لأكثر من مركبة واحدة في بعض مناطقها، ما يرفع من عدم امانها.
مديرة سياحة الكرك وداد المجالي، قالت إن وزارة السياحة تهتم على نحو كبير بالمواقع السياحية في المحافظة، وتوفر لها متطلباتها كافة، مشيرة الى انها تنفذ جولات حاليا عليها، للتعرف على احتياجتها كاملة، وفقا لتوجيهات وزير السياحة نايف الفايز.
وأشارت المجالي إلى انها زارت مؤخرا وادي بن حماد، للتعرف على كامل احتياجاته من الخدمات، بخاصة الطرق، لمخاطبة الجهات الرسمية بشأنها.
وأكد مدير الأشغال العامة والاسكان في الكرك المهندس رائد الخطاطبة، في تصريحات سابقة لـ”الغد”، أن المديرية أجرت بالفترة الماضية، توسعة لطريق حمامات وادي بن حماد، وانشاء جسر للوادي، وإزالة العوائق، وتأهيل عدد من الطرق المؤدية للمواقع السياحية والطبيعية الاخرى.
وبين الناطق الإعلامي لمجلس المحافظة فتحي الهويمل، انخفاض قيمة الموازنة، لكن المجلس مصمم على تنفيذ مشاريعه للعام الحالي، برغم تراجع المخصصات، والتي لم تتجاوز الـ7.4 مليون دينار.
وقال الهويمل إن موازنة العام الماضي، أقرت بمقدار 15 مليون دينار، لكنها تقلصت أخيرا إلى نحو مليونين و200 ألف دينار فقط، بعد حسم 70 % منها على فترات، لافتا إلى أن هذا المبلغ، وزع على ألوية المحافظة المختلفة، لسداد ديون مشاريع بوشر بتنفيذها قبل عامين ولم تكتمل لنقص التمويل.
وشدد على أن مناطق المحافظة، بحاجة لمشاريع تنموية، والتي كان المجلس أكد أهمية تنفيذها خلال حواراته مع الحكومة.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.